فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ الَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ۚ ذٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
فَالِقُ الۡاِصۡبَاحِۚ وَ جَعَلَ الَّيۡلَ سَكَنًا وَّالشَّمۡسَ وَالۡقَمَرَ حُسۡبَانًا ؕ ذٰلِكَ تَقۡدِيۡرُ الۡعَزِيۡزِ الۡعَلِيۡمِ
تفسير ميسر:
والله سبحانه وتعالى هو الذي شق ضياء الصباح من ظلام الليل، وجعل الليل مستقرًا، يسكن فيه كل متحرك ويهدأ، وجعل الشمس والقمر يجريان في فلكيهما بحساب متقن مقدَّر، لا يتغير ولا يضطرب، ذلك تقدير العزيز الذي عزَّ سلطانه، العليم بمصالح خلقه وتدبير شئونهم. والعزيز والعليم من أسماء الله الحسنى يدلان على كمال العز والعلم.
وقوله "فالق الإصباح وجعل الليل سكنا" أي خالق الضياء والظلام كما قال في أول السورة "وجعل الظلمات والنور" أي فهو سبحانه يفلق ظلام الليل عن غرة الصباح فيضيء الوجود ويستنير الأفق ويضمحل الظلام ويذهب الليل بسواده وظلام رواقه ويجيئ النهار بضيائه وإشراقه كقوله "يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا" فبين تعالى قدرته على خلق الأشياء المتضادة المختلفة الدالة على كمال عظمته وعظيم سلطانه فذكر أنه فالق الإصباح وقابل ذلك بقوله "وجعل الليل سكنا" أي ساجيا مظلما لتسكن فيه الأشياء كما قال "والضحى والليل إذا سجى" وقال "والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى" وقال "والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها" وقال صهيب الرومي رضي الله عنه لامرأته وقد عاتبته في كثرة سهره; إن الله جعل الليل سكنا إلا لصهيب إن صهيبا إذا ذكر الجنة طال شوقه وإذا ذكر النار طار نومه. رواه ابن أبي حاتم. وقوله "والشمس والقمر حسبانا" أي يجريان بحساب مقنن مقدر لا يتغير ولا يضطرب بل لكل منهما منازل يسلكها فى الصيف والشتاء فيترتب على ذلك اختلاف الليل والنهار طولا وقصرا كما قال "هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل" الآية. وكما قال لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون وقال "والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره" وقوله "ذلك تقدير العزيز العليم" أي الجميع جار بتقدير العزيز الذي لا يمانع ولا يخالف العليم بكل شيء فلا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء وكثيرا ما إذا ذكر الله تعالى خلق الليل والنهار والشمس والقمر يختم الكلام بالعزة والعلم كما ذكر في هذه الآية وكما في قوله "وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم" ولما ذكر خلق السموات والأرض وما فيهن في أول سورة حم السجدة قال "وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم".
قوله تعالى فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليمقوله تعالى ; فالق الإصباح نعت لاسم الله تعالى ، أي ذلكم الله ربكم فالق الإصباح . وقيل ; المعنى أن الله فالق الإصباح . والصبح والصباح أول النهار ، وكذلك الإصباح ; أي فالق الصبح كل يوم ، يريد الفجر . والإصباح مصدر أصبح . والمعنى ; شاق الضياء عن الظلام وكاشفه . وقال الضحاك ; فالق الإصباح ; خالق النهار . وهو معرفة لا يجوز فيه [ ص; 42 ] التنوين عند أحد من النحويين . وقرأ الحسن وعيسى بن عمر " فالق الأصباح " بفتح الهمزة ، وهو جمع صبح . وروى الأعمش عن إبراهيم النخعي أنه قرأ " فلق الإصباح " على فعل ، والهمزة مكسورة والحاء منصوبة . وقرأ الحسن وعيسى بن عمر وحمزة والكسائي وجعل الليل سكنا بغير ألف . ونصب الليل حملا على معنى فالق في الموضعين ; لأنه بمعنى فلق ، لأنه أمر قد كان فحمل على المعنى . وأيضا فإن بعده أفعالا ماضية وهو قوله ; جعل لكم النجوم . أنزل من السماء ماء . فحمل أول الكلام على آخره . يقوي ذلك إجماعهم على نصب الشمس والقمر على إضمار فعل ، ولم يحملوه على فاعل فيخفضوه ; قاله مكي رحمه الله . وقال النحاس ; وقد قرأ يزيد بن قطيب السكوني " جاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا " بالخفض عطفا على اللفظ . قلت ; فيريد مكي والمهدوي وغيرهما إجماع القراء السبعة . والله أعلم . وقرأ يعقوب في رواية رويس عنه " وجاعل الليل ساكنا " . وأهل المدينة " وجاعل الليل سكنا " أي محلا للسكون . وفي الموطإ عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول ; اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا اقض عني الدين واغنني من الفقر وأمتعني بسمعي وبصري وقوتي في سبيلك . فإن قيل ; كيف قال وأمتعني بسمعي وبصري وفي كتاب النسائي والترمذي وغيرهما واجعله الوارث مني وذلك يفنى مع البدن ؟ قيل له ; في الكلام تجوز ، والمعنى اللهم لا تعدمه قبلي . وقد قيل ; إن المراد بالسمع والبصر هنا أبو بكر وعمر ; لقوله عليه السلام فيهما ; هما السمع والبصر . وهذا تأويل بعيد ، إنما المراد بهما الجارحتان .ومعنى حسبانا أي بحساب يتعلق به مصالح العباد . وقال ابن عباس في قوله جل وعز ; والشمس والقمر حسبانا أي بحساب . قال الأخفش ; حسبان جمع حساب ; مثل شهاب وشهبان . وقال يعقوب ; حسبان مصدر حسبت الشيء أحسبه حسبانا وحسابا وحسبة ، والحساب الاسم . وقال غيره ; جعل الله تعالى سير الشمس والقمر بحساب لا يزيد ولا ينقص ; فدلهم الله عز وجل بذلك على قدرته ووحدانيته . وقيل ; حسبانا أي ضياء . [ ص; 43 ] والحسبان ; النار في لغة ; وقد قال الله تعالى ; ويرسل عليها حسبانا من السماء . قال ابن عباس ; نارا . والحسبانة ; الوسادة الصغيرة .
القول في تأويل قوله ; فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًاقال أبو جعفر; يعني بقوله; " فالق الإصباح "، شاقٌّ عمود الصبح عن ظلمة الليل وسواده. (2)* * *و " الإصباح " مصدر من قول القائل; " أصبحنا إصباحًا ".* * *وبنحو ما قلنا في ذلك قال عامة أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;13595 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا المحاربي, عن جويبر, عن الضحاك; " فالق الإصباح "، قال; إضاءة الصبح.13596 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي, نجيح, عن مجاهد; " فالق الإصباح "، قال; إضاءة الفجر.13597- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله .13598 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة في قوله; " فالق الإصباح "، قال; فالق الصُّبح.13599 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس في قوله; " فالق الإصباح "، يعني بالإصباح، ضوءَ الشمس بالنهار, وضوءَ القمر بالليل.13600 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام قال، حدثنا عنبسة, عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى, عن القاسم بن أبي بزة, عن مجاهد; " فالق الإصباح "، قال; فالق الصبح.13601- حدثنا به ابن حميد مرة بهذا الإسناد, عن مجاهد فقال في قوله; " فالق الإصباح "، قال إضاءة الصبح.13602 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد, في قوله; " فالق الإصباح "، قال; فلق الإصباح عن الليل.13603 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله; " فالق الإصباح "، يقول; خالق النور, نور النهار.* * *وقال آخرون; معنى ذلك; خالق الليل والنهار .* ذكر من قال ذلك;13604 - حدثنا محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس في قوله; (فَالِقُ الإصْبَاحِ وَجَاعِلُ اللَّيْلِ سَكَنًا) ، (3) يقول; خلق الليل والنهار.* * *وذكر عن الحسن البصري أنّه كان يقرأ; (فَالِقُ الأصْبَاحِ)، بفتح الألف، كأنه تأول ذلك بمعنى جمع " صبح ", كأنه أراد صبح كل يوم, فجعله " أصباحًا ", ولم يبلغنا عن أحد سواه أنه قرأ كذلك. والقراءة التي لا نستجيز تعدِّيها، بكسر الألف; (4) (فالِقُ الإصْبَاح) ، لإجماع الحجة من القرأة وأهل التأويل على صحة ذلك ورفضِ خلافه.* * *وأما قوله; " وجاعِلُ الليل سكنًا "، فإن القرأة اختلفت في قراءته.فقرأ ذلك عامة قرأة الحجاز والمدينة وبعض البصريين; (5) (وَجَاعِلُ اللَّيْلِ) بالألف على لفظ الاسم، ورفعه عطفًا على " فالق ", وخفض " الليل " بإضافة " جاعل " إليه, ونصب " الشمس والقمر "، عطفًا على موضع " الليل "، لأن " الليل " وان كان مخفوضًا في اللفظ، فإنه في موضع النصب, لأنه مفعول " جاعل ". وحسن عطف ذلك على معنى " الليل " لا على لفظه, لدخول قوله; " سكنًا " بينه وبين " الليل "، قال الشاعر; (6)قُعُـوداً لَـدَى الأبْـوَابِ طُـلابَ حاجَةٍعَـوَانٍ مِـنَ الْحَاجَـاتِ أَوْ حَاجَةً بِكْرًا (7)فنصب " الحاجة " الثانية، عطفًا بها على معنى " الحاجة " الأولى, لا على لفظها، لأن معناها النصب، وإن كانت في اللفظ خفضًا. وقد يجيء مثل هذا أيضًا معطوفًا بالثاني على معنى الذي قبله لا على لفظه, وإن لم يكن بينهما حائل, كما قال بعضهم; (8)بَيْنَـــا نَحْـــنُ نَنْظُــرْهُ أَتَانَــامُعلِّـــقَ شِـــكْوَةٍ وَزِنــادَ رَاعِ (9)* * *وقرأ ذلك عامة قرأة الكوفيين; (وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ) ، على " فَعَلَ"، بمعنى الفعل الماضي، ونصب " الليل ".* * *قال أبو جعفر; والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال; إنهما قراءتان مستفيضتان في قرأة الأمصار, متفقتا المعنى، غير مختلفتيه, فبأيتهما قرأ القارئ فهو مصيب في الإعراب والمعنى.* * *وأخبر جل ثناؤه أنه جعل الليل سكنًا, لأنه يسكن فيه كل متحرك بالنهار، ويهدأ فيه, فيستقر في مسكنه ومأواه.* * *القول في تأويل قوله ; وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًاقال أبو جعفر; اختلف أهل التأويل في ذلك;فقال بعضهم; معنى ذلك; وجعل الشمس والقمر يجريان في أفلاكهما بحساب.* ذكر من قال ذلك;13605 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس; " والشمس والقمر حسبانًا "، يعني; عدد الأيام والشهور والسنين .13606 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس; " والشمس والقمر حسبانًا "، قال; يجريان إلى أجلٍ جُعل لهما.13607 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي; " والشمس والقمر حسبانًا "، يقول; بحساب.13608 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع في قوله; " والشمس والقمر حسبانًا "، قال; الشمس والقمر في حساب, فإذا خَلَتْ أيامهما فذاك آخرُ الدهر، وأول الفزع الأكبر =" ذلك تقدير العزيز العليم ".13609- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة في قوله; " والشمس والقمر حسبانًا "، قال; يدوران في حساب.13610 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد; " والشمس والقمر حسبانًا "، قال هو مثل قوله; كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [سورة الأنبياء; 33] ، ومثل قوله; الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ [سورة الرحمن; 5].* * *وقال آخرون; معنى ذلك; وجعل الشمس والقمر ضياء.