فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا
فَاصۡبِرۡ صَبۡرًا جَمِيۡلًا
تفسير ميسر:
فاصبر -أيها الرسول- على استهزائهم واستعجالهم العذاب، صبرًا لا جزع فيه، ولا شكوى منه لغير الله.
أي على أذى قومك. والصبر الجميل; هو الذي لا جزع فيه ولا شكوى لغير الله. وقيل; هو أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يدرى من هو. والمعنى متقارب. وقال ابن زيد; هي منسوخة بآية السيف.
قوله تعالى ; فاصبر صبرا جميلا أي على أذى قومك . والصبر الجميل ; هو الذي لا جزع فيه ولا شكوى لغير الله . وقيل ; هو أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يدرى من هو . والمعنى متقارب . وقال ابن زيد ; هي منسوخة بآية السيف .
وقوله; ( فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا )يقول تعالى ذكره; ( فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا )يعني; صبرا لا جزع فيه. يقول له; اصبر على أذى هؤلاء المشركين لك، ولا يثنيك ما تلقى منهم من المكروه عن تبليغ ما أمرك ربك أن تبلغهم من الرسالة.وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني به يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله; ( فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا ) قال; هذا حين كان يأمره بالعفو عنهم لا يكافئهم، فلما أمر بالجهاد والغلظة عليهم أمر بالشدّة والقتل حتى يتركوا، ونسخ هذا، وهذا الذي قاله ابن زيد أنه كان أمر بالعفو بهذه الآية، ثم نسخ ذلك قول لا وجه له، لأنه لا دلالة على صحة ما قال من بعض الأوجه التي تصحّ منها الدعاوى، وليس في أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم في الصبر الجميل على أذى المشركين ما يوجب أن يكون ذلك أمرا منه له به في بعض الأحوال؛ بل كان ذلك أمرا من الله له به في كل الأحوال، لأنه لم يزل صلى الله عليه وسلم من لدن بعثه الله إلى أن اخترمه في أذى منهم، وهو في كل ذلك صابر على ما يلقى منهم من أذى قبل أن يأذن الله له بحربهم، وبعد إذنه له بذلك.
{ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا } أي: اصبر على دعوتك لقومك صبرا جميلا، لا تضجر فيه ولا ملل، بل استمر على أمر الله، وادع عباده إلى توحيده، ولا يمنعك عنهم ما ترى من عدم انقيادهم، وعدم رغبتهم، فإن في الصبر على ذلك خيرا كثيرا.
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(بعيدا) مفعول به ثان منصوب عامله يرونه
(قريبا) مفعول به ثان منصوب عامله نراه
(يوم) ظرف زمان منصوب بدل من(قريبا) ،
(المهل) متعلّق بخبر تكون الأولـ (كالعهن)متعلّق بخبر تكون الثاني
(الواو) عاطفة
(حميما) مفعول به منصوب ، والمفعول الثاني مقدّر أي نصره أو عونه.
جملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سأل سائل فاصبر ...وجملة: «إنّهم يرونه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «يرونه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «نراه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم يرونه وجملة: «تكون السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تكون الجبال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تكون السماء.
وجملة: «يسأل حميم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تكون السماء ...