قوله تعالى ; يقول الإنسان يومئذ أين المفر أي يقول ابن آدم ، ويقال ; أبو جهل ; أي أين المهرب ؟ قال الشاعر ;أين المفر والكباش تنتطح وأي كبش حاد عنها يفتضحالماوردي ; ويحتمل وجهين ; أحدهما ; أين المفر من الله استحياء منه . الثاني ; أين المفر من جهنم حذرا منها . ويحتمل هذا القول من الإنسان وجهين ; أحدهما ; أن يكون من الكافر خاصة في عرضة القيامة دون المؤمن ; لثقة المؤمن ببشرى ربه . الثاني ; أن يكون من قول المؤمن والكافر عند قيام الساعة لهول ما شاهدوا منها . وقراءة العامة المفر بفتح الفاء واختاره أبو عبيدة وأبو حاتم ; لأنه مصدر . وقرأ ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة بكسر الفاء مع فتح الميم ; قال الكسائي ; هما لغتان مثل مدب ومدب ، ومصح ومصح . وعن الزهري بكسر الميم وفتح الفاء . المهدوي ; من فتح الميم والفاء من ( المفر ) فهو مصدر بمعنى الفرار ، ومن فتح الميم وكسر الفاء فهو الموضع الذي يفر إليه . ومن كسر الميم وفتح الفاء فهو الإنسان الجيد الفرار ; فالمعنى أين الإنسان الجيد الفرار ولن ينجو مع ذلك .قلت ; ومنه قول امرئ القيس ;مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عليريد أنه حسن الكر والفر جيده .