الرسم العثمانيوَالَّذِينَ هُمْ لِأَمٰنٰتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رٰعُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَالَّذِيۡنَ هُمۡ لِاَمٰنٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رٰعُوۡنَ
تفسير ميسر:
فمن طلب لقضاء شهوته غير الزوجات والمملوكات، فأولئك هم المتجاوزون الحلال إلى الحرام. والذين هم حافظون لأمانات الله، وأمانات العباد، وحافظون لعهودهم مع الله تعالى ومع العباد، والذين يؤدُّون شهاداتهم بالحق دون تغيير أو كتمان، والذين يحافظون على أداء الصلاة ولا يخلُّون بشيء من واجباتها. أولئك المتصفون بتلك الأوصاف الجليلة مستقرُّون في جنات النعيم، مكرمون فيها بكل أنواع التكريم.
قرأ الجمهور "لأماناتهم" بالجمع. وابن كثير بالإفراد. والأمانة والعهد يجمع كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه قولا فعلا. وهذا يعم معاشرة الناس والمواعيد وغير ذلك; وغاية ذلك حفظه والقيام به. والأمانة أعم من العهد, وكل عهد فهو أمانة فيما تقدم فيه قول أو فعل أو معتقد.
والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون تقدم أيضا .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَيقول تعالى ذكره; وإلا الذين هم لأمانات الله التي ائتمنهم عليها من فرائضه، وأمانات عباده التي ائتُمِنُوا عليها، وعهوده التي أخذها عليهم بطاعته فيما أمرهم به ونهاهم، وعهود عباده التي أعطاهم على ما عقده لهم على نفسه راعون، يرقبون ذلك، ويحفظونه فلا يضيعونه، ولكنهم يؤدّونها ويتعاهدونها على ما ألزمهم الله وأوجب عليهم حفظها.
{ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } أي: مراعون لها، حافظون مجتهدون على أدائها والوفاء بها، وهذا شامل لجميع الأمانات التي بين العبد وبين ربه، كالتكاليف السرية، التي لا يطلع عليها إلا الله، والأمانات التي بين العبد وبين الخلق، في الأموال والأسرار، وكذلك العهد، شامل للعهد الذي عاهد عليه الله، والعهد الذي عاهد عليه الخلق، فإن العهد يسأل عنه العبد، هل قام به ووفاه، أم رفضه وخانه فلم يقم به؟.
(الواو) عاطفة
(الذين) معطوف على الموصول الأول في محلّ نصبـ (لأماناتهم) متعلّق بـ (راعون) ،
(بشهادتهم) متعلّق بـ (قائمون) ،
(على صلاتهم) متعلّق بـ (يحافظون) ،
(في جنّات) متعلّق بخبر المبتدأ
(أولئك)
(مكرمون) خبر ثان مرفوع للمبتدأ
(أولئك) ... وجملة: «هم ... راعون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) السادس. وجملة: «هم ... قائمون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) السابع. وجملة: «يحافظون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) . وجملة: «هم ... يحافظون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الثامن. وجملة: «أولئك في جنّات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
- القرآن الكريم - المعارج٧٠ :٣٢
Al-Ma'arij70:32