وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ
وَلَمۡ اَدۡرِ مَا حِسَابِيَهۡۚ
تفسير ميسر:
وَأمَّا من أعطي كتاب أعماله بشماله، فيقول نادمًا متحسرًا; يا ليتني لم أُعط كتابي، ولم أعلم ما جزائي؟ يا ليت الموتة التي متُّها في الدنيا كانت القاطعة لأمري، ولم أُبعث بعدها، ما نفعني مالي الذي جمعته في الدنيا، ذهبت عني حجتي، ولم يَعُدْ لي حجة أحتج بها.
وإذا كان الرجل رأسا في الشر, يدعو إليه ويأمر به فيكثر تبعه عليه, نودي باسمه واسم أبيه فيتقدم إلى حسابه, فيخرج له كتاب أسود بخط أسود في باطنه الحسنات وفي ظاهره السيئات, فيبدأ بالحسنات فيقرأها ويظن أنه سينجو, فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه "هذه حسناتك وقد ردت عليك" فيسود وجهه ويعلوه الحزن ويقنط من الخير, ثم يقلب كتابه فيقرأ سيئاته فلا يزداد إلا حزنا, ولا يزداد وجهه إلا سوادا, فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه "هذه سيئاتك وقد ضوعفت عليك" أي يضاعف عليه العذاب. ليس المعنى أنه يزاد عليه ما لم يعمل - قال - فيعظم للنار وتزرق عيناه ويسود وجهه, ويكسى سرابيل القطران ويقال له; انطلق إلى أصحابك وأخبرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا; ينطلق وهو يقول; "يا ليتني لم أوت كتابيه.