أَءِذَا كُنَّا عِظٰمًا نَّخِرَةً
ءَاِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً
تفسير ميسر:
يقول هؤلاء المكذبون بالبعث; أنُرَدُّ بعد موتنا إلى ما كنا عليه أحياء في الأرض؟ أنردُّ وقد صرنا عظامًا بالية؟ قالوا; رجعتنا تلك ستكون إذًا خائبة كاذبة.
وقرئ ناخرة وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة أي بالية قال ابن عباس وهو العظم إذا بلي ودخلت الريح فيه.
أئذا كنا عظاما نخرة أي بالية متفتتة . يقال ; نخر العظم بالكسر ; أي بلي وتفتت ; يقال ; عظام نخرة . وكذا قرأ الجمهور من أهل المدينة ومكة والشام والبصرة ، واختاره أبو عبيد ; لأن الآثار التي تذكر فيها العظام ، نظرنا فيها فرأينا نخرة لا ناخرة . وقرأ أبو عمرو وابنه عبد الله وابن عباس وابن مسعود وابن الزبير وحمزة والكسائي وأبو بكر ( ناخرة ) بألف ، واختاره الفراء والطبري وأبو معاذ النحوي ; لوفاق رؤوس الآي . وفي الصحاح ; والناخر من العظام التي تدخل الريح فيه ثم تخرج منه ولها نخير . ويقال ; ما بها ناخر ، أي ما بها أحد . حكاه يعقوب عن الباهلي . وقال أبو عمرو بن العلاء ; الناخرة التي لم تنخر بعد ، أي لم تبل ولا بد أن تنخر . وقيل ; الناخر المجوفة . وقيل ; هما لغتان بمعنى ; كذلك تقول العرب ; نخر الشيء فهو نخر وناخر ; كقولهم ; طمع فهو طمع وطامع ، وحذر وحاذر ، وبخل وباخل ، وفره وفاره ; قال الشاعر ;يظل بها الشيخ الذي كان بادنا يدب على عوج له نخراتعوج ; يعني قوائم . وفي بعض التفسير ; ناخرة بالألف ; بالية ، ونخرة ; تنخر فيها الريح أي تمر فيها ، على عكس الأول ; قال ;من بعد ما صرت عظاما ناخرهوقال بعضهم ; الناخرة ; التي أكلت أطرافها وبقيت أوساطها . والنخرة ; التي فسدت كلها . قال مجاهد ; نخرة أي مرفوتة ; كما قال تعالى ; عظاما ورفاتا ونخرة الريح بالضم ; شدة هبوبها . والنخرة أيضا والنخرة مثال الهمزة ; مقدم أنف الفرس والحمار والخنزير ; يقال ; هشم نخرته ; أي أنفه .
وقوله; أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً اختلفت القرّاء قي قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والحجاز والبصرة نَخِرَةً بمعنى; بالية. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة ( ناخِرَةً ) بألف، بمعنى; أنها مجوّفة تنخَر الرياح في جوفها إذا مرّت بها. وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين يقول; الناخرة والنخرة سواء في المعنى، بمنـزلة الطامع والطمِع، والباخل والبَخِل؛ وأفصح اللغتين عندنا وأشهرهما عندنا نَخِرَةً ، بغير ألف، بمعنى; بالية، غير أن رءوس الآي قبلها وبعدها جاءت بالألف، فأعجب إليّ لذلك أن تُلْحق ناخرة بها ليتفق هو وسائر رءوس الآيات، لولا ذلك كان أعجب القراءتين إليّ حذف الألف منها.* ذكر من قال نَخِرَةً ; بالية;حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي ، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً فالنخرة; الفانية البالية .حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد عِظَامًا نَخِرَةً قال; مرفوتة .حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا تكذيبا بالبعث ( نَاخِرَةً ) بالية. قالوا; تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ يقول جلّ ثناؤه عن قيل هؤلاء المكذّبين بالبعث، قالوا; تلك; يعنون تلك الرجعة أحياء بعد الممات، إذًا; يعنون الآن، كرّة; يعنون رجعة، خاسرة; يعنون غابنة.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;
يقولون أي: الكفار في الدنيا، على وجه التكذيب: { أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً } أي: بالية فتاتا.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة