الرسم العثمانيكَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوٰىهَآ
الـرسـم الإمـلائـيكَذَّبَتۡ ثَمُوۡدُ بِطَغۡوٰٮهَآ
تفسير ميسر:
كذَّبت ثمود نبيها ببلوغها الغاية في العصيان، إذ نهض أكثر القبيلة شقاوة لعقر الناقة، فقال لهم رسول الله صالح عليه السلام; احذروا أن تمسوا الناقة بسوء؛ فإنها آية أرسلها الله إليكم، تدل على صدق نبيكم، واحذروا أن تعتدوا على سقيها، فإن لها شِرْب يوم ولكم شِرْب يوم معلوم. فشق عليهم ذلك، فكذبوه فيما توعَّدهم به فنحروها، فأطبق عليهم ربهم العقوبة بجرمهم، فجعلها عليهم على السواء فلم يُفْلِت منهم أحد. ولا يخاف- جلت قدرته- تبعة ما أنزله بهم من شديد العقاب.
يخبر تعالى عن ثمود أنهم كذبوا رسولهم بسبب ما كانوا عليه من الطغيان والبغي وقال محمد بن كعب "بطغواها" أي بأجمعها والأول أولى قاله مجاهد وقتادة وغيرهما فأعقبهم ذلك تكذيبا في قلوبهم بما جاءهم به رسولهم عليه الصلاة والسلام من الهدى واليقين.
قوله تعالى ; كذبت ثمود بطغواها أي بطغيانها ، وهو خروجها عن الحد في العصيان قاله مجاهد وقتادة وغيرهما . وعن ابن عباس بطغواها أي بعذابها الذي وعدت به . قال ; وكان اسم العذاب الذي جاءها الطغوى ; لأنه طغى عليهم . وقال محمد بن كعب ; [ ص; 70 ] بطغواها بأجمعها . وقيل ; هو مصدر ، وخرج على هذا المخرج ; لأنه أشكل برءوس الآي . وقيل ; الأصل بطغياها ، إلا أن فعلى إذا كانت من ذوات الياء أبدلت في الاسم واوا ، ليفصل بين الاسم والوصف . وقراءة العامة بفتح الطاء . وقرأ الحسن والجحدري وحماد بن سلمة ( بضم الطاء ) على أنه مصدر كالرجعى والحسنى وشبههما في المصادر . وقيل ; هما لغتان .
وقوله; ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ) يقول; كذَّبت ثمود بطغيانها، يعني; بعذابها الذي وعدهموه صالح عليه السلام، فكان ذلك العذاب طاغيا طغى عليهم، كما قال جلّ ثناؤه; فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ .وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وإن كان فيه اختلاف بين أهل التأويل.* ذكر من قال القول الذي قلنا في ذلك;حدثني سعيد بن عمرو السَّكونّي، قال; ثنا الوليد بن سَلَمة الفِلَسْطِينيّ، قال; ثني يزيد بن سمرة المَذحِجيّ عن عطاء الخُراسانيّ، عن ابن عباس، في قول الله; ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ) قال; اسم العذاب الذي جاءها، الطَّغْوَى، فقال; كذّبت ثمود بعذابها.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ) ; أي الطغيان.وقال آخرون; كذّبت ثمود بمعصيتهم الله.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد &; 24-459 &; ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ) قال; معصيتها.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله; ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ) قال; بغيانهم وبمعصيتهم.وقال آخرون; بل معنى ذلك بأجمعها.* ذكر من قال ذلك;حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; أخبرني يحيى بن أيوب وابن لَهِيعة، عن عُمارة بن غزية، عن محمد ب رفاعة القُرَظِيّ، عن محمد بن كعب، أنه قال; ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ) قال; بأجمعها.حدثني ابن عيد الرحيم الْبَرِقيّ، قال; ثنا ابن أبي مَرْيم، قال; أخبرني يحيى بن أيوب، قال; ثني عمارة بن غزية، عن محمد بن رفاعة القُرَظِيّ، عن محمد بن كعب، مثله.وقيل ( طَغْوَاهَا ) بمعنى; طغيانهم، وهما مصدران للتوفيق بين رءوس الآي، إذ كانت الطغْوَى أشبه بسائر رءوس الآيات في هذه السورة، وذلك نظير قوله; وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ بمعنى; وآخر دعائهم.
{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا } أي: بسبب طغيانها وترفعها عن الحق، وعتوها على رسل الله
(بطغواها) متعلّق بـ (كذّبت) ، و (الباء) للسببيّة، أو للاستعانة المجازيّة
(إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق بـ (كذّبت) ،
(الفاء) عاطفة
(لهم) متعلّق بـ (قال) ،
(ناقة) مفعول به لفعل محذوف على التحذير أي: ذروا ناقة الله، أي: احذروا عقرها
(سقياها) معطوف على ناقة منصوب..
جملة: «كذّبت ثمود» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «انبعث أشقاها» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال لهم رسول ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «
(ذروا) ناقة الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
14-
(الفاء) عاطفة في المواضع الأربعة
(عليهم) متعلّق بـ (دمدم) بمعنى أطبق
(بذنبهم) متعلّق بـ (دمدم) و (الباء) للسببيّة.
وجملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال لهم.
وجملة: «عقروها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوه.
وجملة: «دمدم عليهم ربّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عقروها.
وجملة: «سوّاها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دمدم.
- القرآن الكريم - الشمس٩١ :١١
Asy-Syams91:11