* ذكر من قال ذلك;13611- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة; " والشمس والقمر حسبانًا "، أي ضياء.* * *قال أبو جعفر; وأولى القولين في تأويل ذلك عندي بالصواب، تأويل من تأوَّله; وجعل الشمس والقمرَ يجريان بحساب وعددٍ لبلوغ أمرهما ونهاية آجالهما, ويدوران لمصالح الخلق التي جُعِلا لها.وإنما قلنا ذلك أولى التأويلين بالآية, لأن الله تعالى ذكره ذكَر قبلَه أياديه عند خلقه، وعظم سلطانه, بفلقه الإصباح لهم، وإخراج النبات والغِراس من الحب والنوى, وعقّب ذلك بذكره خلق النجوم لهدايتهم في البر والبحر. فكان وصفه إجراءه الشمس والقمرَ لمنافعهم، أشبه بهذا الموضع من ذكر إضاءتهما، لأنه قد وصف ذلك قبلُ بقوله; " فالق الإصباح "، فلا معنى لتكريره مرة أخرى في آية واحدة لغير معنى.* * *و " الحسبان " في كلام العرب جمع " حِساب ", كما " الشُّهبان " جمع شهاب. (10) وقد قيل إن " الحسبان "، في هذا الموضع مصدر من قول القائل; " حَسَبْتُ الحساب أحسُبُه حِسابًا وحُسْبانًا ". وحكي عن العرب; " على الله حُسْبان فلان وحِسْبته "، أي; حسابه.* * *وأحسب أن قتادة في تأويل ذلك بمعنى الضياء, ذهب إلى شيء يروى عن ابن عباس في قوله; وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ [سورة الكهف; 40]. قال; نارًا, فوجه تأويل قوله; " والشمس والقمر حسبانًا "، إلى ذلك التأويل. وليس هذا من ذلك المعنى في شيء.* * *وأما " الحِسبان " بكسر " الحاء "، فإنه جمع " الحِسبانة "، (11) وهي الوسادة الصغيرة, وليست من الأوَّليين أيضًا في شيء. يقال; " حَسَّبته "، أجلستُه عليها.* * *ونصب قوله; " حسبانًا " بقوله; " وجعل ".* * *وكان بعض البصريين يقول; معناه; " والشمس والقمرَ حسبانًا "، أي; بحساب, فحذف " الباء "، كما حذفها من قوله; هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ [سورة الأنعام; 117] ، أي; أعلم بمن يضل عن سبيله. (12)* * *القول في تأويل قوله ; ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وهذا الفعل الذي وصفه أنه فعله, وهو فلقه الإصباح، وجعله الليل سكنًا والشمس والقمر حسبانًا, تقدير الذي عزّ سلطانه, فلا يقدر أحد أراده بسوء وعقاب أو انتقام، من الامتناع منه =" العليم "، بمصالح خلقه وتدبيرهم = لا تقديرُ الأصنام والأوثان التي لا تسمع ولا تبصر، ولا تفقه شيئًا ولا تعقله، ولا تضر ولا تنفع, وإن أريدت بسوء لم تقدر على الامتناع منه ممن أرادها. (13) يقول جل ثناؤه; وأخلصوا، أيها الجهلة، عبادتَكم لفاعل هذه الأشياء, ولا تشركوا في عبادته شيئًا غيره.-------------------------الهوامش ;(2) انظر تفسير"الفلق" فيما سلف قريبًا ص; 550.(3) هذه قراءة أهل الحجاز كما سيذكر بعد ، وتركتها على قراءتهم في هذا الخبر.(4) في المطبوعة; "لا نستجيز غيرها" ، يدل ما كان في المخطوطة وهو محض صواب.(5) في المطبوعة; "عامة قراء الحجاز" ، وأثبت ما في المخطوطة.(6) هو الفرزدق.(7) سلف البيت وتخريجه وتفسيره فيما سلف 2; 195 ، وأزيد هنا مجاز القرآن لأبي عبيدة 1; 201 وروي هناك; "قعود" بالرفع ، كما أشرت إليه ثم.(8) لرجل من قيس عيلان ، ونسب أيضا لنصيب(9) سيبويه 1 ; 87 ، معاني القرآن للفراء 1; 346 ، الصاحبي; 118 ، شرح شواهد المغني; 270 ، والذي هنا رواية الفراء وابن فارس. ورواية سيبويه"بيننا نحن نطلبه" ، وفي شرحه"نرقبه" ، وروايته أيضًا"معلق وفضة". وكان في المطبوعة هنا; "فبيننا" بالفاء ، وأثبت ما في المخطوطة. وفي المطبوعة; "شلوه" وهو خطأ."ننظره"; نرقبه وننتظره. و"الشكوة"; وعاء كالدلو أو القرية الصغيرة ، يبرد فيه الماء ، ويحبس فيه اللبن. وأما "الوفضة" ، فهي خريطة كالجعبة ، يحمل فيها الراعي أدلته وزاده.ولم أجد بقية الشعر.(10) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1; 201.(11) هكذا قال أبو جعفر"بكسر الحاء" والذي أطبقت عليه كتب اللغة أنه بضم الحاء ، ولم يشيروا إلى كسر الحاء في هذه.(12) قائل هذا هو الأخفش ، كما هو بين في لسان العرب (حسب) .(13) انظر تفسير"العزيز" و"العليم" فيما سلف من فهارس اللغة.
