الرسم العثمانييَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمٰلَهُمْ
الـرسـم الإمـلائـييَوۡمَٮِٕذٍ يَّصۡدُرُ النَّاسُ اَشۡتَاتًا ۙ لِّيُرَوۡا اَعۡمَالَهُمۡؕ
تفسير ميسر:
يومئذ يرجع الناس عن موقف الحساب أصنافًا متفرقين؛ ليريهم الله ما عملوا من السيئات والحسنات، ويجازيهم عليها.
أي يرجعون عن موقف الحساب أشتاتا أي أنواع وأصنافا ما بين شقي وسعيد مأمور به إلى الجنة ومأمور به إلى النار وقال ابن جريج; يتصدعون أشتاتا فلا يجتمعون آخر ما عليهم وقال السدي أشتاتا فرقا. وقوله تعالى "ليروا أعمالهم" أي ليعملوا ويجازوا بما عملوه في الدنيا من خير وشر.
يومئذ يصدر الناس أشتاتا أي فرقا ; جمع شت . قيل ; عن موقف الحساب ; فريق يأخذ جهة اليمين إلى الجنة ، وفريق آخر يأخذ جهة الشمال إلى النار ; كما قال تعالى ; يومئذ يتفرقون يومئذ يصدعون . وقيل ; يرجعون عن الحساب بعد فراغهم من الحساب . أشتاتا يعني فرقا فرقا .ليروا أعمالهم يعني ثواب أعمالهم . وهذا كما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ; " ما من أحد يوم القيامة إلا ويلوم نفسه ، فإن كان محسنا فيقول ; لم لا ازددت إحسانا ؟ وإن كان غير ذلك يقول ; لم لا نزعت عن المعاصي " ؟ وهذا عند معاينة الثواب والعقاب . وكان ابن عباس يقول ; أشتاتا متفرقين على قدر أعمالهم أهل الإيمان على حدة ، وأهل كل دين على حدة . وقيل ; هذا الصدور ، إنما هو عند النشور ; يصدرون أشتاتا من القبور ، فيصار بهم إلى موقف الحساب ، ليروا أعمالهم في كتبهم ، أو ليروا جزاء أعمالهم ; فكأنهم وردوا القبور فدفنوا فيها ، ثم صدروا عنها . والوارد ; الجائي . والصادر ; المنصرف . أشتاتا أي يبعثون من أقطار الأرض . وعلى القول الأول فيه تقديم وتأخير ، مجازه ; تحدث أخبارها ، بأن ربك أوحى [ ص; 134 ] لها ، ليروا أعمالهم . واعترض قوله يومئذ يصدر الناس أشتاتا متفرقين عن موقف الحساب . وقراءة العامة ليروا بضم الياء ; أي ليريهم الله أعمالهم . وقرأ الحسن والزهري وقتادة والأعرج ونصر بن عاصم وطلحة بفتحها ; وروي ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وقوله; ( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا ) قيل; إن معنى هذه الكلمة التأخير بعد ( لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ) قالوا; ووجه الكلام; يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها، لِيُرَوْا أعمالهم, يومئذ يصدر الناس أشتاتا. قالوا; ولكنه اعترض بين ذلك بهذه الكلمة.ومعنى قوله; ( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا ) عن موقف الحساب فِرَقا متفرقين, فآخذ ذات اليمين إلى الجنة, وآخذ ذات الشمال إلى النار.وقوله; ( لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ) يقول; يومئذ يصدر الناس أشتاتا متفرّقين, عن اليمين وعن الشمال, ليروا أعمالهم, فيرى المحسن في الدنيا, المطيع لله عمله وما أعد الله له يومئذ من الكرامة, على طاعته إياه كانت في الدنيا, ويرى المسيء العاصي لله عمله وجزاء عمله وما أعدّ الله له من الهوان والخزي في جهنم على معصيته إياه كانت في الدنيا, وكفره به.
{ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ } من موقف القيامة، حين يقضي الله بينهم { أَشْتَاتًا } أي: فرقًا متفاوتين. { لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ } أي: ليريهم الله ما عملوا من الحسنات والسيئات، ويريهم جزاءه موفرًا.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الزلزلة٩٩ :٦
Az-Zalzalah99:6