الرسم العثمانييٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلٰى تِجٰرَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
الـرسـم الإمـلائـييٰۤاَيُّهَا الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا هَلۡ اَدُلُّكُمۡ عَلٰى تِجَارَةٍ تُنۡجِيۡكُمۡ مِّنۡ عَذَابٍ اَلِيۡمٍ
تفسير ميسر:
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، هل أُرشِدكم إلى تجارة عظيمة الشأن تنجيكم من عذاب موجع؟
تقدم في حديث عبدالله بن سلام أن الصحابة رضي الله عنهم أرادوا أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب الأعمال إلى الله عز وجل ليفعلوه فأنزل الله تعالى هذه السورة ومن جملتها هذه الآية يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ثم فسر هذه التجارة العظيمة التي لا تبور والتي هي محصلة للمقصود ومزيلة للمحذور.
قوله تعالى ; يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة قال مقاتل ; نزلت في عثمان بن مظعون ; وذلك أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ; لو أذنت لي فطلقت خولة ، وترهبت واختصيت وحرمت اللحم ، ولا أنام بليل أبدا ، ولا أفطر بنهار أبدا ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; " إن من سنتي النكاح ، ولا رهبانية في الإسلام ، إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله ، وخصاء أمتي الصوم ، ولا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم . ومن سنتي أنام وأقوم ، وأفطر وأصوم ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " . فقال عثمان ; والله لوددت يا نبي الله أي التجارات أحب إلى الله فأتجر فيها ; فنزلت . وقيل ; " أدلكم " أي سأدلكم . والتجارة الجهاد ; قال الله تعالى ; إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم الآية . وهذا خطاب لجميع المؤمنين . وقيل ; لأهل الكتاب .قوله تعالى ; " تجارة " أي تخلصكم ، وقراءة العامة تنجيكم بإسكان النون من الإنجاء . وقرأ الحسن وابن عامر وأبو حيوة " تنجيكم " مشددا من التنجية ، ثم بين التجارة وهي المسألة .
يقول تعالى ذكره; ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) موجع، وذلك عذاب جهنم؛ ثم بين لنا جلّ ثناؤه ما تلك التجارة التي تنجينا من العذاب الأليم، فقال; ( تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ) محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
هذه وصية ودلالة وإرشاد من أرحم الراحمين لعباده المؤمنين، لأعظم تجارة، وأجل مطلوب، وأعلى مرغوب، يحصل بها النجاة من العذاب الأليم، والفوز بالنعيم المقيم.
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها ،
(هل) حرف استفهام
(على تجارة) متعلّق بـ (أدلّ) ،
(من عذاب) متعلّق بـ (تنجيكم) .
جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «هل أدلّكم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «تنجيكم ... » في محلّ جرّ نعت لتجارة.
11-
(باللَّه) متعلّق بـ (تؤمنون) ،
(في سبيل) متعلّق بـ (تجاهدون) وكذلك
(بأموالكم) ، والإشارة في(ذلكم) إلى الإيمان والجهاد
(لكم) متعلّق بـ (خير)
(كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.
وجملة: «تؤمنون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ .
وجملة: «تجاهدون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمنون.
وجملة: «ذلكم خير ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعلمون ... » في محلّ نصب خبر كنتم. وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي فآمنوا وجاهدوا ...12-
(يغفر) مضارع مجزوم جواب شرط مقدّر
(لكم) متعلّق بـ (يغفر) ،
(من تحتها) متعلّق بـ (تجري)
(مساكن) معطوف على جنّات، ومنع من التنوين لأنه جمع على صيغة منتهي الجموع
(في جنّات) متعلّق بنعت ثان لمساكن،والإشارة في(ذلك) إلى الغفران ودخول الجنّات..
وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تفعلوه يغفر.
وجملة: «يدخلكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر.
وجملة: «ذلك الفوز ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
13-
(الواو) عاطفة
(أخرى) مفعول به لفعل محذوف تقديره يؤتكم نعمة أخرى، مجزوم عطفا على
(يغفر) ،
(نصر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أي النعمة الأخرى
(من اللَّه) متعلّق بـ (نصر) ،
(الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- وجملة: «
(يؤتكم) أخرى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر..
وجملة: «تحبّونها ... » في محلّ نصب نعت لأخرى.
وجملة: «
(هي) نصر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «بشر المؤمنين» لا محلّ لها استئنافيّة
- القرآن الكريم - الصف٦١ :١٠
As-Saff61:10