فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدّٰى
فَاَنۡتَ لَهٗ تَصَدّٰىؕ
تفسير ميسر:
أما مَن استغنى عن هديك، فأنت تتعرض له وتصغي لكلامه، وأي شيء عليك ألا يتطهر من كفره؟
فأنت تتعرض له لعله يهتدي.
فأنت له تصدى أي تعرض له ، وتصغي لكلامه . والتصدي ; الإصغاء ; قال الراعي ;تصدى لوضاح كأن جبينه سراج الدجى يحني إليه الأساوروأصله تتصدد من الصد ، وهو ما استقبلك ، وصار قبالتك ; يقال ; داري صدد داره أي قبالتها ، نصب على الظرف . وقيل ; من الصدى وهو العطش . أي تتعرض له كما يتعرض العطشان للماء ، والمصاداة ; المعارضة . وقراءة العامة تصدى بالتخفيف ، على طرح التاء الثانية تخفيفا . وقرأ نافع وابن محيصن بالتشديد على الإدغام .
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; أما من استغنى بماله فأنت له تتعرّض رجاء أن يُسلِم.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان ( أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ) قال; نـزلت في العباس.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى، وحدثني الحارث، ثنا الحسن قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله; ( أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ) قال عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة .
وهذه فائدة كبيرة، هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه مفتقرا لذلك منك ، هو الأليق الواجب، وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه، فإنه لا ينبغي لك، فإنه ليس عليك أن لا يزكى، فلو لم يتزك، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر.فدل هذا على القاعدة المشهورة، أنه: \" لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة \" وأنه ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيد من غيره.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة