وَلَقَدْ أَخَذْنَآ ءَالَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرٰتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
وَلَقَدۡ اَخَذۡنَاۤ اٰلَ فِرۡعَوۡنَ بِالسِّنِيۡنَ وَنَقۡصٍ مِّنَ الثَّمَرٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُوۡنَ
تفسير ميسر:
ولقد ابتلينا فرعون وقومه بالقحط والجدب، ونَقْص ثمارهم وغَلاتهم؛ ليتذكروا، وينزجروا عن ضلالاتهم، ويفزعوا إلى ربهم بالتوبة.
يقول تعالى "ولقد أخذنا آل فرعون" أي اختبرناهم وامتحناهم وابتليناهم "بالسنين" وهي سني الجوع بسبب قلة الزروع "ونقص من الثمرات" قال مجاهد وهو دون ذلك وقال أبو إسحاق عن رجاء بن حيوة كانت النخلة لا تحمل إلا ثمرة واحدة "لعلهم يذكرون".
قوله تعالى ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرونقوله تعالى ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين يعني الجدوب . وهذا معروف في اللغة ; يقال ; أصابتهم سنة ، أي جدب . وتقديره جدب سنة . وفي الحديث ; اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف . ومن العرب من يعرب النون في السنين ; وأنشد الفراء ;أرى مر السنين أخذن مني كما أخذ السرار من الهلالقال النحاس ; وأنشد سيبويه هذا البيت بفتح النون ; ولكن أنشد في هذا ما لا يجوز غيره ، وهو قوله ;وقد جاوزت رأس الأربعينوحكى الفراء عن بني عامر أنهم يقولون ; أقمت عنده سنينا يا هذا ; مصروفا . قال ; وبنو تميم لا يصرفون ويقولون ; مضت له سنين يا هذا . وسنين جمع سنة ، والسنة هنا بمعنى الجدب لا بمعنى الحول . ومنه أسنت القوم أي أجدبوا . قال عبد الله بن الزبعرى ;عمرو العلا هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجافلعلهم يذكرون أي ليتعظوا وترق قلوبهم .
القول في تأويل قوله ; وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; ولقد اختبرنا قوم فرعون وأتباعه على ما هم عليه من الضلالة = " بالسنين ", يقول; بالجُدوب سنة بعد سنة، والقحوط.* * *يقال منه; " أسْنَتَ القوم "، إذا أجدبوا.* * *(ونقص من الثمرات)، يقول; واختبرناهم مع الجدوب بذهاب ثمارهم وغلاتهم إلا القليل =(لعلهم يذكرون)، يقول; عظة لهم وتذكيرًا لهم, لينـزجروا عن ضلالتهم، ويفزعوا إلى ربهم بالتوبة. (37) وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;14976 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن آدم, عن شريك, عن أبي إسحاق, عن أبي عبيدة, عن عبد الله; (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين)، قال; سني الجوع.14977 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله; (بالسنين)، الجائحة =(ونقص من الثمرات)، دون ذلك.14978 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.14979 - حدثني القاسم بن دينار قال، حدثنا عبيد الله بن موسى, عن شيبان, عن أبي إسحاق, عن رجاء بن حيوة في قوله; (ونقص من الثمرات)، قال; حيث لا تحمل النخلة إلا تمرة واحدة. (38)14980 - حدثني ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن إسرائيل, عن أبي إسحاق, عن رجاء بن حيوة, عن كعب قال; يأتي على الناس زمانٌ لا تحمل النخلة إلا ثمرة.14981 - حدثني المثنى قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا شريك, عن أبي إسحاق, عن رجاء بن حيوة; (ونقص من الثمرات)، قال; يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة إلا ثمرة.14982 - حدثنا بشر بن معاذ قال ; حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتاده, قوله; (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين )، أخذهم الله بالسنين، بالجوع، عامًا فعامًا =(ونقص من الثمرات)، فأما " السنين " فكان ذلك في باديتهم وأهل مواشيهم = وأما " بنقص من الثمرات " فكان ذلك في أمصارهم وقراهم.----------------------الهوامش ;(37) انظر تفسير (( التذكرة )) فيما سلف من فهارس اللغة ( ذكر )(38) الأثر 14979 - (( القاسم بن دينار )) نمنسوب إلى جده ، وهو (( القاسم بن زكريا بن دينار القرشي )) ، أبو محمد الطحان ، روى عن وكيع ، وعبيد الله بن موسى ، وعلى بن فادم ، وأبي داود الحفري .روى عنه مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وأبو حاتم ، وغيرهم . ثقة . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 3/2/110 .
قال اللّه تعالى في بيان ما عامل به آل فرعون في هذه المدة الأخيرة، أنها على عادته وسنته في الأمم، أن يأخذهم بالبأساء والضراء، لعلهم يضرعون. الآيات: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ أي: بالدهور والجدب، وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ أي: يتعظون أن ما حل بهم وأصابهم معاتبة من اللّه لهم، لعلهم يرجعون عن كفرهم، فلم ينجع فيهم ولا أفاد، بل استمروا على الظلم والفساد.
(الواو) استئنافيّة
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(قد) حرف تحقيق
(أخذنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل للتعظيم
(آل) مفعول به منصوبـ (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة
(بالسنين) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أخذنا) بتضمينه معنى عاقبنا- أو ابتلينا- وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم
(الواو) عاطفة
(نقص) معطوف على السنين مجرور
(من الثمرات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (نقص) فهو مصدر أو اسم مصدر
(لعلّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ
(يذّكّرون) مثل تعملون في الآية المتقدمّة
(129) .
وجملة: «أخذنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «لعلّهم يذّكّرون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يذّكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
(الفاء) عاطفة
(إذا) ظرف للمستقبل فيه معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بـ (قالوا) ،
(جاء) فعل ماض
(التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به
(الحسنة) فاعل مرفوع
(قالوا) مثل المتقدّم ،
(اللام) حرف جرّ و (نا)ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم
(ها) حرف للتنبيه
(ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر
(الواو) حرف عطف
(إن) حرف شرط جازم
(تصب) مضارع مجزوم و (هم) ضمير مفعول به
(سيّئة) فاعل مرفوع
(يطّيّروا) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعلـ (بموسى) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يطّيّروا) ، وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف فهو ممنوع من الصرف
(الواو) عاطفة
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على موسى
(مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(إلا) أداة تنبيه واستفتاح
(إنّما) كافّة ومكفوفة
(طائر) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه
(عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(الواو) عاطفة
(لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك- ناسخ-
(أكثر) اسم لكنّ منصوب و (هم) مثل الأخير
(لا) حرف ناف
(يعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.
وجملة: «جاءتهم الحسنة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لنا هذه» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تصبهم سيّئة..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط المتقدّمة، وهي معطوفة بالفاء على جملة القسم المقدّرة المستأنفة.
وجملة: «يطّيّروا..» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «طائرهم عند الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة طائرهم عند الله.
وجملة: «لا يعلمون ... » في محل رفع خبر لكن.