الرسم العثمانيفَعَصٰى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنٰهُ أَخْذًا وَبِيلًا
الـرسـم الإمـلائـيفَعَصٰى فِرۡعَوۡنُ الرَّسُوۡلَ فَاَخَذۡنٰهُ اَخۡذًا وَّبِيۡلًا
تفسير ميسر:
إنا أرسلنا إليكم- يا أهل "مكة"- محمدًا رسولا شاهدًا عليكم بما صدر منكم من الكفر والعصيان، كما أرسلنا موسى رسولا إلى الطاغية فرعون، فكذَّب فرعون بموسى، ولم يؤمن برسالته، وعصى أمره، فأهلكناه إهلاكًا شديدًا. وفي هذا تحذير من معصية الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم؛ خشية أن يصيب العاصي مثل ما أصاب فرعون وقومه.
قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدى والثوري "أخذا وبيلا" أي شديدا أي فاحذروا أنتم أن تكذبوا هذا الرسول فيصيبكم ما أصاب فرعون حيث أخذه الله أخذ عزيز مقتدر كما قال تعالى "فأخذه الله نكال الآخرة والأولى" وأنتم أولى بالهلاك والدمار إن كذبتم رسولكم لأن رسولكم أشرف وأعظم من موسى بن عمران ويروى عن ابن عباس ومجاهد.
فعصى فرعون الرسول أي كذب به ولم يؤمن . قال مقاتل ; ذكر موسى وفرعون ; لأن أهل مكة ازدروا محمدا - صلى الله عليه وسلم - واستخفوا به ; لأنه ولد فيهم ، كما أن فرعون ازدرى موسى ; لأنه رباه ونشأ فيما بينهم ، كما قال تعالى ; ألم نربك فينا وليدا .قال المهدوي ; ودخلت الألف واللام في الرسول لتقدم ذكره ; ولذلك اختير في أول الكتب سلام عليكم ، وفي آخرها السلام عليكم .وبيلا أي ثقيلا شديدا . وضرب وبيل وعذاب وبيل ; أي شديد ; قاله ابن عباس ومجاهد . ومنه مطر وابل أي شديد ; قاله الأخفش . وقال الزجاج ; أي ثقيلا غليظا . ومنه قيل للمطر وابل . وقيل ; مهلكا ، والمعنى عاقبناه عقوبة غليظة ، قال ;[ ص; 46 ] أكلت بنيك أكل الضب حتى وجدت مرارة الكلأ الوبيلواستوبل فلان كذا ; أي لم يحمد عاقبته . وماء وبيل ; أي وخيم غير مريء ، وكلأ مستوبل وطعام وبيل ومستوبل ; إذا لم يمرئ ولم يستمرأ ، قال زهير ;فقضوا منايا بينهم ثم أصدروا إلى كلأ مستوبل متوخموقالت الخنساء ;لقد أكلت بجيلة يوم لاقت فوارس مالك أكلا وبيلاوالوبيل أيضا ; العصا الضخمة ; قال ;لو أصبح في يمنى يدي زمامها وفي كفي الأخرى وبيل تحاذرهوكذلك الموبل بكسر الباء ، والموبلة أيضا ; الحزمة من الحطب ، وكذلك الوبيل ، قال طرفة ;عقيلة شيخ كالوبيل يلندد
( فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ) الذي أرسلناه إليه ( فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلا ) يقول; فأخذناه أخذا شديدا، فأهلكناه ومن معه جميعا، وهو من قولهم; كلأ مستوبل، إذا كان لا يستمرأ، وكذلك الطعام.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني عليّ، قال; ثنا أبو صالح، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله; ( أَخْذًا وَبِيلا ) قال; شديدا.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله; ( أَخْذًا وَبِيلا ) قال; شديدا.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة قوله; ( فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلا ) أي شديدًا.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( أَخْذًا وَبِيلا ) قال; شديدا.حدثني يونس، قال; اخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله; ( فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلا ) قال; الوبيل; الشرّ، والعرب تقول لمن تتابع عليه الشرّ; لقد أوبل عليه، وتقول; أوبلت على شرّك، قال; ولم يرض الله بأن غُرِّق وعُذّب حتى اقرّ في عذاب مستقرّ حتى يُبعث إلى النار يوم القيامة، يريد فرعون.
فتعصوا رسولكم، فتكونوا كفرعون حين أرسل الله إليه موسى بن عمران، فدعاه إلى الله، وأمره بالتوحيد، فلم يصدقه، بل عصاه، فأخذه الله أخذا وبيلا أي: شديدا بليغا.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - المزمل٧٣ :١٦
Al-Muzzammil73:16