الرسم العثمانيإِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَـْٔذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ ۚ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلٰى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
الـرسـم الإمـلائـياِنَّمَا السَّبِيۡلُ عَلَى الَّذِيۡنَ يَسۡتَاْذِنُوۡنَكَ وَهُمۡ اَغۡنِيَآءُۚ رَضُوۡا بِاَنۡ يَّكُوۡنُوۡا مَعَ الۡخَـوَالِفِۙ وَطَبَعَ اللّٰهُ عَلٰى قُلُوۡبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَعۡلَمُوۡنَ
تفسير ميسر:
إنما الإثم واللوم على الأغنياء الذين جاءوك -أيها الرسول- يطلبون الإذن بالتخلف، وهم المنافقون الأغنياء اختاروا لأنفسهم القعود مع النساء وأهل الأعذار، وختم الله على قلوبهم بالنفاق، فلا يدخلها إيمان، فهم لا يعلمون سوء عاقبتهم بتخلفهم عنك وتركهم الجهاد معك.
ثم رد تعالى الملامة على الذين يستأذنون في القعود وهم أغنياء وأنبهم في رضاهم بأن يكونوا مع النساء الخوالف في الرحال وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون.
قوله تعالى إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمونقوله تعالى إنما السبيل أي العقوبة والمأثم .على الذين يستأذنونك وهم أغنياء والمراد المنافقون . كرر ذكرهم للتأكيد في التحذير من سوء أفعالهم .
القول في تأويل قوله ; إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (93)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; ما السبيل بالعقوبة على أهل العذر، يا محمد, ولكنها على الذين يستأذنونك في التخلف خِلافَك، وترك الجهاد معك، وهم أهل غنى وقوّةٍ وطاقةٍ للجهاد والغزو, نفاقًا وشكًّا في وعد الله ووعيده (30) =(رضوا بأن يكونوا مع الخوالف)، يقول; رضوا بأن يجلسوا بعدك مع النساء = وهن " الخوالف "، خلف الرجال في البيوت, ويتركوا الغزو معك، (31) =(وطبع الله على قلوبهم)، يقول; وختم الله على قلوبهم بما كسبوا من الذنوب (32) =(فهم لا يعلمون)، سوء عاقبتهم، بتخلفهم عنك، وتركهم الجهاد معك، وما عليهم من قبيح الثناء في الدنيا، وعظيم البلاء في الآخرة.------------------------الهوامش;(30) انظر تفسير " السبيل " فيما سلف من فهارس اللغة ( سبل ) .(31) انظر تفسير " الخوالف " فيما سلف ص ; 413 ، تعليق ; 1، والمراجع هناك .(32) انظر تفسير " الطبع " فيما سلف ص ; 413 ، تعليق ; 3 ، والمراجع هناك .
إِنَّمَا السَّبِيلُ} يتوجه واللوم يتناول الذين يستأذنوك وهم أغنياء قادرون على الخروج لا عذر لهم، فهؤلاء {رَضُوا} لأنفسهم ومن دينهم {بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ} كالنساء والأطفال ونحوهم. {و} إنما رضوا بهذه الحال لأن اللّه طبع على قلوبهم أي: ختم عليها، فلا يدخلها خير، ولا يحسون بمصالحهم الدينية والدنيوية، {فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} عقوبة لهم، على ما اقترفوا.
(إنّما) كافّة ومكفوفة
(السبيل) مبتدأ مرفوع
(على) حرف جرّ
(الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ
(يستأذنون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب مفعول به
(الواو) حاليّة
(هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(أغنياء) خبر مرفوع ومنع من التنوين لأنه ملحق بألف التأنيث الممدودة فهو على وزن أفعلاء
(رضوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعلـ (الباء) حرف جرّ
(أن) حرف ناصب ومصدريّ
(يكونوا) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو اسمها
(مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر يكونوا
(الخوالف) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّلـ (أن يكونوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ (رضوا)
(الواو) عاطفة
(طبع) فعل ماض
(اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(على قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بـ (طبع) ، و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه
(الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسببـ (هم) منفصل مبتدأ
(لا) نافية
(يعلمون) مثل يستأذنون.
جملة: «السبيل على الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يستأذنونك..» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «هم أغنياء» في محلّ نصب حال.
وجملة: «رضوا..» لا محلّ لها استئناف في معرض التعليل.. أو هي استئناف بيانيّ.
وجملة: «يكونوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «طبع اللَّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رضوا..
وجملة: «هم لا يعلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة طبع اللَّه.
وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .
- القرآن الكريم - التوبة٩ :٩٣
At-Taubah9:93