وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا
وَاذۡكُرِ اسۡمَ رَبِّكَ بُكۡرَةً وَّاَصِيۡلًا
تفسير ميسر:
فاصبر لحكم ربك القدري واقبله، ولحكمه الديني فامض عليه، ولا تطع من المشركين من كان منغمسًا في الشهوات أو مبالغًا في الكفر والضلال، وداوم على ذكر اسم ربك ودعائه في أول النهار وآخره.
" بكرة وأصيلا" أي أول النهار وآخره.
قوله تعالى ; واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا أي صل لربك أول النهار وآخره ، ففي أوله صلاة الصبح وفي آخره صلاة الظهر والعصر .ومن الليل فاسجد له يعني صلاة المغرب والعشاء الآخرة . وسبحه ليلا طويلا يعني التطوع في الليل ; قاله ابن حبيب . وقال ابن عباس وسفيان ; كل تسبيح في القرآن فهو صلاة . وقيل ; هو الذكر المطلق سواء كان في الصلاة أو في غيرها وقال ابن زيد وغيره ; إن قوله ; وسبحه ليلا طويلا منسوخ بالصلوات الخمس وقيل ; هو ندب . وقيل ; هو مخصوص بالنبي - صلى الله عليه وسلم - . وقد تقدم القول في مثله في سورة ( المزمل ) وقول ابن حبيب حسن . وجمع الأصيل ; الأصائل والأصل ; كقولك سفائن وسفن ; قال ;ولا بأحسن منها إذ دنا الأصلوقال في الأصائل ، وهو جمع الجمع ;لعمري لأنت البيت أكرم أهله وأقعد في أفيائه بالأصائلوقد مضى في آخر ( الأعراف ) مستوفى .
( وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ ) يقول; ومن الليل فاسجد له في صلاتك، فسبحه ليلا طويلا يعني; أكثر الليل، كما قال جلّ ثناؤه; قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ .وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله; ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلا طَوِيلا ) يعني; الصلاة والتسبيح.&; 24-117 &;حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله; ( وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلا ) قال; بكرة; صلاة الصبح، وأصيلا صلاة الظهر الأصيل.وقوله; ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلا طَوِيلا ) قال; كان هذا أوّل شيء فريضة. وقرأ; يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ ، ثم قال; إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ ... إلى قوله; فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ... إلى آخر الآية، ثم قال; مُحِي هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الناس، وجعله نافلة فقال; وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ قال; فجعلها نافلة.
{ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } أي: أول النهار وآخره، فدخل في ذلك، الصلوات المكتوبات وما يتبعها من النوافل، والذكر، والتسبيح، والتهليل، والتكبير في هذه الأوقات.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة