وَالْجِبَالَ أَرْسٰىهَا
وَالۡجِبَالَ اَرۡسٰٮهَا
تفسير ميسر:
أبَعْثُكم أيها الناس- بعد الموت أشد في تقديركم أم خلق السماء؟ رفعها فوقكم كالبناء، وأعلى سقفها في الهواء لا تفاوت فيها ولا فطور، وأظلم ليلها بغروب شمسها، وأبرز نهارها بشروقها. والأرض بعد خلق السماء بسطها، وأودع فيها منافعها، وفجَّر فيها عيون الماء، وأنبت فيها ما يُرعى من النباتات، وأثبت فيها الجبال أوتادًا لها. خلق سبحانه كل هذه النعم منفعة لكم ولأنعامكم. (إن إعادة خلقكم يوم القيامة أهون على الله من خلق هذه الأشياء، وكله على الله هين يسير).
أي قررها وأثبتها وأكدها في أماكنها وهو الحكيم العليم الرءوف بخلقه الرحيم وقال الإمام أحمد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت فتعجبت الملائكة من خلق الجبال فقالت يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال نعم; الحديد قالت يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الحديد؟ قال نعم; النار قالت; يا رب فهل من خلقك أشد من النار؟ قال نعم; الماء قال يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الماء؟ قال نعم; الريح قالت يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الريح؟ قال نعم; ابن آدم يتصدق بيمينه يخفيها عن شماله" وقال أبو جعفر بن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا جرير عن عطاء عن أبي عبدالرحمن السلمي عن علي قال; لما خلق الله الأرض قمصت وقالت تخلق علي آدم وذريته يلقون علي نتنهم ويعلون علي بالخطايا؟ فأرساها الله بالجبال فمنها ما ترون ومنها ما لا ترون وكان أول قرار الأرض كلحم الجزور إذا نحر يختلج لحمه. غريب جدا.