وَوٰعَدْنَا مُوسٰى ثَلٰثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنٰهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقٰتُ رَبِّهِۦٓ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسٰى لِأَخِيهِ هٰرُونَ اخْلُفْنِى فِى قَوْمِى وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ
وَوٰعَدۡنَا مُوۡسٰى ثَلٰثِيۡنَ لَيۡلَةً وَّاَتۡمَمۡنٰهَا بِعَشۡرٍ فَتَمَّ مِيۡقَاتُ رَبِّهٖۤ اَرۡبَعِيۡنَ لَيۡلَةً ۚ وَقَالَ مُوۡسٰى لِاَخِيۡهِ هٰرُوۡنَ اخۡلُفۡنِىۡ فِىۡ قَوۡمِىۡ وَاَصۡلِحۡ وَلَا تَتَّبِعۡ سَبِيۡلَ الۡمُفۡسِدِيۡنَ
تفسير ميسر:
وواعد الله سبحانه وتعالى موسى لمناجاة ربه ثلاثين ليلة، ثم زاده في الأجل بعد ذلك عشر ليال، فتمَّ ما وَقَّتَه الله لموسى لتكليمه أربعين ليلة. وقال موسى لأخيه هارون -حين أراد المضيَّ لمناجاة ربه-; كن خليفتي في قومي حتى أرجع، وأحمِلَهم على طاعة الله وعبادته، ولا تسلكْ طريق الذين يفسدون في الأرض.
يقول تعالى ممتنا على بني إسرائيل بما حصل لهم من الهداية بتكليمه موسى عليه السلام وإعطائه التوراة وفيها أحكامهم وتفاصيل شرعهم فذكر تعالى أنه واعد موسى ثلاثين ليلة قال المفسرون فصامها موسى عليه السلام وطواها فلما تم الميقات استاك بلحاء شجرة فأمره الله تعالى أن يكمل العشرة أربعين وقد اختلف المفسرون في هذه العشر ما هي فالأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة والعشر عشر ذي الحجة قاله مجاهد ومسروق وابن جريج. وروي عن ابن عباس وغيره فعلى هذا يكون قد كمل الميقات يوم النحر وحصل فيه التكليم لموسى عليه السلام وفيه أكمل الله الدين لمحمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" فلما تم الميقات وعزم موسى على الذهاب إلى الطور كما قال تعالى "يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن" الآية فحينئذ استخلف موسى على بني إسرائيل أخاه هارون ووصاه الإصلاح وعدم الإفساد. هذا تنبيه وتذكير وإلا فهارون عليه السلام نبي شريف كريم على الله له وجاهة وجلالة صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء.
قوله تعالى وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدينقوله تعالى وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة فيه ثلاث مسائل ;الأولى قوله تعالى وواعدنا موسى ثلاثين ليلة ذكر أن مما كرم الله به موسى صلى الله عليه وسلم هذا فكان وعده المناجاة إكراما له . وأتممناها بعشر قال ابن عباس ومجاهد ومسروق رضي الله عنهم ; هي ذو القعدة وعشر من ذي الحجة . أمره أن يصوم الشهر وينفرد فيه بالعبادة ; فلما صامه أنكر خلوف فمه فاستاك . قيل ; بعود خرنوب ; فقالت الملائكة ; إنا كنا نستنشق من فيك رائحة المسك فأفسدته بالسواك . فزيد عليه عشر ليال من ذي الحجة . وقيل ; إن الله تعالى أوحى إليه لما استاك ; يا موسى لا أكلمك حتى يعود فوك إلى ما كان عليه قبل ، أما علمت أن رائحة الصائم أحب إلي من ريح المسك . وأمره بصيام عشرة أيام . وكان كلام الله تعالى لموسى صلى الله عليه وسلم غداة النحر حين فدى إسماعيل من الذبح ، وأكمل لمحمد صلى الله عليه وسلم الحج . وحذفت الهاء من عشر لأن المعدود مؤنث . والفائدة في قوله ; فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقد علم أن ثلاثين وعشرة أربعون ، لئلا يتوهم أن المراد أتممنا الثلاثين بعشر منها ; فبين أن العشر سوى الثلاثين . فإن قيل ; فقد قال في البقرة أربعين وقال هنا ثلاثين ; فيكون ذلك من البداء . قيل ; ليس كذلك ; فقد قال ; وأتممناها بعشر والأربعون ، والثلاثون والعشرة قول واحد ليس بمختلف . وإنما قال القولين على تفصيل وتأليف ; قال أربعين في قول مؤلف ، وقال ثلاثين ، يعني شهرا متتابعا وعشرا . وكل ذلك أربعون ; كما قال الشاعر ;عشر وأربع. . . يعني أربع عشرة ، ليلة البدر . وهذا جائز في كلام العرب .