فَرِيقًا هَدٰى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلٰلَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيٰطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ
فَرِيۡقًا هَدٰى وَ فَرِيۡقًا حَقَّ عَلَيۡهِمُ الضَّلٰلَةُ ؕ اِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيٰطِيۡنَ اَوۡلِيَآءَ مِنۡ دُوۡنِ اللّٰهِ وَيَحۡسَبُوۡنَ اَنَّهُمۡ مُّهۡتَدُوۡنَ
تفسير ميسر:
جعل الله عباده فريقين; فريقًا وفَّقهم للهداية إلى الصراط المستقيم، وفريقًا وجبت عليهم الضلالة عن الطريق المستقيم، إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله، فأطاعوهم جهلا منهم وظنًا بأنهم قد سلكوا سبيل الهداية.
قال تعالى "فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة" ثم علل ذلك فقال "إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله" قال ابن جرير وهذا من أبين الدلالة على خطأ من زعم أن الله لا يعذب أحدا على معصية ركبها أو ضلالة اعتقدها إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها فيركبها عنادا منه لربه فيها لأنه لو كان كذلك لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضل وهو يحسب أنه مهتد وفريق الهدى فرق وقد فرق الله تعالى بين أسمائهما وأحكامهما في هذه الآية.
فريقا هدى فريقا نصب على الحال من المضمر في تعودون أي تعودون فريقين ; سعداء ، وأشقياء . يقوي هذا قراءة أبي ( تعودون فريقين فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة ) عن الكسائي . وقال محمد بن كعب القرظي في قوله تعالى فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة قال ; من ابتدأ الله خلقه للضلالة صيره إلى الضلالة ، وإن عمل بأعمال الهدى . ومن ابتدأ الله خلقه على الهدى صيره إلى الهدى ، وإن عمل بأعمال الضلالة . ابتدأ الله خلق إبليس على الضلالة ، وعمل بأعمال السعادة مع الملائكة ، ثم رده الله إلى ما ابتدأ عليه خلقه . قال ; وكان من الكافرين وفي هذا رد واضح على القدرية ومن تابعهم . وقيل ; فريقا نصب ب هدى وفريقا الثاني نصب بإضمار فعل ; أي وأضل فريقا . وأنشد سيبويه ;أصبحت لا أحمل السلاح ولا أملكرأس البعير إن نفراوالذئب أخشاه إن مررت به وحديوأخشى الرياح والمطراقال الفراء ; ولو كان مرفوعا لجاز .إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله وقرأ عيسى بن عمر ( أنهم ) بفتح الهمزة ، يعني لأنهم .
القول في تأويل قوله ; كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُقال أبو جعفر; اختلف أهل التأويل في تأويل قوله; (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ).فقال بعضهم; تأويله; كما بدأكم أشقياء وسُعَداء, كذلك تبعثون يوم القيامة.* ذكر من قال ذلك ;14478- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس, قوله; (كما بدأكم تعودون فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة)، قال; إن الله سبحانه بدأ خلق ابن آدم مؤمنًا وكافرًا, كما قال جل ثناؤه; هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ، [سورة التغابن; 2]، ثم يعيدهم يوم القيامة كما بدأ خلقهم، مؤمنًا وكافرًا.14479- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن سفيان, عن منصور قال، حدثنا أصحابنا, عن ابن عباس; (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)، قال; يبعث المؤمن مؤمنًا, والكافر كافرًا.14480- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا يحيى بن الضريس, عن أبي جعفر, عن الربيع, عن رجل, عن جابر قال; يبعثون على ما كانوا عليه, المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه. (50)14481- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن أبي جعفر الرازي, عن الربيع, عن أبي العالية قال; عادوا إلى علمه فيهم, ألم تسمع إلى قول الله فيهم; (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)؟ ألم تسمع قوله; (فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ) ؟.14482- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبيد الله, عن أبي جعفر الرازي, عن الربيع بن أنس, عن أبي العالية; (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)، قال; رُدُّوا إلى علمه فيهم.14483- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا أبو همام الأهوازي قال، حدثنا موسى بن عبيدة, عن محمد بن كعب في قوله; (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)، قال; من ابتدأ الله خلقه على الشِّقوة صار إلى ما ابتدأ الله خلقه عليه، وإن عمل بأعمال أهل السعادة, كما أن إبليس عمل بأعمال أهل السعادة، ثم صار إلى ما ابتدئ عليه خلقه. ومن ابتدئ خلقه على السعادة، صار إلى ما ابتدئ عليه خلقه، وإن عمل بأعمال أهل الشقاء, كما أن السحرة عملت بأعمال أهل الشقاء، (51) ثم صاروا إلى ما ابتدئ عليه خلقهم.14484- حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان, عن وِقَاء بن إياس أبي يزيد, عن مجاهد; (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)، قال; يبعث المسلم مسلمًا, والكافر كافرًا. (52)14485- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو دكين قال، حدثنا سفيان, عن أبي يزيد, عن مجاهد; (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)، قال; يبعث المسلم مسلمًا, والكافر كافرًا. (53)14486- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا محمد بن أبي الوضاح, عن سالم الأفطس, عن سعيد بن جبير; (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)، قال; كما كتب عليكم تكونون.14487- حدثني المثنى قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا شريك, عن سالم, عن سعيد, مثله.14488- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي; (كما بدأكم تعودون فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة)، يقول; كما بدأكم تعودون، كما خلقناكم, فريق مهتدون، وفريق ضال, كذلك تعودون وتخرجون من بطون أمهاتكم.14489- حدثنا ابن بشار، قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان, عن الأعمش, عن أبي سفيان, عن جابر, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال; تُبعث كل نفس على ما كانت عليه. (54)14490- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو داود الحفري, عن شريك, عن سالم, عن سعيد بن جبير; (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)، قال; كما كتب عليكم تكونون.14491- حدثني المثنى قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا حماد بن زيد, عن ليث, عن مجاهد قال، يبعث المؤمن مؤمنًا, والكافر كافرًا.14492- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد; (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)، شقيًّا وسعيدًا.14493- حدثني المثنى قال، حدثنا سويد قال، أخبرنا ابن المبارك قراءة عن مجاهد, مثله.* * *وقال آخرون; معنى ذلك; كما خلقكم ولم تكونوا شيئًا، تعودون بعد الفناء.* ذكر من قال ذلك;14494- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا غندر, عن عوف, عن الحسن; (كما بدأكم تعودون)، قال; كما بدأكم ولم تكونوا شيئًا فأحياكم, كذلك يميتكم، ثم يحييكم يوم القيامة.14495- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبد الأعلى, عن عوف, عن الحسن; (كما بدأكم تعودون)، قال; كما بدأكم في الدنيا، كذلك تعودون يوم القيامة أحياء.14496- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة; (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)، قال; بدأ خلقهم ولم يكونوا شيئًا, ثم ذهبوا، ثم يعيدهم.14497- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله; (كما بدأكم تعودون فريقًا هدى)، يقول; كما خلقناكم أول مرة، كذلك تعودون.14498- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله; (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)، يحييكم بعد موتكم.14499- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)، قال; كما خلقهم أولا كذلك يعيدهم آخرًا.