وَجَآءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوٓا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغٰلِبِينَ
وَجَآءَ السَّحَرَةُ فِرۡعَوۡنَ قَالُوۡۤا اِنَّ لَـنَا لَاَجۡرًا اِنۡ كُنَّا نَحۡنُ الۡغٰلِبِيۡنَ
تفسير ميسر:
وجاء السحرة فرعون قالوا; أئنَّ لنا لجائزة ومالا إن غَلَبْنا موسى؟
يخبر تعالى عما تشارط عليه فرعون والسحرة الذين استدعاهم لمعارضة موسى عليه السلام إن غلبوا موسى ليثيبنهم وليعطينهم عطاء جزيلا فوعدهم ومناهم أن يعطيهم ما أرادوا ويجعلهم من جلسائه والمقربين عنده فلما توثقوا من فرعون لعنه الله.
قوله تعالى وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبينقوله تعالى وجاء السحرة فرعون وحذف ذكر الإرسال لعلم السامع . قال ابن عبد الحكم ; كانوا اثني عشر نقيبا ، مع كل نقيب عشرون عريفا ، تحت يدي كل عريف ألف ساحر . وكان رئيسهم شمعون في قول مقاتل بن سليمان . وقال ابن جريج ; كانوا تسعمائة من العريش والفيوم والإسكندرية أثلاثا . وقال ابن إسحاق ; كانوا خمسة عشر ألف ساحر ; وروي عن وهب . وقيل ; كانوا اثني عشر ألفا . وقال ابن المنكدر ; ثمانين ألفا . وقيل ; أربعة عشر ألفا . وقيل ; كانوا ثلاثمائة ألف ساحر من الريف ، وثلاثمائة ألف ساحر من الصعيد ، وثلاثمائة ألف ساحر من الفيوم وما والاها . وقيل ; كانوا سبعين رجلا . وقيل ; ثلاثة وسبعين ; فالله أعلم . وكان معهم فيما روي حبال وعصي يحملها ثلاثمائة بعير . فالتقمت الحية ذلك كله . قال ابن عباس والسدي ; كانت إذا فتحت فاها صار شدقها ثمانين ذراعا ; واضعة فكها الأسفل على الأرض ، وفكها الأعلى على سور القصر . وقيل ; كان سعة فمها أربعين ذراعا ; فالله أعلم . فقصدت فرعون لتبتلعه ، فوثب من سريره فهرب منها واستغاث بموسى ; فأخذها فإذا هي عصا كما كانت . قال وهب ; مات من خوف العصا خمسة وعشرون ألفا .قالوا إن لنا لأجرا أي جائزة ومالا . ولم يقل فقالوا بالفاء ; لأنه أراد لما جاءوا قالوا . وقرئ ( إن لنا ) على الخبر . وهي قراءةنافع وابن كثير . ألزموا فرعون أن يجعل لهم مالا إن غلبوا .
فجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرًا " يقول; إن لنا لثوابًا على غلبتنا موسى عندك (28) = " إن كنا "، يا فرعون، " نحن الغالبين ".* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;14931 - حدثنا العباس قال، أخبرنا يزيد قال، أخبرنا الأصبغ بن زيد, عن القاسم بن أبي أيوب قال، حدثني سعيد بن جبير, عن ابن عباس قال; " فأرسل في المدائن حاشرين ", فحشر له كل ساحر متعالم، فلما أتوا فرعون قالوا; بم يعملُ هذا الساحر؟ (29) قالوا; يعمل بالحيات. قالوا; والله ما في الأرض قوم يعملون بالسحر والحيات والحبال والعصي أعلم منا, فما أجرنا إن غلبنا؟ فقال لهم; أنتم قرابتي وحامَّتي, (30) وأنا صانع إليكم كل شيء أحببتم.14932 - حدثني عبد الكريم بن الهيثم قال; حدثنا إبراهيم بن بشار قال، حدثنا سفيان, قال; حدثنا أبو سعد, عن عكرمة, عن ابن عباس قال; قال فرعون; لا نغالبه = يعني موسى = إلا بمن هو منه، فأعدّ علماء من بني إسرائيل, فبعث بهم إلى قرية بمصر يقال لها; " الفرما ", يعلمونهم السحر كما يعلم الصبيان الكِتَاب في الكتّاب. قال; فعلموهم سحرًا كثيرًا. قال; وواعد موسى فرعون موعدًا، فلما كان في ذلك الموعد، بعث فرعون, فجاء بهم وجاء بمعلمهم معهم, فقال له; ماذا صنعت؟ قال; قد علمتهم من السحر سحرًا لا يطيقه سحر أهل الأرض, إلا أن يكون أمرًا من السماء, فإنه لا طاقة لهم به, فأما سحر أهل الأرض، فإنه لن يغلبهم. فلما جاءت السحرة قالوا لفرعون; أئن لنا لأجرًا إن كنا نحن الغالبين؟ قال; نعم، وإنكم إذًا لمن المقربين. (31)14933 - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي; فأرسل فرعون في المدائن حاشرين ، فحشروا عليه السحرة= " فلما جاء السحرة فرعون قالوا إنّ لنا لأجرًا إن كنا نحن الغالبين " يقول; عطية تعطينا= " إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ .14934 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق; " أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ، أي كاثره بالسحرة، لعلك أن تجد في السحرة من يأتي بمثل ما جاء به. وقد كان موسى وهارون خرجا من عنده حين أراهم من سلطان الله ما أراهم. (32) وبعث فرعون في مملكته, فلم يترك في سلطانه ساحرًا إلا أتي به. فذكر لي، والله أعلم، أنه جمع له خمسة عشر ألف ساحر، فلما اجتمعوا إليه، أمرهم أمره, وقال لهم; قد جاءنا ساحرٌ ما رأينا مثله قط, وإنكم إن غلبتموه أكرمتكم وفضلتكم, وقرَّبتكم على أهل مملكتي! قالوا; وإن لنا ذلك إن غلبناه؟ قال; نعم!. (33) .14935 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا يحيى بن واضح قال، حدثنا الحسين, عن يزيد , عن عكرمة قال; السحرة كانوا سبعين= قال أبو جعفر; أحسبه أنه قال; ألفًا. (34)14936 - قال; حدثنا يحيى بن واضح قال، حدثنا موسى بن عبيدة, عن ابن المنذر, قال; كان السحرة ثمانين ألفا.14937 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير, عن عبد العزيز بن رفيع, عن خيثمة, عن أبي سودة, عن كعب قال; كان سحرة فرعون اثني عشر ألفًا.----------------------الهوامش ;(28) انظر تفسير (( الأجر )) فيما سلف من فهارس اللغة ( أجر ) .(29) في المطبوعة ; (( بم يعمل )) وأثبت ما في المخطوطة ، وهو صواب أيضاً .(30) في المطبوعة ; (( وحاميتى )) ، والصواب في المخطوطة . و (( الحامة )) و(( الحميم )) خاصة الرجل من أهله وولده وذوى قرابته .(31) هكذا جاءت في المخطوطة . كما كتبتها ، لم يذكر لفظ الآية كما هو في التلاوة .(32) في المطبوعة ; (( من سلطانه )) ، وكان في المخطوطة ; (( من سلطان وبعث فرعون )) ، أسقط من الكلام ما أثبته من تاريخ الطبري 1 ; 210 .(33) الأثر ; 14934 - هذا جزء من خبر طويل رواه أبو جعفر ؛ بإسناده هذا في تاريخه 1 ; 210 .(34) يعني "سبعين ألفًا.
وقال هنا: وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ طالبين منه الجزاء إن غلبوا فـ قَالُوا إِنَّ لَنَا لأجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ؟
(الواو) استئنافيّة
(جاء) فعل ماض
(السحرة) فاعل مرفوع
(فرعون) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة
(قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعلـ (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ-
(اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم
(اللام) للتأكيد
(أجرا) اسم إنّ مؤخّر منصوبـ (إن) حرف شرط جازم
(كنّا) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (نا) ضمير في محلّ رفع اسم كان
(نحن) ضمير فصل ،
(الغالبين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة: «جاء السحرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ .
وجملة: «إنّ لنا لأجرا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن كنّا نحن الغالبين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فهل لنا أجر.
(قال) مثل جاء، والفاعل هو (نعم) حرف جوابـ (الواو) عاطفة
(إن) مثل الأول و (كم) ضمير اسم إنّ
(اللام) هي المزحلقة للتوكيد
(من المقرّبين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
والجملة المقدّرة بعد حرف الجواب في محلّ نصب مقول القول أي نعم إنّكم مأجورون.وجملة: «إنّكم لمن المقرّبين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.