الثانية ; قال علماؤنا ; دلت هذه الآية على أن ضرب الأجل للمواعدة سنة ماضية ، ومعنى [ ص; 248 ] قديما أسسه الله تعالى في القضايا ، وحكم به للأمم ، وعرفهم به مقادير التأني في الأعمال . وأول أجل ضربه الله تعالى الأيام الستة التي خلق فيها جميع المخلوقات ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب . وقد بينا معناه فيما تقدم في هذه السورة من قوله ; إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام . قال ابن العربي ; فإذا ضرب الأجل لمعنى يحاول فيه تحصيل المؤجل فجاء الأجل ولم يتيسر زيد فيه تبصرة ومعذرة . وقد بين الله تعالى ذلك لموسى عليه السلام فضرب له أجلا ثلاثين ثم زاده عشرا تتمة أربعين . وأبطأ موسى عليه السلام في هذه العشر على قومه ; فما عقلوا جواز التأني والتأخر حتى قالوا ; إن موسى ضل أو نسي ، ونكثوا عهده وبدلوا بعده ، وعبدوا إلها غير الله . قال ابن عباس ; إن موسى قال لقومه ; إن ربي وعدني ثلاثين ليلة أن ألقاه ، وأخلف فيكم هارون ، فلما فصل موسى إلى ربه زاده الله عشرا ; فكانت فتنتهم في العشر التي زاده الله بما فعلوه من عبادة العجل ; على ما يأتي بيانه . ثم الزيادة التي تكون على الأجل تكون مقدرة ; كما أن الأجل مقدر . ولا يكون إلا باجتهاد من الحاكم بعد النظر إلى المعاني المتعلقة بالأمر ; من وقت وحال وعمل ، فيكون مثل ثلث المدة السالفة ; كما أجل الله لموسى . فإن رأى الحاكم أن يجمع له الأصل في الأجل والزيادة في مدة واحدة جاز ، ولكن لا بد من التربص بعدها لما يطرأ من العذر على البشر ، قال ابن العربي . روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ; أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة .قلت ; وهذا أيضا أصل لإعذار الحكام إلى المحكوم عليه مرة بعد أخرى . وكان هذا لطفا بالخلق ، ولينفذ القيام عليهم بالحق . يقال ; أعذر في الأمر أي بالغ فيه ; أي أعذر غاية الإعذار الذي لا إعذار بعده . وأكبر الإعذار إلى بني آدم بعثة الرسل إليهم لتتم حجته عليهم ، وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا . وقال وجاءكم النذير قيل ; هم الرسل . ابن عباس ; هو الشيب . فإنه يأتي في سن الاكتهال ، فهو علامة لمفارقة سن الصبا . وجعل الستين غاية الإعذار لأن الستين قريب من معترك العباد ، وهو سن الإنابة والخشوع والاستسلام لله ، [ ص; 249 ] وترقب المنية ولقاء الله ; ففيه إعذار بعد إعذار . الأول بالنبي عليه السلام ، والثاني بالشيب ; وذلك عند كمال الأربعين ; قال الله تعالى ; وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك . فذكر عز وجل أن من بلغ أربعين فقد آن له أن يعلم مقدار نعم الله عليه وعلى والديه ويشكرها . قال مالك ; أدركت أهل العلم ببلدنا ، وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة ; فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس .الثالثة ; ودلت الآية أيضا على أن التاريخ يكون بالليالي دون الأيام ; لقوله تعالى ; ثلاثين ليلة لأن الليالي أوائل الشهور . وبها كانت الصحابة رضي الله عنهم تخبر عن الأيام ; حتى روي عنها أنها كانت تقول ; صمنا خمسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . والعجم تخالف في ذلك ، فتحسب بالأيام ; لأن معولها على الشمس . ابن العربي ; وحساب الشمس للمنافع ، وحساب القمر للمناسك ; ولهذا قال ; وواعدنا موسى ثلاثين ليلة . فيقال ; أرخت تاريخا ، وورخت توريخا ; لغتان .وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح المعنى ; وقال موسى حين أراد المضي للمناجاة والمغيب فيها لأخيه هارون ; كن خليفتي ; فدل على النيابة . وفي صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال ; سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي حين خلفه في بعض مغازيه ; أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . فاستدل بهذا الروافض والإمامية وسائر فرق الشيعة على أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف عليا على جميع الأمة ; حتى كفر الصحابة الإمامية - قبحهم الله - لأنهم عندهم تركوا العمل الذي هو النص على استخلاف علي واستخلفوا غيره بالاجتهاد منهم . ومنهم من كفر عليا إذ لم يقم بطلب حقه . وهؤلاء لا شك في كفرهم وكفر من تبعهم على مقالتهم ، ولم يعلموا أن هذا استخلاف في حياة كالوكالة التي تنقضي بعزل الموكل أو بموته ، لا يقتضي أنه متماد بعد وفاته ; فينحل على هذا ما تعلق به الإمامية وغيرهم . وقد استخلف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة ابن أم مكتوم [ ص; 250 ] وغيره ، ولم يلزم من ذلك استخلافه دائما بالاتفاق . على أنه قد كان هارون شرك مع موسى في أصل الرسالة ، فلا يكون لهم فيه على ما راموه دلالة . والله الموفق للهداية .قوله تعالى ; وأصلح أمر بالإصلاح . قال ابن جريج ; كان من الإصلاح أن يزجر السامري ويغير عليه . وقيل ; أي ارفق بهم ، وأصلح أمرهم ، وأصلح نفسك ; أي كن مصلحا .ولا تتبع سبيل المفسدين أي لا تسلك سبيل العاصين ، ولا تكن عونا للظالمين .
القول في تأويل قوله ; وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةًقال أبوجعفر; يقول تعالى ذكره; وواعدنا موسى لمناجاتنا ثلاثين ليلة. (18) وقيل; إنها ثلاثون ليلة من ذي القعدة. =(وأتممناها بعشر)، يقول; وأتممنا الثلاثين الليلة بعشر ليال تتمة أربعين ليلة.* * *وقيل; إن العشر التي أتمها به أربعين, عشر ذي الحجة.* ذكر من قال ذلك.15062 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن سفيان, عن ليث, عن مجاهد; (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر)، قال; ذو القعدة، وعشر ذي الحجة.15063 - ... قال، حدثنا جرير, عن ليث, عن مجاهد; (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر)، قال; ذو القعدة، وعشر ذي الحجة. ففي ذلك اختلفوا. (19)15064 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد; (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة)، هو ذو القعدة، وعشر من ذي الحجة, فذلك قوله; (فتم ميقات ربه أربعين ليلة).15065 - حدثني محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا المعتمر بن سليمان, عن أبيه قال; زعم حضرميٌّ أن الثلاثين التي كان واعدَ موسى ربه، كانت ذا القعدة، والعشرَ من ذي الحجة التي تمم الله بها الأربعين.15066 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد; (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة)، قال; ذو القعدة.(وأتممناها بعشر)، قال; عشر ذي الحجة = قال ابن جريج; قال ابن عباس مثله.15067 - حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو سعد قال، سمعت مجاهدًا يقول في قوله; (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر)، قال; ذو القعدة, والعشر الأوَل من ذي الحجة.15068 - ... قال; حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا إسرائيل, عن أبي إسحاق, عن مسروق; (وأتممناها بعشر)، قال; عشر الأضحى.* * *وأما قوله; (فتم ميقات ربه أربعين ليلة)، فإنه يعني; فكمل الوقت الذي واعد الله موسى أربعين ليلة، (20) وبلغها. كما;-15069 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج , عن ابن جريج; (فتم ميقات ربه)، قال; فبلغ ميقات ربه أربعين ليلة.