الرسم العثمانيفَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوٰىهَا
الـرسـم الإمـلائـيفَاَلۡهَمَهَا فُجُوۡرَهَا وَتَقۡوٰٮهَا
تفسير ميسر:
أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى، وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول، وبالنهار إذا جلَّى الظلمة وكشفها، وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلمًا، وبالسماء وبنائها المحكم، وبالأرض وبَسْطها، وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها، فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير، قد فاز مَن طهَّرها ونمَّاها بالخير، وقد خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي.
قوله تعالى " فألهمها فجورها وتقواها" أي فأرشدها إلى فجورها وتقواها أي بين لها وهداها إلى ما قدر لها قال ابن عباس "فألهمها فجورها وتقواها" بين لها الخير والشر وكذا قال مجاهد وقتادة والضحاك والثوري. وقال سعيد بن جبير ألهمها الخير والشر وقال ابن زيد; جعل فيها فجورها وتقواها وقال ابن جرير حدثنا ابن خالد حدثنا صفوان بن عيسى وأبو عاصم النبيل قالا حدثنا عزرة بن ثابت حدثني يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي قال; قال لي عمران بن حصين أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم وأكدت عليهم الحجة؟ قلت بل شيء قضي عليهم قال فهل يكون ذلك ظلما؟ قال ففزعت منه فزعا شديدا قال; قلت له ليس شيء إلا وهو خلقه وملك يده لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون قال سددك الله إنما سألتك لأخبر عقلك أن رجلا من مزينة أو جهينة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق أم شيء مما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم وأكدت به عليهم الحجة؟ قال "بل شيء قد قضي عليهم" قال ففيم نعمل؟ قال "من كان الله خلقه لإحدى المنزلتين يهيئه لها وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها" رواه أحمد ومسلم من حديث عزرة بن ثابت به.
قوله تعالى ; فألهمها فجورها وتقواهاقوله تعالى ; فألهمها أي عرفها كذا روى ابن أبي نجيح عن مجاهد . أي عرفها طريق الفجور والتقوى وقاله ابن عباس . وعن مجاهد أيضا ; عرفها الطاعة والمعصية . وعن محمد بن كعب قال ; إذا أراد الله - عز وجل - بعبده خيرا ، ألهمه الخير فعمل به ، وإذا أراد به [ ص; 68 ] السوء ، ألهمه الشر فعمل به . وقال الفراء ; فألهمها قال ; عرفها طريق الخير وطريق الشر كما قال ; وهديناه النجدين . وروى الضحاك عن ابن عباس قال ; ألهم المؤمن المتقي تقواه ، وألهم الفاجر فجوره . وعن سعيد عن قتادة قال ; بين لها فجورها وتقواها . والمعنى متقارب . وروي عن أبي هريرة قال ; قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فألهمها فجورها وتقواها قال ; " اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها " . ورواه جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ; أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ هذه الآية ; فألهمها فجورها وتقواها رفع صوته بها ، وقال ; " اللهم آت نفسي تقواها ، أنت وليها ومولاها ، وأنت خير من زكاها " .وفي صحيح مسلم ، عن أبي الأسود الدؤلي قال ; قال لي عمران بن حصين ; أرأيت ما يعمل الناس اليوم ، ويكدحون فيه ، أشيء قضي ومضى عليهم من قدر سبق ، أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم ، وثبتت الحجة عليهم ؟ فقلت ; بل شيء قضي عليهم ، ومضى عليهم . قال فقال ; أفلا يكون ظلما ؟ قال ; ففزعت من ذلك فزعا شديدا ، وقلت ; كل شيء خلق الله وملك يده ، فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون . فقال لي ; يرحمك الله إني لم أرد بما سألتك إلا لأحزر عقلك ، إن رجلين من مزينة أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالا ; يا رسول الله ، أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه ; أشيء قضي عليهم ومضى فيهم من قدر قد سبق ، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم . وثبتت الحجة عليهم ؟ فقال ; " لا بل شيء قضي عليهم ومضى فيهم . وتصديق ذلك في كتاب الله - عز وجل - ; ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها " . والفجور والتقوى ; مصدران في موضع المفعول به .
وقوله; ( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) يقول تعالى ذكره; فبين لها ما ينبغي لها أن تأتي أو تذر من خير، أو شرّ أو طاعة، أو معصية.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني عليّ، قال; ثنا أبو صالح، قال ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله; ( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) يقول; بَيَّنَ الخيرَ والشرَّ.حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله; ( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) يقول; بين الخيرَ والشرَّ.محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس; ( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) قال; علَّمها الطاعة والمعصية.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) قال; عَرَّفَها.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) ; فبَيَّن لها فجورها وتقواها.وحُدثت عن الحسين، قال; سمعت أبا معاذ يقول; ثنا عبيد، قال; سمعت الضحاك يقول في قوله; ( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) ، بين لها الطاعةَ والمعصيةَ.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان ( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) قال; أعلمها المعصية والطاعة.قال; ثنا مِهْران، عن سفيان، عن الضحاك بن مزاحم ( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) قال; الطاعةَ والمعصيةَ.وقال آخرون; بل معنى ذلك; أن الله جعل فيها ذلك.* ذكر من قال ذلك;حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله; ( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) قال; جعل فيها فجورَها وتقواها.حدثنا ابن بشار، قال; ثنا صفوان بن عيسى وأبو عاصم النبيل، قالا ثنا عزرة بن ثابت، قال; ثني يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يَعْمَر، عن أبي الأسود الدّيلي، قال; قال لي عمران بن حُصين; أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون فيه أشيء قُضِيَ عليهم، ومضى عليهم من قَدَرٍ قد سبق، أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم عليه الصلاة والسلام، وأكدت عليهم الحجة ؟ قلت; بل شيء قُضِيَ عليهم، قال; فهل يكون ذلك ظلما ؟ قال; ففزعت منه فزعا شديدا، قال; قلت له; ليس شيء إلا وهو خَلْقُه، ومِلْكُ يده، لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ قال; سددّك الله، إنما سألتك " أظنه أنا " لأخْبُرَ عقلك. إن رجلا من مُزَينة أو جهينة، أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال; يا رسول الله، أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون أشيء قضي عليهم، ومضى عليهم من قدر سبق، أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم عليه السلام وأكّدت به عليهم الحجة ؟ قال; " فِي شَيء قَدْ قُضِيَ عَلَيْهِمْ"؛ قال; ففيم &; 24-456 &; نعملُ ؟ قال; " مَنْ كانَ اللهُ خَلَقَهُ لإحْدَى المَنـزلَتَينِ يُهَيِّئُهُ لَهَا، وَتَصْدِيقُ ذَلكَ فِي كِتَابِ اللهِ; (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)".
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الشمس٩١ :٨
Asy-Syams91:8