* * *قال أبو جعفر; وأولى الأقوال في تأويل ذلك بالصواب, القولُ الذي قاله من قال; معناه; كما بدأكم الله خلقًا بعد أن لم تكونوا شيئًا، تعودون بعد فنائكم خلقًا مثله, يحشركم إلى يوم القيامة = لأن الله تعالى ذكره; أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يُعْلم بما في هذه الآية قومًا مشركين أهلَ جاهلية، لا يؤمنون بالمعاد، ولا يصدِّقون بالقيامة. فأمره أن يدعوهم إلى الإقرار بأن الله باعثهم يوم القيامة، ومثيبُ مَنْ أطاعه، ومعاقبُ مَنْ عصاه. فقال له; قل لهم; أمرَ ربي بالقسط, وأن أقيموا وجوهكم عند كل مسجد, وأن ادعوه مخلصين له الدين, وأن أقرُّوا بأنْ كما بدأكم تعودون = فترك ذكر " وأن أقروا بأن ". كما ترك ذكر " أن " مع " أقيموا ", إذ كان فيما ذكر دلالة على ما حذف منه.وإذ كان ذلك كذلك, فلا وجه لأن يؤمر بدعاء مَنْ كان جاحدًا النشورَ بعد الممات، إلى الإقرار بالصفة التي عليها ينشر مَنْ نُشِر, وإنما يؤمر بالدعاء إلى ذلك مَنْ كان بالبعث مصدّقًا, فأما مَنْ كان له جاحدًا، فإنما يدعى إلى الإقرار به، ثم يعرَّف كيف شرائط البعث. على أن في الخبر الذي رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي;-14500- حدثناه محمد بن بشار قال، حدثنا يحيى بن سعيد قال، حدثنا سفيان قال، حدثني المغيرة بن النعمان, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال; يُحْشر الناس عُراة غُرْلا وأوّل مَنْ يكسى إبراهيم صلى الله عليه وسلم . ثم قرأ; كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ، [سورة الأنبياء; 104]14501- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا إسحاق بن يوسف قال، حدثنا سفيان, عن المغيرة بن النعمان, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, عن النبي صلى الله عليه وسلم , بنحوه.14502- حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة, عن المغيرة بن النعمان, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس قال; قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة, فقال; يا أيها الناس، إنكم تحشرون إلى الله حُفَاة غُرْلا كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ . (55)* * *= (56) ما يبيِّن صحة القول الذي قلنا في ذلك, من أن معناه; أن الخلقَ يعودون إلى الله يوم القيامة خلقًا أحياء، كما بدأهم في الدنيا خلقًا أحياء.* * *يقال منه; " بدأ الله الخلق يبدؤهم = وأبدأَهُم يُبْدِئهم إبداءً"، بمعنى خلقهم, لغتان فصيحتان.* * *ثم ابتدأ الخبر جل ثناؤه عما سبق من علمه في خلقه، وجرى به فيهم قضاؤه, فقال; هدى الله منهم فريقًا فوفّقهم لصالح الأعمال فهم مهتدون, وحقَّ على فريق منهم الضلالة عن الهدى والرشاد, باتخاذهم الشيطان من دون الله وليًّا.* * *وإذا كان التأويل هذا, كان " الفريق " الأول منصوبًا بإعمال " هدى " فيه, و " الفريق "، الثاني بوقوع قوله; " حق " على عائد ذكره في" عليهم ", كما قال جل ثناؤه; يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ، (57) [سورة الإنسان; 31]* * *ومن وجه تأويل ذلك إلى أنه; كما بدأكم في الدنيا صنفين; كافرًا, ومؤمنًا, كذلك تعودون في الآخرة فريقين; فريقًا هدى، وفريقًا حق عليهم الضلالة = نصب " فريقًا "، الأول بقوله; " تعودون ", وجعل الثاني عطفًا عليه. وقد بينا الصواب عندنا من القول فيه. (58)* * *القول في تأويل قوله ; إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; إن الفريق الذي حق عليهم الضلالة، إنما ضلوا عن سبيل الله وجارُوا عن قصد المحجة, باتخاذهم الشياطين نُصراء من دون الله، وظُهراء, (59) جهلا منهم بخطأ ما هم عليه من ذلك، بل فعلوا ذلك وهم يظنون أنهم على هدى وحق, وأن الصواب ما أتوه وركبوا.وهذا من أبين الدلالة على خطأ قول من زعمَ أن الله لا يعذِّب أحدًا على معصية ركبها أو ضلالة اعتقدها، إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها، فيركبها عنادًا منه لربه فيها. لأن ذلك لو كان كذلك, لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضلّ وهو يحسَبُ أنه هادٍ. وفريق الهدى، (60) فَرْقٌ. وقد فرَّق الله بين أسمائهما وأحكامهما في هذه الآية.