ولما ذكر تعالى مادة خلق الأقوات، ذكر منته بتهيئة المساكن، وخلقه كل ما يحتاج إليه العباد، من الضياء والظلمة، وما يترتب على ذلك من أنواع المنافع والمصالح فقال: { فَالِقُ الْإِصْبَاحِ } أي: كما أنه فالق الحب والنوى، كذلك هو فالق ظلمة الليل الداجي، الشامل لما على وجه الأرض، بضياء الصبح الذي يفلقه شيئا فشيئا، حتى تذهب ظلمة الليل كلها، ويخلفها الضياء والنور العام، الذي يتصرف به الخلق في مصالحهم، ومعايشهم، ومنافع دينهم ودنياهم. ولما كان الخلق محتاجين إلى السكون والاستقرار والراحة، التي لا تتم بوجود النهار والنور { جَعَلَ } الله { اللَّيْلَ سَكَنًا } يسكن فيه الآدميون إلى دورهم ومنامهم، والأنعام إلى مأواها، والطيور إلى أوكارها، فتأخذ نصيبها من الراحة، ثم يزيل الله ذلك بالضياء، وهكذا أبدا إلى يوم القيامة { و } جعل تعالى { الشمس وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا } بهما تعرف الأزمنة والأوقات، فتنضبط بذلك أوقات العبادات، وآجال المعاملات، ويعرف بها مدة ما مضى من الأوقات التي لولا وجود الشمس والقمر، وتناوبهما واختلافهما - لما عرف ذلك عامة الناس، واشتركوا في علمه، بل كان لا يعرفه إلا أفراد من الناس، بعد الاجتهاد، وبذلك يفوت من المصالح الضرورية ما يفوت. { ذَلِكَ } التقدير المذكور { تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } الذي من عزته انقادت له هذه المخلوقات العظيمة، فجرت مذللة مسخرة بأمره، بحيث لا تتعدى ما حده الله لها، ولا تتقدم عنه ولا تتأخر { الْعَلِيمُ } الذي أحاط علمه، بالظواهر والبواطن، والأوائل والأواخر. ومن الأدلة العقلية على إحاطة علمه، تسخير هذه المخلوقات العظيمة، على تقدير، ونظام بديع، تحيُّرُ العقول في حسنه وكماله، وموافقته للمصالح والحكم.
(فالق) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (الإصباح) مضاف إليه مجرور
(الواو) عاطفة
(جعل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الليل) مفعول به أول منصوبـ (سكنا) مفعول به ثان منصوب ،
(الواو) عاطفة في الموضعين
(الشمس، القمر) اسمان معطوفان على الليل منصوبان مثله و (حسبانا) معطوف على
(سكنا) منصوب ،
(ذلك) مثل ذلكم ،
(تقدير) خبر المبتدأ ذلك مرفوع
(العزيز) مضاف إليه مجرور
(العليم) بدل من العزيز مجرور مثله.
