فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ
فَمَالِ الَّذِيۡنَ كَفَرُوۡا قِبَلَكَ مُهۡطِعِيۡنَۙ
تفسير ميسر:
فأيُّ دافع دفع هؤلاء الكفرة إلى أن يسيروا نحوك -أيها الرسول- مسرعين، وقد مدُّوا أعناقهم إليك مقبلين بأبصارهم عليك، يتجمعون عن يمينك وعن شمالك حلقًا متعددة وجماعات متفرقة يتحدثون ويتعجبون؟ أيطمع كل واحد من هؤلاء الكفار أن يدخله الله جنة النعيم الدائم؟ ليس الأمر كما يطمعون، فإنهم لا يدخلونها أبدًا. إنَّا خلقناهم مما يعلمون مِن ماء مهين كغيرهم، فلم يؤمنوا، فمن أين يتشرفون بدخول جنة النعيم؟
قال الأخفش; مسرعين. قال; بمكة أهلها ولقد أراهم إليه مهطعين إلى السماع والمعنى; ما بالهم يسرعون إليك ويجلسون حواليك ولا يعملون بما تأمرهم. وقيل; أي ما بالهم مسرعين في التكذيب لك. وقيل; أي ما بال الذين كفروا يسرعون إلى السماع منك ليعيبوك ويستهزئوا بك. وقال عطية; مهطعين; معرضين. الكلبي; ناظرين إليك تعجبا. وقال قتادة; عامدين. والمعنى متقارب; أي ما بالهم مسرعين عليك, مادين أعناقهم, مدمني النظر إليك. وذلك من نظر العدو. وهو منصوب على الحال. نزلت في جمع من المنافقين المستهزئين, كانوا يحضرونه - عليه السلام - ولا يؤمنون به. و"قبلك" أي نحوك.