-----------------الهوامش ;(50) الأثر ; 14480 - (( يحيى بن الضريس بن يسار البجلي الرازي )) ثقة ، كان صحيح الكتب ، جيد الأخذ . مترجم في التهذيب ، والكبير 4 /2 / 282 ، وابن أبي حاتم 4 / 2 / 158 .(51) يعني سحرة فرعون ، الذين آمنوا بموسى عليه وعلى نبينا السلام .(52) الأثر ; 14484 - (( وقاء بن إياس الأسدي الوالبي )) ، أبو يزيد ، ثقة ، متكلم فيه ، قال يحيى بن سعيد ; (( ما كان بالذي يعتمد عليه )) . مترجم في التهذيب ، والكبير 4 /2 / 188 ، ولم يذكر فيه جرحًا ، وابن أبي حاتم 4 / 2 / 49 . وكان في المخطوطة ; (( ورقاء بن إياس )) ، والصواب ما في المطبوعة .(53) الأثر ; 14485 - (( أبو يزيد )) ، هو (( وقاء بن إياس )) ، المترجم في التعليق السالف .(54) الأثر ; 14489 - (( أبو سفيان )) ، هو (( طلحة بن نافع القرشي الواسطي )) ، ثقة ، روى له الجماعة ، مضى برقم ; 6654 ، 11517 ، 11518 . وهو الذي يروي عن جابر ، والأعمش روايته . وكان في المطبوعة والمخطوطة ; (( عن سفيان ، عن جابر )) ، وهو خطأ لا شك فيه ، صوابه منقولا عن تفسير الطبري ، في تفسير ابن كثير 3 ; 466 .وهذا خبر صحيح الإسناد . رواه مسلم في صحيحه 17 ; 210 ، من طريقين عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، و لفظه ; (( يبعث كل عبد على ما مات عليه )) .رواه ابن ماجه في سننه 1414 ، رقم ; 4230 ، من طريق شريك ، عن الأعمش ، ولفظه ; (( يحشر الناس على نياتهم )) .(55) الآثار ; 14500 - 14502 - (( المغيرة بن النعمان النخعي )) ، ثقة ، مضى برقم ; 13622 .وهذا الخبر رواه البخاري من طريق شعبة ، عن المغيرة في صحيحه ( الفتح 8 ; 332 / 11 ; 331 ) مطولا ، ورواه مسلم في صحيحه مطولا ; 17 ; 193 ، 194 من طريق شعبة أيضًا . ورواه أحمد في المسند مطولا ومختصرًا رقم ; 1950 ، 2027 ، من طريق سفيان الثوري مختصرًا ، كما رواه الطبري . ثم رواه مطولا من طريق شعبة رقم ; 2096 ، 2281 ، 2282 . ورواه النسائي في سننه 4 ; 117 .وسيرويه أبو جعفر بأسانيده هذه فيما يلي ، في تفسير (( سورة الأنبياء )) 17 ; 80 ( بولاق ) .و (( الغرل )) جمع (( أغرل )) ، هو الأقلف الذي لم يختن .(56) هذا تمام الكلام الأول ، والسياق ; (( على أن في الخبر الذي روى عن رسول الله ... ما يبيّن صحة القول )) .(57) انظر معاني القرآن للفراء 1 ; 376 .(58) انظر تفسير (( فريق )) فيما سلف 11 ; 490 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .(59) انظر تفسير (( ولي )) فيما سلف من فهارس اللغة ( ولي ) .(60) انظر تفسير (( حسب )) فيما سلف 10 ; 478 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .
{ فَرِيقًا } منكم { هَدَى } اللّه، أي: وفقهم للهداية، ويسر لهم أسبابها، وصرف عنهم موانعها. { وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ } أي: وجبت عليهم الضلالة بما تسببوا لأنفسهم وعملوا بأسباب الغواية. فـ { إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ } { وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً } فحين انسلخوا من ولاية الرحمن، واستحبوا ولاية الشيطان، حصل لهم النصيب الوافر من الخذلان، ووكلوا إلى أنفسهم فخسروا أشد الخسران. { وَهم يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ } لأنهم انقلبت عليهم الحقائق، فظنوا الباطل حقا والحق باطلا، وفي هذه الآيات دليل على أن الأوامر والنواهي تابعة للحكمة والمصلحة، حيث ذكر تعالى أنه لا يتصور أن يأمر بما تستفحشه وتنكره العقول، وأنه لا يأمر إلا بالعدل والإخلاص، وفيه دليل على أن الهداية بفضل اللّه ومَنِّه، وأن الضلالة بخذلانه للعبد، إذا تولى - بجهله وظلمه - الشيطانَ، وتسبب لنفسه بالضلال، وأن من حسب أنه مهتدٍ وهو ضالٌّ، أنه لا عذر له، لأنه متمكن من الهدى، وإنما أتاه حسبانه من ظلمه بترك الطريق الموصل إلى الهدى.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة