إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
اِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِنۡدَ اللّٰهِ الَّذِيۡنَ كَفَرُوۡا فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُوۡنَ
تفسير ميسر:
إن شر ما دبَّ على الأرض عند الله الكفار المصرُّون على الكفر، فهم لا يصدقون رسل الله، ولا يُقرون بوحدانيته، ولا يتبعون شرعه.
أخبر تعالى أن شر ما دب على وجه الأرض هم الذين كفروا فهم لا يؤمنون.
قوله تعالى إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنونقوله تعالى إن شر الدواب عند الله أي من يدب على وجه الأرض في علم الله وحكمه .الذين كفروا فهم لا يؤمنون نظيره الصم البكم الذين لا يعقلون .
القول في تأويل قوله ; إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (55)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; إن شر ما دبّ على الأرض عند الله، (5) الذين كفروا بربهم، فجحدوا وحدانيته, وعبدوا غيره =(فهم لا يؤمنون)، يقول; فهم لا يصدِّقون رسلَ الله، ولا يقرُّون بوحيه وتنـزيله.--------------------الهوامش ;(5) انظر تفسير " الداية " فيما سلف 3 ; 274 ، 275 11 ; 344 13 ; 459 .
تفسير الآيات من 55 الى 57 : هؤلاء الذين جمعوا هذه الخصال الثلاث: الكفر، وعدم الإيمان، والخيانة، بحيث لا يثبتون على عهد عاهدوه ولا قول قالوه، هم شر الدواب عند الله فهم شر من الحمير والكلاب وغيرها، لأن الخير معدوم منهم، والشر متوقع فيهم ، فإذهاب هؤلاء ومحقهم هو المتعين، لئلا يسري داؤهم لغيرهم، ولهذا قال: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ} أي: تجدنهم في حال المحاربة، بحيث لا يكون لهم عهد وميثاق. {فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ} أي: نكل بهم غيرهم، وأوقع بهم من العقوبة ما يصيرون [به] عبرة لمن بعدهم {لَعَلَّهُمْ} أي من خلفهم {يَذْكُرُونَ} صنيعهم، لئلا يصيبهم ما أصابهم،وهذه من فوائد العقوبات والحدود المرتبة على المعاصي، أنها سبب لازدجار من لم يعمل المعاصي، بل وزجرا لمن عملها أن لا يعاودها. ودل تقييد هذه العقوبة في الحرب أن الكافر ـ ولو كان كثير الخيانة سريع الغدر ـ أنه إذا أُعْطِيَ عهدا لا يجوز خيانته وعقوبته
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ-
(شرّ) اسم إنّ منصوبـ (الدوابّ) مضاف إليه مجرور
(عند) ظرف منصوب متعلّق باسم التفضيل شرّ
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(الذين) موصول في محلّ رفع خبر إنّ
(كفروا) فعل ماض وفاعله
(الفاء) تعليليّة
(هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(لا) حرف نفي(يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «إنّ شرّ الدوابّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «هم لا يؤمنون» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
(الذين) بدل من الأول ،
(عاهدت) فعل ماض وفاعله
(من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من العائد المحذوف ،،
(ثمّ) حرف عطف
(ينقضون) مضارع مرفوع ... والواو فاعلـ (عهد) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه
(في كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ (ينقضون) ،
(مرّة) مضاف إليه مجرور
(الواو) عاطفة
(هم لا يتّقون) مثل هم لا يؤمنون.
وجملة: «عاهدت ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «ينقضون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «هم لا يتّقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ينقضون .
وجملة: «لا يتّقون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
(الفاء) عاطفة ،
(إن) حرف شرط جازم
(ما) حرف زائد
(تثقفنّ)مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط.. و (النون) للتوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(هم) مفعول به
(في الحرب) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تثقفنّهم) ،
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(شرّد) فعل أمر، والفاعل أنت
(الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (شردّ) والباء سببيّة
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(خلف) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (هم) ضمير مضاف إليه
(لعلّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير اسم لعلّ في محلّ نصبـ (يذّكّرون) مثل يؤمنون.
وجملة: «تثقفنّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ شرّ الدواب.
وجملة: «شرّد بهم» في محلّ جزم جواب الشرط.
وجملة: «لعلّهم يذّكّرون» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «يذّكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.