ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكٰفِرِينَ عَذَابَ النَّارِ
ذٰ لِكُمۡ فَذُوۡقُوۡهُ وَاَنَّ لِلۡكٰفِرِيۡنَ عَذَابَ النَّارِ
تفسير ميسر:
ذلكم العذاب الذي عجَّلته لكم -أيها الكافرون المخالفون لأوامر الله ورسوله في الدنيا- فذوقوه في الحياة الدنيا، ولكم في الآخرة عذاب النار.
"ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار" هذا خطاب للكفار أي ذوقوا هذا العذاب والنكال في الدنيا واعلموا أيضا أن للكافرين عذاب النار في الآخرة.
ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار قال الزجاج ; ذلكم رفع بإضمار الأمر أو القصة ، أي الأمر ذلكم فذوقوه . ويجوز أن يكون في موضع نصب ب ذوقوا كقولك ; زيدا فاضربه . ومعنى الكلام التوبيخ للكافرين . و أن في موضع رفع عطف على ذلكم . قال الفراء ; ويجوز أن يكون في موضع نصب بمعنى ; وبأن للكافرين . قال ; ويجوز أن يضمر ; واعلموا أن . الزجاج ; لو جاز إضمار " واعلموا " لجاز زيد منطلق وعمرا جالسا ، بل كان يجوز في الابتداء ; زيدا منطلقا ; لأن المخبر معلم ، وهذا لا يقوله أحد من النحويين .
القول في تأويل قوله ; ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; هذا العقابُ الذي عجلته لكم، أيها الكافرون المشاقون لله ورسوله، في الدنيا, من الضرب فوق الأعناق منكم, وضرب كل بنان، بأيدي أوليائي المؤمنين, فذوقوه عاجلا واعلموا أن لكم في الآجل والمعاد عذابَ النار. (61)* * *ولفتح " أن " من قوله; (وأن للكافرين)، من الإعراب وجهان;أحدهما الرفع, والآخر; النصبُ.فأما الرفع، فبمعنى; ذلكم فذوقوه, ذلكم وأن للكافرين عذاب النار= بنية تكرير " ذلكم ", كأنه قيل; ذلكم الأمر، وهذا.وأما النصب; فمن وجهين; أحدهما; ذلكم فذوقوه, واعلموا, أو; وأيقنوا أن للكافرين= فيكون نصبه بنية فعل مضمر, قال الشاعر;وَرَأَيْــتِ زَوْجَــكِ فِــي الـوَغَىمُتَقَلِّــــدًا سَــــيْفًا وَرُمْحَـــا (62)بمعنى; وحاملا رمحًا.والآخر; بمعنى; ذلكم فذوقوه, وبأن للكافرين عذاب النار= ثم حذفت " الباء "، فنصبت. (63)-----------------------الهوامش ;(61) انظر تفسير " الذوق " فيما سلف 12 ; 420 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .(62) مضى البيت مرارًا وتخريجه ، انظر آخرها ما سلف 11 ; 577 ، تعليق ; 3 ، والمراجع هناك .(63) انظر معاني القرآن للفراء 1 ; 405 ، 406 .
ذَلِكُمْ} العذاب المذكور {فَذُوقُوهُ} أيها المشاققون للّه ورسوله عذابا معجلا. {وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ}. وفي هذه القصة من آيات اللّه العظيمة ما يدل على أن ما جاء به محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسول اللّه حقًا. منها: أن اللّه وعدهم وعدا، فأنجزهموه. ومنها: ما قال اللّه تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} الآية. ومنها: إجابة دعوة اللّه للمؤمنين لما استغاثوه بما ذكره من الأسباب، وفيها الاعتناء العظيم بحال عباده المؤمنين، وتقييض الأسباب التي بها ثبت إيمانهم، وثبتت أقدامهم، وزال عنهم المكروه والوساوس الشيطانية. ومنها: أن من لطف اللّه بعبده أن يسهل عليه طاعته، وييسرها بأسباب داخلية وخارجية.
(ذلكم) مثل المتقدّم ، والخبر محذوف تقديره واقع أو مستحقّ ،
(الفاء) عاطفة ،
(ذوقوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به
(الواو) عاطفة
(أنّ) مثل السابق .
(للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم لأنّ
(عذاب) اسم أنّ مؤخّر منصوبـ (النار) مضاف إليه مجرور.
جملة: «ذلكم
(واقع) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ذو قوه» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّهوا فذوقوه..
والمصدر المؤوّلـ (أنّ للكافرين عذاب ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره المحتّم أو الواجب.. أو في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره محتّم أي استقرار عذاب النار للكافرين محتّم .وجملة المصدر المؤوّل- المبتدأ والخبر- لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأولى.