الرسم العثمانيوَذَرْنِى وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِى النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا
الـرسـم الإمـلائـيوَذَرۡنِىۡ وَالۡمُكَذِّبِيۡنَ اُولِى النَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيۡلًا
تفسير ميسر:
دعني -أيها الرسول- وهؤلاء المكذبين بآياتي أصحاب النعيم والترف في الدنيا، ومهِّلهم زمنًا قليلا بتأخير العذاب عنهم حتى يبلغ الكتاب أجله بعذابهم.
ثم قال له متهددا لكفار قومه ومتوعدا وهو العظيم الذي لا يقوم لغضبه شيء. "وذرني والمكذبين أولي النعمة" أي دعني والمكذبين المترفين أصحاب الأموال فإنهم على الطاعة أقدر من غيرهم وهم يطالبون من الحقوق بما ليس عند غيرهم "ومهلهم قليلا" أي رويدا كما قال تعالى "نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ.
قوله تعالى ; وذرني والمكذبين أي ارض بي لعقابهم . نزلت في صناديد قريش ورؤساء مكة من المستهزئين . وقال مقاتل ; نزلت في المطعمين يوم بدر وهم عشرة . وقد تقدم ذكرهم في ( الأنفال ) . وقال يحيى بن سلام ; إنهم بنو المغيرة . وقال سعيد بن جبير أخبرت أنهم اثنا عشر رجلا .أولي النعمة أي أولي الغنى والترفه واللذة في الدنيا ومهلهم قليلا يعني إلى مدة آجالهم . قالت عائشة - رضي الله عنها - ; لما نزلت هذه الآية لم يكن إلا يسيرا حتى وقعت وقعة بدر . وقيل ; ومهلهم قليلا يعني إلى مدة الدنيا .
يعني تعالى ذكره بقوله; ( وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ ) فدعني يا محمد والمكذّبين بآياتي ( أُولِي النَّعْمَةِ ) يعني أهل التنعم في الدنيا( وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلا ) يقول; وأخرهم بالعذاب الذي بسطته لهم قليلا حتى يبلغ الكتاب أجله.وذُكر أن الذي كان بين نـزول هذه الآية وبين بدر يسير.* ذكر من قال ذلك;حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال; ثنا ابن علية، عن محمد بن إسحاق، عن ابن عباد، عن أبيه، عن عباد، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة قالت; لما نـزلت هذه الآية; ( وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلا إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالا وَجَحِيمًا )... الآية، قال; لم يكن إلا يسير حتى كانت وقعة بدر.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قال الله; ( وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلا ) يقول; إن لله فيهم طَلبة وحاجة.وقوله; ( إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالا وَجَحِيمًا ) يقول تعالى ذكره; إن عندنا لهؤلاء المكذِّبين بآياتنا أنكالا يعني قيودا، واحدها; نِكْل.وبمثل الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;
{ وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ } أي: اتركني وإياهم، فسأنتقم منهم، وإن أمهلتهم فلا أهملهم، وقوله: { أُولِي النَّعْمَةِ } أي: أصحاب النعمة والغنى، الذين طغوا حين وسع الله عليهم من رزقه، وأمدهم من فضله كما قال تعالى: { كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى } . ثم توعدهم بما عنده من العقاب، فقال:
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - المزمل٧٣ :١١
Al-Muzzammil73:11