* * *القول في تأويل قوله ; وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; لما مضى لموعد ربه قال لأخيه هارون; (اخلفني في قومي)، يقول; كن خليفتي فيهم إلى أن أرجع.* * *يقال منه; " خَلَفه يخْلُفه خِلافة ". (21)* * *(وأصلح)، يقول; وأصلحهم بحملك إياهم على طاعة الله وعبادته، كما;-15070 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج , عن ابن جريج قال; " وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح "، وكان من إصلاحه أن لا يدع العجل يُعْبد.* * *وقوله; (ولا تتبع سبيل المفسدين)، يقول; ولا تسلك طريق الذين يفسدون في الأرض، بمعصيتهم ربهم, ومعونتهم أهل المعاصي على عصيانهم ربهم, ولكن اسلك سبيل المطيعين ربهم. (22)* * *وكانت مواعدة الله موسى عليه السلام بعد أن أهلك فرعون، ونجَّى منه بني إسرائيل، فيما قال أهل العلم, كما;-15071 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني الحجاج, عن ابن جريج قوله; وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً ، الآية، قال; يقول; إن ذلك بعد ما فرغ من فرعون وقبل الطور، لما نجى الله موسى عليه السلام من البحر وغرّق آل فرعون، وخلص إلى الأرض الطيبة, أنـزل الله عليهم فيها المنّ والسلوى، وأمره ربه أن يلقَاه, فلما أراد لقاء ربه، استخلف هارون على قومه, وواعدهم أن يأتيهم إلى ثلاثين ليلة، ميعادًا من قِبَله، من غير أمر ربه ولا ميعاده. فتوجه ليلقى ربه, فلما تمت ثلاثون ليلة، قال عدو الله السامريُّ; ليس يأتيكم موسى, وما يصلحكم إلا إله تعبدونه ! فناشدهم هارون وقال; لا تفعلوا، انظروا ليلتكم هذه ويومكم هذا, فإن جاء وإلا فعلتم ما بدا لكم ! فقالوا; نعم! فلما أصبحوا من غد ولم يروا موسى، عاد السامري لمثل قوله بالأمس. قال; وأحدث الله الأجل بعد الأجل الذي جعله بينهم عشرًا, (23) فتم ميقات ربه أربعين ليلة, فعاد هارون فناشدهم إلا ما نظروا يومهم ذلك أيضًا, فإن جاء وإلا فعلتم ما بدا لكم! ثم عاد السامري الثالثة لمثل قوله لهم, وعاد هارون فناشدهم أن ينتظروا، فلما لم يروا ... (24)15072 - قال القاسم، قال الحسين، حدثني حجاج قال، حدثني أبو بكر بن عبد الله الهذليّ قال; قام السامري إلى هارون حين انطلق موسى فقال; يا نبي الله، إنا استعرنا يوم خرجنا من القبط حليًّا كثيرًا من زينتهم, وإن الجند الذين معك قد أسرعوا في الحلي يبيعونه وينفقونه, (25) وإنما كان عارية من آل فرعون، فليسوا بأحياء فنردّها عليهم, ولا ندري لعل أخاك نبيّ الله موسى إذا جاء يكون له فيها رأي, إما يقرّبها قربانا فتأكلها النار , وإما يجعلها للفقراء دون الأغنياء! فقال له هارون; نِعْمَ ما رأيت وما قلت ! فأمر مناديًا فنادى; من كان عنده شيء من حليّ آل فرعون فليأتنا به ! فأتوه به, فقال هارون; يا سامري أنت أحق من كانت عنده هذه الخزانة! فقبضها السامري, وكان عدو الله الخبيث صائغًا, فصاغ منه عجلا جسدًا, ثم قذف في جوفه تُرْبة من القبضة التي قبض من أثر فرس جبريل عليه السلام إذ رآه في البحر, فجعل يخور, ولم يخر إلا مرة واحدة, وقال لبني إسرائيل; إنما تخلف موسى بعد الثلاثين الليلة يلتمس هذا ! هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ ، [طه; 88]. يقول; إن موسى عليه السلام نسي ربّه.-------------------الهوامش ;(18) انظر تفسير (( المواعدة )) فيما سلف 2 ; 58 - 60 ، في نظيرة هذه الآية .(19) الأثر ; 15063 - وضعت النقط ، لأنه اختصار أراد به أن صدر الإسناد هو صدر الإسناد الذي قبله ، وقد مضى مثل ذلك مرارًا ولم أشر إليه ، فآثرت منذ الآن ، أن أضع النقط تنبيهاً على ذلك ، فهو رواية سفيان بن وكيع ، عن جرير ، كما مضى مرارًا مثل هذا الإسناد .(20) انظر تفسير (( التمام )) فيما سلف 3 ; 17 ، 18 / 4 ; 7/ 12 ; 62 . = وتفسير (( الميقات )) فيما سلف 3 ; 553 - 555 .(21) انظر تفسير (( الخلافة )) فيما سلف 12 ; 540 ، 541 تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .(22) انظر تفسير (( اتبع )) و (( الفساد )) فيما سلف من فهارس اللغة ( تبع ) ( فسد ) .(23) في المطبوعة ; (( بينهم عشرا )) وفي المخطوطة غير منقوطة ، وهذا صوابها .(24) الأثر 15071 - هذا خبر لم يتم كما ترى ، ولم أجده في مكان آخر . وسبب ذلك أن قوله (( فلما لم يروه )) هو في المخطوطة في آخر الصفحة اليسرى ، ثم بدأ بعدها ; (( قال القاسم )) ، فظاهر أن الناسخ عجل ، فأسقط من الخبر تمامه ، لما قلب الصفحة ، وبدأ الخبر التالي بعده .(25) (3) في المطبوعة ; (( وإن الذين معك )) ، حذف (( الجند )) ، لأنها غير منقوطة ، فلم يحسن قراءتها .
ولما أتم اللّه نعمته عليهم بالنجاة من عدوهم، وتمكينهم في الأرض، أراد تبارك وتعالى أن يتم نعمته عليهم، بإنزال الكتاب الذي فيه الأحكام الشرعية، والعقائد المرضية، فواعد موسى ثلاثين ليلة، وأتمها بعشر، فصارت أربعين ليلة، ليستعد موسى، ويتهيأ لوعد اللّه، ويكون لنزولها موقع كبير لديهم، وتشوق إلى إنزالها. ولما ذهب موسى إلى ميقات ربه قال لهارون موصيا له على بني إسرائيل من حرصه عليهم وشفقته: اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي أي: كن خليفتي فيهم، واعمل فيهم بما كنت أعمل، وَأَصْلِحْ أي: اتبع طريق الصلاح وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ وهم الذين يعملون بالمعاصي.
(الواو) استئنافيّة
(واعدنا) مثل أنجينا ،
(موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف وهو ممنوع من التنوين
(ثلاثين) مفعول به ثان منصوب وهو على حذف مضاف أي تمام ثلاثين، وعلامة النصب الياء
(ليلة) تمييز منصوبـ (الواو) عاطفة
(أتممنا) ، مثل أنجينا ، و (ها) ضمير مفعول به
(بعشر) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أتممنا) ،
(الفاء) عاطفة
(تمّ) فعل ماض
(ميقات) فاعل مرفوع
(ربّ) مضاف إليه مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(أربعين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء ،
(ليلة) مثل الأولـ (الواو) استئنافيّة
(قال) فعل ماض
(موسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف
(لأخي) جارّ ومجرور متعلّق بـ (قال) وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضميرمضاف إليه
(هارون) بدل من أخيه- أو عطف بيان- مجرور وعلامة الجرّ الفتحة
(اخلف) فعل أمر و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(في قوم) جارّ ومجرور متعلّق بـ (اخلف) و (الياء) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(أصلح) مثل اخلف
(الواو) عاطفة
(لا) ناهية جازمة
(تتّبع) مضارع مجزوم والفاعل أنت
(سبيل) مفعول به منصوبـ (المعتدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «واعدنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أتممناها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة واعدنا.
وجملة: «تمّ ميقات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتممناها.
وجملة: «قال موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اخلفني ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أصلح» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «لا تتّبع ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.