وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسٰى وَقَوْمَهُۥ لِيُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْىِۦ نِسَآءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قٰهِرُونَ
وَقَالَ الۡمَلَاُ مِنۡ قَوۡمِ فِرۡعَوۡنَ اَتَذَرُ مُوۡسٰى وَقَوۡمَهٗ لِيُفۡسِدُوۡا فِى الۡاَرۡضِ وَيَذَرَكَ وَاٰلِهَتَكَ ؕ قَالَ سَنُقَتِّلُ اَبۡنَآءَهُمۡ وَنَسۡتَحۡىٖ نِسَآءَهُمۡ ۚ وَاِنَّا فَوۡقَهُمۡ قَاهِرُوۡنَ
تفسير ميسر:
وقال السادة والكبراء من قوم فرعون لفرعون; أَتَدَعُ موسى وقومه من بني إسرائيل ليفسدوا الناس في أرض "مصر" بتغيير دينهم بعبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادتك وعبادة آلهتك؟ قال فرعون; سنُقَتِّل أبناء بني إسرائيل ونستبقي نساءهم أحياء للخدمة، وإنَّا عالون عليهم بقهر المُلْكِ والسلطان.
يخبر تعالي عما تمالأ عليه فرعون وملأه وما أضمروه لموسى عليه السلام وقومه من الأذى والبغضة "وقال الملأ من قوم فرعون" أي لفرعون "أتذر موسى وقومه" أي أتدعهم ليفسدوا في الأرض أي يفسدوا أهل رعيتك ويدعوهم إلى عبادة ربهم دونك. يا لله العجب صار هؤلاء يشفقون من إفساد موسى وقومه! ألا إن فرعون وقومه هم المفسدون ولكن لا يشعرون ولهذا قالوا "ويذرك وآلهتك" قال بعضهم الواو هاهنا حالية أي أتذره وقومه يفسدون في الأرض وقد ترك عبادتك؟ وقرأ ذلك أبي بن كعب وقد تركوك أن يعبدوك وآلهتك حكاه ابن جرير وقال آخرون هي عاطفة أي أتدعهم يصنعون في الفساد ما قد أقررتهم عليه وعلى ترك آلهتك وقرأ بعضهم إلاهتك أي عبادتك وروي ذلك عن ابن عباس ومجاهد وغيره وعلى القراءة الأولى قال بعضهم; كان لفرعون إله يعبده قال الحسن البصري كان لفرعون إله يعبده في السر. وقال في رواية أخرى كان له حنانة في عنقه معلقة يسجد لها. وقال السدي في قوله تعالى "ويذرك وآلهتك" وآلهته فيما زعم ابن عباس كانوا إذا رأوا بقرة حسناء أمرهم فرعون أن يعبدوها فلذلك أخرج لهم السامري عجلا جسدا له خوار. فأجابهم فرعون فيما سألوه بقوله سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وهذا أمر ثان بهذا الصنيع وقد كان نكل بهم قبل ولادة موسى عليه السلام حذرا من وجوده فكان خلاف ما أراد وضد ما قصده فرعون وهكذا عومل في صنيعه أيضا لما أراد إذلال بني إسرائيل وقهرهم فجاء الأمر على خلاف ما أراد. أعزهم الله وأذله وأرغم أنفه وأغرقه وجنوده.
قوله تعالى وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض أي بإيقاع الفرقة وتشتيت الشمل . ويذرك بنصب الراء جواب الاستفهام ، والواو نائبة عن الفاء . وآلهتك قال الحسن ; كان فرعون يعبد الأصنام ، فكان يعبد ويعبد . قال سليمان التيمي ; بلغني أن فرعون كان يعبد البقر . قال التيمي ; فقلت للحسن هل كان فرعون يعبد شيئا ؟ قال نعم ; إنه كان يعبد شيئا كان قد جعله في عنقه . وقيل ; معنى وآلهتك أي وطاعتك ، كما قيل في قوله تعالى ; اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله إنهم ما عبدوهم ولكن أطاعوهم ; فصار تمثيلا . وقرأ نعيم بن ميسرة ( ويذرك ) بالرفع على تقدير ; وهو يذرك . وقرأ الأشهب العقيلي ( ويذرك ) مجزوما مخفف " يذرك " لثقل الضمة . وقرأ أنس بن مالك ( ونذرك ) بالرفع والنون . أخبروا عن أنفسهم أنهم يتركون عبادته إن ترك موسى حيا . وقرأ علي بن أبي طالب وابن عباس والضحاك ( وإلاهتك ) ومعناه وعبادتك . وعلى هذه القراءة كان يعبد ولا يعبد ، أي ويترك عبادته لك . قال أبو بكر الأنباري ; فمن مذهب أصحاب هذه القراءة أن فرعون لما قال أنا ربكم الأعلى و ما علمت لكم من إله غيري نفى أن يكون له رب وإلاهة . فقيل له ; ويذرك وإلاهتك ; بمعنى ويتركك وعبادة الناس لك .وقراءة العامة وآلهتك كما تقدم ، وهي مبنية على أن فرعون ادعى الربوبية في ظاهر أمره وكان يعلم أنه مربوب . ودليل هذا قوله عند حضور الحمام آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل فلم يقبل هذا القول منه لما أتى به بعد إغلاق باب التوبة . وكان قبل هذا الحال له إله يعبده سرا دون رب العالمين جل وعز ; قاله الحسن وغيره . وفي حرف أبي ( أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض وقد تركوك أن يعبدوك ) . وقيل ; " وإلاهتك " قيل ; كان يعبد بقرة ، وكان إذا استحسن بقرة أمر بعبادتها ، وقال ; أنا ربكم ورب هذه . ولهذا قال ; [ ص; 236 ] فأخرج لهم عجلا جسدا . ذكره ابن عباس والسدي . قال الزجاج ; كان له أصنام صغار يعبدها قومه تقربا إليه فنسبت إليه ; ولهذا قال ; أنا ربكم الأعلى . قال إسماعيل بن إسحاق ; قول فرعون أنا ربكم الأعلى . يدل على أنهم كانوا يعبدون شيئا غيره . وقد قيل ; إن المراد بالإلاهة على قراءة ابن عباس البقرة التي كان يعبدها . وقيل ; أرادوا بها الشمس وكانوا يعبدونها . قال الشاعر ;وأعجلنا الإلاهة أن تئوباثم آنس قومه فقال ( سنقتل أبناءهم ) بالتخفيف ، قراءة نافع وابن كثير . والباقون بالتشديد على التكثير . ونستحيي نساءهم أي لا تخافوا جانبهم . وإنا فوقهم قاهرون آنسهم بهذا الكلام . ولم يقل سنقتل موسى لعلمه أنه لا يقدر عليه . وعن سعيد بن جبير قال ; كان فرعون قد ملئ من موسى رعبا ; فكان إذا رآه بال كما يبول الحمار .
القول في تأويل قوله ; وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وقالت جماعة رجال من قوم فرعون لفرعون (13) أتدع موسى وقومه من بني إسرائيل (14) = " ليفسدوا في الأرض "، يقول; كي يفسدوا خدمك وعبيدك عليك في أرضك من مصر (15) =(ويذرك وآلهتك)، يقول; " ويذرك "، ويدع خِدْمتك موسى وعبادتك وعبادة آلهتك.* * *وفي قوله; (ويذرك وآلهتك)، وجهان من التأويل.أحدهما; أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض، وقد تركك وترك عبادتك وعبادة آلهتك= وإذا وجه الكلام إلى هذا الوجه من التأويل، كان النصبُ في قوله; (ويذرك)، على الصرف, (16) لا على العطف به على قوله; " ليفسدوا ".والثاني; أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض، وليذرك وآلهتك = كالتوبيخ منهم لفرعون على ترك موسى ليفعل هذين الفعلين. وإذا وجِّه الكلام إلى هذا الوجه، كان نصب; (ويذرك) على العطف على (ليفسدوا). قال أبو جعفر; والوجه الأول أولى الوجهين بالصواب, وهو أن يكون نصب (ويذرك) على الصرف, لأن التأويل من أهل التأويل به جاء.* * *وبعدُ, فإن في قراءة أبيّ بن كعب الذي;-14961 - حدثنا أحمد بن يوسف قال، حدثنا القاسم قال، حدثنا حجاج عن هارون قال، في حرف أبي بن كعب; ( وقَدْ تَرَكُوكَ أَنْ يَعْبُدُوكَ وآلِهَتَكَ ). (17)* * *دلالةً واضحةً على أن نصب ذلك على الصرف.* * *وقد روي عن الحسن البصري أنه كان يقرأ ذلك; ( وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ )، عطفًا بقوله; (ويذرك) على قوله; (أتذر موسى). = كأنه وجَّه تأويله إلى; أتذر موسى وقومه، ويذرك وآلهتك، ليفسدوا في الأرض. وقد تحتمل قراءة الحسن هذه أن يكون معناها; أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض، وهو يذرك وآلهتك؟ = فيكون " يذرك " مرفوعًا بابتداء الكلام والسلامة من الحوادث. (18)* * *وأما قوله; (وآلهتك)، فإن قرأة الأمصار على فتح " الألف " منها ومدِّها, بمعنى; وقد ترك موسى عبادتك وعبادة آلهتك التي تعبدها.* * *وقد ذكر عن ابن عباس أنه قال; كان له بقرة يعبدها.* * *وقد روي عن ابن عباس ومجاهد أنهما كانا يقرآنها; (وَيَذَرَكَ وَإِلاهَتَكَ) بكسر الألف بمعنى; ويذرك وعبودتك. (19)* * *قال أبو جعفر; والقراءة التي لا نرى القراءة بغيرها, هي القراءة التي عليها قرأة الأمصار، لإجماع الحجة من القرأة عليها.* * ** ذكر من قال; كان فرعون يعبد آلهة = على قراءة من قرأ; (ويذرك وآلهتك).14962 - حدثني موسى بن هارون قال; حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي; (ويذرك وآلهتك)، وآلهته فيما زعم ابن عباس, كانت البقر، كانوا إذا رأوا بقرة حسناء أمرهم أن يعبدوها, فلذلك أخرج لهم عِجْلا وبقرة.14963 - حدثنا القاسم قال; حدثنا الحسين قال، حدثنا أبو سفيان, عن عمرو, عن الحسن قال; كان لفرعون جمانة معلقة في نحره، يعبدها ويسجد لها.14964 - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال، حدثنا أبان بن خالد قال، سمعت الحسن يقول; بلغني أن فرعون كان يعبدُ إلهًا في السر، وقرأ; " ويذرك وآلهتك ".14965 - حدثنا محمد بن سنان, قال ; حدثنا أبو عاصم, عن أبي بكر, عن الحسن قال; كان لفرعون إله يعبده في السر.* * ** ذكر من قال; معنى ذلك; ويذرك وعبادتك, على قراءة من قرأ; (وَإَلاهَتَكَ).14966 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن عيينة, عن عمرو بن دينار, عن محمد بن عمرو بن الحسن, عن ابن عباس; (وَيَذَرَكَ وَإِلاهَتَكَ) قال; إنما كان فرعون يُعْبَد ولا يَعْبُد. (20)14967 - . . . قال، حدثنا أبي, عن نافع, عن ابن عمر, عن عمرو بن دينار, عن ابن عباس أنه قرأ، ( ويَذَرَكَ وإِلاهَتَكَ ) قال; وعبادتك, ويقول; إنه كان يُعْبَد ولا يَعْبُد. (21)14968 - حدثنا المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله; (وَيَذَرَكَ وَإِلاهَتَكَ)، قال; يترك عبادتك.14969 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل عن عمرو بن دينار, عن ابن عباس أنه كان يقرأ; (وَإِلاهَتَكَ)، يقول; وعبادتك.14970 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد; (وَيَذَرَكَ وَإِلاهَتَكَ)، قال; عبادتك.14971 - حدثنا سعيد بن الربيع الرازي قال، حدثنا سفيان, عن عمرو بن دينار, عن محمد بن عمرو بن حسين, عن ابن عباس; أنه كان يقرأ; (وَيَذَرَكَ وَإِلاهَتَكَ)، وقال ; إنما كان فرعون يُعْبَد ولا يَعْبُد. (22)* * *وقد زعم بعضهم; أن من قرأ; " وَإِلاهَتَكَ"، إنما يقصد إلى نحو معنى قراءة من قرأ; (وآلِهَتَكَ)، غير أنه أنّث وهو يريد إلهًا واحدًا, كأنه يريد; ويذرك وإلاهك = ثم أنث " الإله " فقال; " وإلاهتك ".* * *وذكر بعض البصريين أن أعرابيًّا سئل عن " الإلاهة " فقال; " هي عَلَمة " يريد علمًا, فأنث " العلم ", فكأنه شيء نصب للعبادة يعبد. وقد قالت بنت عتيبة بن الحارث اليربوعي; (23) تَرَوَّحْنَــا مِــنَ اللَّعْبَــاء قَصْـرًاوَأَعْجَلْنَـــا الإلاهَــةَ أَنْ تَؤُوبَــا (24)يعني بـ" الإلاهة "، في هذا الموضع، الشمس. وكأنّ هذا المتأول هذا التأويل, وجّه " الإلاهة "، إذا أدخلت فيها هاء التأنيث, وهو يريد واحد " الآلهة ", إلى نحو إدخالهم " الهاء " في " وِلْدتي" و " كوكبتي" و " مَاءتي", (25) وهو " أهلة ذاك ", وكما قال الراجز; (26) يَـا مُضَـرُ الْحَـمْرَاءُ أَنْـتِ أُسْـرَتِيوأنــت ملجــاتي وأنـت ظهـرتي (27)يريد; ظهري.* * *وقد بين ابن عباس ومجاهد ما أرادا من المعنى في قراءتهما ذلك على ما قرآ, فلا وجه لقول هذا القائل ما قال، مع بيانهما عن أنفسهما ما ذهبا إليه من معنى ذلك.* * *وقوله; (قال سنقتل أبناءهم)، يقول; قال فرعون; سنقتل أبناءهم الذكور من أولاد بني إسرائيل =(ونستحيي نساءهم)، يقول; ونستبقي إناثهم (28) =(وإنا فوقهم قاهرون)، يقول; وإنا عالون عليهم بالقهر, يعني بقهر الملك والسلطان. (29)وقد بينا أن كل شيء عالٍ بالقهر وغلبة على شيء, فإن العرب تقول; هو فوقه. (30)-----------------الهوامش ;(13) انظر تفسير (( الملأ )) فيما سلف ص 18 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .(14) انظر تفسير (( يذر )) فيما سلف 12 ; 136 ، تعليق ; 3 ، والمراجع هناك .(15) انظر تفسير (( الفساد في الأرض )) فيما سلف ص ; 13 ، تعلق ; 1 ، والمراجع هناك .(16) (( الصرف )) ، مضى تفسيره في 7 ; 247 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك . وانظر معاني القرآن للفراء 1 ; 391 .(17) انظر أيضاً معاني القرآن للفراء 1 ; 391 .(18) في المطبوعة ، حذف قوله; (( والسلامة من الحوادث )) ، كأنه لم يفهمها ، وإنما أراد سلامته من العوامل التي ترفعه أو تنصبه أو تجره . وفي المخطوطة ; (( إلى ابتداء الكلام )) ، وفي المطبوعة ; (( على إبتدا الكلام )) ، و الأجود ما أثبت .(19) انظر ما سلف 1 ; 123 ، 124 ، وفي تفسير (( الإلاهة )) ، وخبرا ابن عباس ومجاهد بإسنادهما ، وسيأتي برقم ; 14966 - 14971 .(20) الأثر ; 14966 - (( محمد بن عمرو بن الحسن بن على بن أبي طالب )) تابعي ثقة ، مضى برقم ; 2892 ، 2892 م . وكان في المخطوطة والمطبوعة هنا ; (( محمد بن عمرو ، عن الحسن )) ، وهو خطأ . وقد مضى الخبر على الصواب بهذا الإسناد فيما سلف رقم ; 143 ، وسيأتيعلى الصواب برقم 19471 .(21) الأثر ; 14967 - (( نافع بن عمر )) ، مضى مرارًا ، وكان في المخطوطة والمطبوعة (( عن نافع ، عن ابن عم )) ، وهو خطأ ، والصواب كما مضى برقم ; 142(22) الأثر ; 14971 - ((محمد بن عمرو بن الحسن بن على بن أبي طالب )) ، انظر التعليق على رقم 14966 .(23) في المخطوطة ; (( وقد قال عتيبة بن شهاب اليربوعي )) ، وهو خطأ لا شك فيه ، وفي المطبوعة ; (( وقد قالت بنت عتيبة بن الحارث اليربوعي )) ، وهو صواب من تغيير ناشر المطبوعة الأولى ، وقد أثبت حق النسب ، جامعاً بين ما في المخطوطة والمطبوعة . ويقال هي (( أمنه بنت عتيبة )) ، ويقال اسمها (( ميه )) ، وهي (( أم البنين )) . ويقال ; هو لنائحة عتيبة .(24) بلاغات النساء ; 189 ، معجم ما استعجم ; 1156 ، معجم البلدان (( اللعباء )) ، اللسان (لعب ) (أله ) ، وغيرها كثير . قالت ترثى أباها ، وقتل يوم خو ، قتلته بنو أسد ، وبعد البيت ; عَــلَى مِثْــلِ ابـنِ مَيَّـهَ، فَانْعِيَـاهُيَشُــقُّ نَــوَاعِمُ البَشَــرِ الجُيُوبَـاوَكـانَ أَبِـى عُتَيْبَـةُ شَـمَّرِيًّا عَـوَانُوَلا تَلْقَـــاهُ يَدَّخِـــرُ النَّصِيبَـــاضَرُوبًــا بِــاليَدَيْنِ إذَا اشْــمَعَلَّتْالحَـــرْبِ، لا وَرِعًــــا هَيُوبَــاو(( اللعباء )) بين الربذة ، وأرض بنى سليم ، وهي لفزارة ، ويقال غير ذلك . و (( قصرا )) ، أي عشيا .وفي المطبوعة ; (( عصراً )) ، وهي إحدى روايات البيت ، وأثبت ما في المخطوطة .(25) في المطبوعة ; (( أماتى )) وهو خطأ ، صوابه ما في المخطوطة .(26) لم أعرف قائله .(27) (3 ) قوله ; (( ملجاتى )) بتسهيل الهمزة ، وأصله (( ملجأتى )) ، وألحق التاء أيضاً في هذا بقولهم ; (( ملجأ )) بالحرفان جميعاً شاهد على ما قاله أبو جعفر .(28) انظر تفسير (( الاستحياء )) فيما سلف 2 ; 41 - 48 .(29) انظر تفسير (( القهر )) فيما سلف 11 ; 284 ، 408(30) انظر تفسير (( فوق )) فيما سلف 11 ; 284 ، وفهارس اللغة (( فوق ))
وقالوا لفرعون مهيجين له على الإيقاع بموسى، وزاعمين أن ما جاء باطل وفساد: أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بالدعوة إلى اللّه، وإلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، التي هي الصلاح في الأرض، وما هم عليه هو الفساد، ولكن الظالمين لا يبالون بما يقولون. وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ أي: يدعك أنت وآلهتك، وينهى عنك، ويصد الناس عن اتباعك. فـ قَالَ فرعون مجيبا لهم، بأنه سيدع بني إسرائيل مع موسى بحالة لا ينمون فيها، ويأمن فرعون وقومه - بزعمه - من ضررهم: سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ أي: نستبقيهن فلا نقتلهن، فإذا فعلنا ذلك أمنا من كثرتهم، وكنا مستخدمين لباقيهم، ومسخرين لهم على ما نشاء من الأعمال وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ لا خروج لهم عن حكمنا، ولا قدرة، وهذا نهاية الجبروت من فرعون والعتو والقسوة.
(الواو) استئنافيّة
(قال الملأ من قوم فرعون) مرّ إعرابها ،
(الهمزة) للاستفهام
(تذر) مضارع مرفوع، والفاعل أنت
(موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف وهو ممنوع من التنوين،
(الواو) عاطفة
(قوم) معطوف على موسى منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(اللام) لام العاقبة
(يفسدوا) مثل تخرجوا ،
(في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يفسدوا) .
والمصدر المؤوّلـ (أن يفسدوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (تذر) .
(الواو) عاطفة ،
(يذر) مضارع منصوب معطوف على
(يفسدوا) ، و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة
(آلهة) معطوفة على الضمير المتّصل المخاطب في(يذرك) ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه
(قال) فعل ماض والفاعل هو (السين) حرف استقبالـ (نقتّل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم،
(أبناءهم) مفعول به منصوب.. و (هم) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(نستحيي) مضارع مرفوع
(نساءهم) مثل أبناءهم
(الواو) حاليّة
(إنا) مثل السابق ،
(فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق بـ (قاهرون) ،
(وهم) مضاف إليه
(قاهرون) خبر إن مرفوع وعلامة الرفع الواو.جملة: «قال الملأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تذر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يفسدوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «يذرك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يفسدوا.
وجملة: «قال» ... لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «سنقتّل ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نستحيي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «إنّا فوقهم قاهرون» في محلّ نصب حال من فاعل نقتّل ونستحيي .