وَأُمْلِى لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ
وَاُمۡلِىۡ لَهُمۡ ؕ اِنَّ كَيۡدِىۡ مَتِيۡنٌ
تفسير ميسر:
وأمهل هؤلاء الذين كذبوا بآياتنا حتى يظنوا أنهم لا يعاقبون، فيزدادوا كفرًا وطغيانًا، وبذلك يتضاعف لهم العذاب. إن كيدي متين، أي; قوي شديد لا يُدْفع بقوة ولا بحيلة.
قال تعالى "وأملي لهم" أي وسأملي لهم أي أطول لهم ما هم فيه "إن كيدي متين" أي قوي شديد.
قوله تعالى وأملي لهم إن كيدي متين قوله تعالى وأملي لهم أي أطيل لهم المدة وأمهلهم وأؤخر عقوبتهم . إن كيدي أي مكري . متين أي شديد قوي . وأصله من المتن ، وهو اللحم الغليظ الذي عن جانب الصلب . قيل ; نزلت في المستهزئين من قريش ، قتلهم الله في ليلة واحدة بعد أن أمهلهم مدة . نظيره حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة .
القول في تأويل قوله ; وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وأُؤخر هؤلاء الذين كذّبوا بآياتنا. [ وأصل " الإملاء " من قولهم; " مضى عليه مليٌّ، ومِلاوَة ومُلاوَة ]، ومَلاوة " = بالكسر والضم والفتح = " من الدهر ", (30) وهي الحين, ومنه قيل; انتظرتُك مليًّا. (31)* * *= (32) ليبلغوا بمعصيتهم ربهم، المقدارَ الذي قد كتبه لهم من العقاب والعذاب ثم يقبضهم إليه.* * *(إن كيدي).* * *والكيد; هو المكر. (33)* * *وقوله; (متين)، يعني; قويٌّ شديدٌ, ومنه قول الشاعر; (34) [عدلن عـدول النـاس وأقبـح] يَبْتَـلِيأَفَــانِينَ مِـنْ أُلْهُـوبِ شَـدٍّ مُمَـاتِنِ (35)يعني; سيرًا شديدًا باقيًا لا ينقطع. (36)----------------الهوامش ;(30) لا شك أنه قد سقط من كلام أبي جعفر شيء ، أتممته استظهاراً ، من مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 ; 234 ، وضعته بين قوسين . وسيتبين لك بعد أن الكلام في هذه الفقرات مقطع غير متصل ، فلا أدري أهو من الناسخ أم من أبي جعفر ، ولذلك فصلت بعضه عن بعض . فتنبه إلى هذا الفصل بين المتتابعين ، بكلام مفسر ، كما ترى . وكان في المطبوعة ; (( ملاءة )) . وأثبت ما في المخطوطة .(31) انظر تفسير (( الإملاء )) فيما سلف 7 ; 421 ، 422 .(32) سياق الكلام ; ( وأواخر هؤلاء ... ليبلغوا ... ))(33) انظر تفسير (( الكيد )) فيما سلف 7 ; 156 / 8 ; 547 .(34) لم أعرف قائله .(35) جاء البيت في المطبوعة ;عَـدَلْنَ عُـدُولَ النـاسِ وأقبـح يبتلىأقــاس مـن الهـراب شـد مُمَـاتِنوفي المخطوطة ;عـدلن عـدول النـاس دامـح سـلىاماســن مـن الهـرب سـد ممـاتنغير منقوط إلا ما نقطته .وصدر البيت لم أعرف له وجهاً ، وأما قراءة عجز البيت ، فصوابه قراءته ما أثبته بلا ريب ، وإنما يصف نوقاً أو خيلا . و (( الأفانين )) جمع (( أفنون )) ، وهو الجرى المختلط من جرى الفرس والناقة . يقال ; (( جرى الفرس أفانين من الجرى )) ، و (( أفتن الفرس في جريه )) ، و (( الألهوب )) ; أن يجتهد الفرس في عدوه ويضطرم ، حتى يثير الغبار . يقال ; (( شد ألهوب )) . ويقال ; (( ألهب الفرس )) ، اضطرم جريه . و (( الشد )) ، العدو . يقال ; (( شد الفرس وغيره في العدو ، شداً واشتد )) ، أي ; أسرع وعدا عدواً شديداً . وتركت صدر البيت بحاله ، حتى أجد له مرجعاً يصححه .(36) في المخطوطة ; (( يعنى سبباً شديداً )) ، وما في المطبوعة قريب من الصواب .
وَأُمْلِي لَهُمْ أي: أُمْهِلُهُم حتى يظنوا أنهم لا يؤخذون ولا يعاقبون، فيزدادون كفرا وطغيانا، وشرا إلى شرهم، وبذلك تزيد عقوبتهم، ويتضاعف عذابهم، فيضرون أنفسهم من حيث لا يشعرون، ولهذا قال: إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ أي: قوي بليغ.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة