الرسم العثمانيفَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلٰى بَعْضٍ يَتَلٰوَمُونَ
الـرسـم الإمـلائـيفَاَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلٰى بَعۡضٍ يَّتَلَاوَمُوۡنَ
تفسير ميسر:
فلما رأوا حديقتهم محترقة أنكروها، وقالوا; لقد أخطأنا الطريق إليها، فلما عرفوا أنها هي جنتهم، قالوا; بل نحن محرومون خيرها؛ بسبب عزمنا على البخل ومنع المساكين. قال أعدلهم; ألم أقل لكم هلا تستثنون وتقولون; إن شاء الله؟ قالوا بعد أن عادوا إلى رشدهم; تنزَّه الله ربنا عن الظلم فيما أصابنا، بل نحن كنا الظالمين لأنفسنا بترك الاستثناء وقصدنا السيِّئ. فأقبل بعضهم على بعض، يلوم كل منهم الآخر على تركهم الاستثناء وعلى قصدهم السيِّئ، قالوا; يا ويلنا إنَّا كنا متجاوزين الحد في منعنا الفقراء ومخالفة أمر الله، عسى ربنا أن يعطينا أفضل من حديقتنا؛ بسبب توبتنا واعترافنا بخطيئتنا. إنا إلى ربنا وحده راغبون، راجون العفو، طالبون الخير. مثل ذلك العقاب الذي عاقبنا به أهل الحديقة يكون عقابنا في الدنيا لكل مَن خالف أمر الله، وبخل بما آتاه الله من النعم فلم يؤدِّ حق الله فيها، ولَعذاب الآخرة أعظم وأشد مِن عذاب الدنيا، لو كانوا يعلمون لانزجروا عن كل سبب يوجب العقاب.
أي يلوم هذا هذا في القسم ومنع المساكين, ويقول; بل أنت أشرت علينا بهذا.
أي يلوم هذا هذا في القسم ومنع المساكين , ويقول ; بل أنت أشرت علينا بهذا .
وقوله; (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ ) يقول جلّ ثناؤه; فأقبل بعضهم على بعض يلوم بعضهم بعضا على تفريطهم فيما فرّطوا فيه من الاستثناء، وعزمهم على ما كانوا عليه من ترك إطعام المساكين من جنتهم.
{ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ } فيما أجروه وفعلوه،
(الفاء) استئنافيّة
(على بعض) متعلّق بـ (أقبل) ،
(يا) أداة نداء وتحسّر
(ويلنا) منادى مضاف متحسّر به منصوبـ (أن) حرف مصدريّ ونصبـ (خيرا) مفعول به ثان
(منها) متعلّق بـ (خيرا) ،
(إلى ربّنا) متعلّق بـ (راغبون) بتضمينه معنى راجعون.. وجملة: «أقبل بعضهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. ومقول القول الثاني محذوف تقديره: ابتعدوا عن المعصية جملة: «يتلاومون ... » في محلّ نصب حال من بعضهم وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ . وجملة: «النداء والتحسّر» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «كنّا طاغين» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «عسى ربّنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: «يبدلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) . والمصدر المؤوّلـ (أن يبدلنا) في محلّ نصب خبر عسى. وجملة: «إنّا ... راغبون» لا محلّ لها تعليليّة.
- القرآن الكريم - القلم٦٨ :٣٠
Al-Qalam68:30