قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ
قَالَ اِنَّكَ مِنَ الۡمُنۡظَرِيۡنَ
تفسير ميسر:
قال الله تعالى; إنك ممن كتبتُ عليهم تأخير الأجل إلى النفخة الأولى في القرن، إذ يموت الخلق كلهم.
قال "أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين" أجابه تعالى إلى ما سأل لما له في ذلك من الحكمة والإرادة والمشيئة التي لا تخالف ولا تمانع ولا معقب لحكمه "وهو سريع الحساب".
فقال الله تعالى إنك من المنظرين قال ابن عباس والسدي وغيرهما ; أنظره إلى النفخة الأولى حيث يموت الخلق كلهم . وكان طلب الإنظار إلى النفخة الثانية حيث يقوم الناس لرب العالمين ; فأبى الله ذلك عليه . وقال ; إلى يوم يبعثون ولم يتقدم ذكر من يبعث ; لأن القصة في آدم وذريته ، فدلت القرينة على أنهم هم المبعوثون .
وأما قوله; (إنك من المنظرين)، فلا دليل فيه لولا الآية الأخرى التي قد بيَّن فيها مدة إنظاره إياه إليها, وذلك قوله; فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ، [سورة الحجر; 37 ، 38 / سورة ص; 80 ، 81]، كم المدة التي أنظره إليها, (19) لأنه إذا أنظره يومًا واحدًا أو أقل منه أو أكثر, فقد دخل في عداد المنظرين، وتمَّ فيه وعد الله الصادق, ولكنه قد بيَّن قدر مدة ذلك بالذي ذكرناه, فعلم بذلك الوقت الذي أُنظِر إليه.* * *وبنحو ذلك كان السدي يقول.14360- حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي; قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ [سورة الحجر; 36-38 / سورة ص; 80 ، 81]، فلم ينظره إلى يوم البعث, ولكن أنظره إلى يوم الوقت المعلوم, وهو يوم ينفخ في الصور النفخة الأولى, فصعق مَنْ في السموات ومَنْ في الأرض, فمات. (20)* * *قال أبو جعفر; فتأويل الكلام; قال إبليس لربه; " أنظرني"، أي أخّرني وأجّلني, وأنسئْ في أجلي, ولا تمتني = إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ , يقول; إلى يوم يبعث الخلق. فقال تعالى ذكره; (إنك من المنظرين)، إلى يوم ينفخ في الصور، فيصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله.* * *فإن قال قائل; فهل أحَدٌ مُنْظرٌ إلى ذلك اليوم سوى إبليس، فيقال له; " إنك منهم "؟قيل; نعم, مَنْ لم يقبض الله روحه من خلقه إلى ذلك اليوم، ممن تقوم عليه الساعة, فهم من المنظرين بآجالهم إليه . ولذلك قيل لإبليس; (إنك من المنظرين)، بمعنى; إنك ممن لا يميته الله إلا ذلك اليوم.---------------------الهوامش ;(19) في المطبوعة ; (( على المدة )) ، وأثبت ما في المخطوطة .(20) الأثر ; 14360 - (( موسى بن هارون الهمداني )) ، مضى مرارًا ، وكان في المخطوطة والمطبوعة ; (( يونس بن هارون )) ، وهو خطأ محض ، فهذا إسناد دائر في التفسير .
ولما كانت حكمة اللّه مقتضية لابتلاء العباد واختبارهم، ليتبين الصادق من الكاذب، ومن يطيعه ومن يطيع عدوه، أجابه لما سأل، فقال: { إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ }
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة