قَالُوا يٰمُوسٰىٓ إِمَّآ أَن تُلْقِىَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ
قَالُوۡا يٰمُوۡسٰٓى اِمَّاۤ اَنۡ تُلۡقِىَ وَاِمَّاۤ اَنۡ نَّكُوۡنَ نَحۡنُ الۡمُلۡقِيۡنَ
تفسير ميسر:
قال سحرة فرعون لموسى على سبيل التكبر وعدم المبالاة; يا موسى اختر أن تُلقي عصاك أولا أو نُلقي نحن أولا.
وهذه مبارزة من السحرة لموسى عليه السلام في قولهم "إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين" أي قبلك كما قال الآية الأخرى "وإما أن نكون أول من ألقى".
تأدبوا مع موسى عليه السلام فكان ذلك سبب إيمانهم .و " أن " في موضع نصب عند الكسائي والفراء , على معنى إما أن تفعل الإلقاء .ومثله قول الشاعر ; قالوا الركوب فقلنا تلك عادتنا
قالوا يا موسى " يقول; قالت السحرة لموسى; يا موسى، اختر أن تلقي عصاك, أو نلقي نحن عصينا. ولذلك أدخلت " أن " مع " إما " في الكلام، لأنها في موضع أمر بالاختيار. ف " أن " إذًا في موضع نصب لما وصفت من المعنى, لأن معنى الكلام; اختر أن تلقي أنت, أو نلقي نحن, والكلام مع " إما " إذا كان على وجه الأمر, فلا بد من أن يكون فيه " أن "، كقولك للرجل; " إما أن تمضي, وإما أن تقعد ", بمعنى الأمر; امض أو اقعد, فإذا كان على وجه الخبر، لم يكن فيه " أن " كقوله; وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ [التوبة; 106]. وهذا هو الذي يسمى " التخيير " (35) = وكذلك كل ما كان على وجه الخبر, و " إما " في جميع ذلك مكسورة. (36) .------------------الهوامش ;(35) قوله ; (( وهذا الذي سيمى التخيير )) ، هو الحكم الأول في دخول (( أن )) مع (( إما )) ، أما الذي يجئ على وجه الخبر نحو ; (( إما يعذبهم ، وإما يتوب عليهم )) ، فهم يسمونه (( الإبهام )) . وكان حق أبي جعفر أن يقدم قوله (( وهذا الذي يسمى التخيير )) قبل قوله ; (( فإذا كان على وجه الخبر )) ، لرفع الشبهة عن كلامه .(36) انظر معاني القرآن 1 ; 389 ، 390 ، وهو فصل جيد جداً .
فلما حضروا مع موسى بحضرة الخلق العظيم قَالُوا على وجه التألي وعدم المبالاة بما جاء به موسى: يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ ما معك وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ .
(قالوا) مثل السابق ،
(يا) حرف نداء
(موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف في محلّ نصبـ (إمّا) حرف تخيير
(أن) حرف مصدري ونصبـ (تلقي) مضارع منصوب، والفاعل أنت.
والمصدر المؤوّلـ (أن تلقي) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره مبدوء به .
(الواو) عاطفة
(إمّا) مثل الأولـ (أن نكون) مثل أن تلقي، والفعل ناقص ناسخ، واسمه نحن،
(نحن الملقين) مثل نحن الغالبين .
والمصدر المؤوّلـ (أن نكون..) مثل المصدر المؤوّل الأول.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: «النداء وصلتها ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إلقاؤك
(مبدوء به) » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «تلقي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «كون إلقائنا
(مبدوء به) » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «نكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) الثاني.
(قال) فعل ماض، والفاعل هو (ألقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعلـ (الفاء) عاطفة
(لمّا) ظرف بمعنى حين مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب سحروا
(ألقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعلـ (سحروا) مثل قالوا ،
(أعين) مفعول به
(الواو) عاطفة
(جاؤوا) مثل قالوا .
(بسحر) جارّ ومجرور متعلّق بـ (جاؤوا) ،
(عظيم) نعت لسحر مجرور.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ألقوا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ألقوا- بفتح القاف-» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «سحروا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «استرهبوهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة سحروا.
وجملة: «جاؤوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سحروا.