ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُۥ
ثُمَّ اِذَا شَآءَ اَنۡشَرَهٗؕ
تفسير ميسر:
لُعِنَ الإنسان الكافر وعُذِّب، ما أشدَّ كفره بربه!! ألم ير مِن أيِّ شيء خلقه الله أول مرة؟ خلقه الله من ماء قليل- وهو المَنِيُّ- فقدَّره أطوارا، ثم بين له طريق الخير والشر، ثم أماته فجعل له مكانًا يُقبر فيه، ثم إذا شاء سبحانه أحياه، وبعثه بعد موته للحساب والجزاء. ليس الأمر كما يقول الكافر ويفعل، فلم يُؤَدِّ ما أمره الله به من الإيمان والعمل بطاعته.
أي بعثه يعد موته ويقال البعث والنشور "ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون" "وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما". وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أصبغ بن الفرج أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح أخبره عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه" قيل وما هو يا رسول الله؟ قال "مثل حبة خردل منه تنشئون" وهذا الحديث ثابت في الصحيحين من رواية الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة بدون هذه الزيادة ولفظه "كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب".