وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ
وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الۡبُرُوۡجِۙ
تفسير ميسر:
أقسم الله تعالى بالسماء ذات المنازل التي تمر بها الشمس والقمر، وبيوم القيامة الذي وعد الله الخلق أن يجمعهم فيه، وشاهد يشهد، ومشهود يشهد عليه. ويقسم الله- سبحانه- بما يشاء من مخلوقاته، أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير الله، فإن القسم بغير الله شرك. لُعن الذين شَقُّوا في الأرض شقًا عظيمًا؛ لتعذيب المؤمنين، وأوقدوا النار الشديدة ذات الوَقود، إذ هم قعود على الأخدود ملازمون له، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين من تنكيل وتعذيب حضورٌ. وما أخذوهم بمثل هذا العقاب الشديد إلا أن كانوا مؤمنين بالله العزيز الذي لا يغالَب، الحميد في أقواله وأفعاله وأوصافه، الذي له ملك السماوات والأرض، وهو- سبحانه- على كل شيء شهيد، لا يخفى عليه شيء.
سورة البروج; قال الإمام أحمد حدثنا عبدالصمد حدثنا زريق بن أبي سلمة حدثنا أبو المهزم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة ب "السماء ذات البروج" "والسماء والطارق". وقال أحمد حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا حماد بن عباد السدوسي سمعت أبا المهزم يحدث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ بالسموات في العشاء تفرد به أحمد. يقسم تعالى بالسماء وبروجها وهي النجوم العظام كما تقدم بيان ذلك في قوله تعالى "تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا" قال ابن عباس ومجاهد والضحاك والحسن وقتادة والسدي; البروج النجوم وعن مجاهد أيضا البروج التي فيها الحرس وقال يحيى بن رافع; البروج قصور في السماء. وقال المنهال بن عمرو "والسماء ذات البروج" الخلق الحسن واختار ابن جرير أنها منازل الشمس والقمر وهي اثنا عشر برجا تسير الشمس فى كل واحد منها شهرا ويسير القمر في كل واحد منها يومين وثلثا فذلك ثمانية وعشرون منزلة ويستتر ليلتين.