جملة «
(هو) فالق الإصباح» لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «جعل الليل سكنا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة «ذلك تقدير ... » لا محلّ لها استئنافية «4» .(97)
(الواو) عاطفة
(هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ
(الذي) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر
(جعل) مثل الأولـ (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف مفعول به ثان ،
(النجوم) مفعول به منصوبـ (اللام) للتعليلـ (تهتدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعلـ (الباء) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ متعلق بـ (تهتدوا) ،
(في ظلمات) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل تهتدوا أي: سائرين أو كائنين في ظلمات البر
(البر) مضاف إليه مجرور
(الواو) عاطفة
(البحر) معطوف على البر مجرور.
والمصدر المؤولـ (أن تهتدوا) في محلّ جر باللام متعلق بـ (جعل) .
(قد) حرف تحقيق
(فصّلنا) فعل ماض مبني على السكون ... و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعلـ (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة
(لقوم) جار ومجرور متعلق بـ (فصلنا) ،
(يعلمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل.
جملة «هو الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة
(هو) فالق ...وجملة «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة «تهتدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن)المضمر.
وجملة «قد فصلنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئنافيّة-.
وجملة «يعلمون» في محلّ جر نعت لقوم.
(98)
(الواو) عاطفة
(هو الذي أنشأ) مثل هو الذي جعل و (كم) ضمير مفعول به
(من نفس) جار ومجرور متعلق بفعل أنشأ
(واحدة) نعت لنفس مجرور
(الفاء) عاطفة
(مستقر) مبتدأ مرفوع خبره محذوف متقدم عليه أي لكم مستقر
(الواو) عاطفة
(مستودع) معطوف على مستقر مرفوع
(قد فصّلنا ... يفقهون) مثل نظيرتها قد فصّلنا ... يعلمون.
وجملة «هو الذي....» لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي جعل ...وجملة «أنشأكم» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة
(لكم) مستقر) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة، والعائد محذوف تقديره بإذنه أو مشيئته.
وجملة «فصّلنا لكم» لا محلّ لها اعتراضيّة أو استئنافية.
وجملة «يفقهون» في محلّ جر نعت لقوم.
(99)
(الواو) عاطفة
(هو الذي أنزل) مثل هو الذي جعلـ (من السماء) جار ومجرور متعلق بـ (أنزل) أي من السّحابـ (ماء) مفعول به منصوبـ (الفاء) عاطفة
(أخرجنا) مثل فصّلنا
(به) مثل بها متعلق بـ (أخرجنا) والباء سببية
(نبات) مفعول به منصوبـ (كلّ) مضاف إليه مجرور
(شيء) مضاف إليه مجرور
(الفاء) عاطفة
(أخرجنا) مثل فصّلنا
(منه) مثل بها متعلق بـ (أخرجنا) ،
(خضرا) مفعول به منصوب وهو نعت حلّ محلّ المنعوت
(نخرج) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم
(منه) مثل بها متعلق بـ (نخرج)
(حبّا) مفعول به منصوبـ (متراكبا) نعت لـ (حبّا)منصوبـ (الواو) عاطفة
(من النخل) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم
(من طلع) جار ومجرور بدل من الأول و (ها) ضمير مضاف إليه
(قنوان) مبتدأ مؤخر مرفوع
(دانية) نعت لقنوان مرفوع
(الواو) عاطفة
(جنّات) معطوف على نبات منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة
(من أعناب) جار ومجرور متعلق بنعت لجنات
(الواو) عاطفة في الموضعين
(الزيتون، الرمان) اسمان معطوفان بحرفي العطف على نبات منصوبان مثله
(مشتبها) حال من الزيتون والرمان أي ورقهما
(الواو) عاطفة
(غير) معطوف على
(مشتبها) منصوبـ (متشابه) مضاف إليه مجرور
(انظروا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعلـ (إلى ثمر) جار ومجرور متعلق بـ (انظروا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(إذا) ظرف للمستقبل مجرد من الشرط في محلّ نصب متعلق بـ (انظروا) ،
(أثمر) فعل ماض، والفاعل هو أي الثمر
(الواو) عاطفة
(ينع) معطوف على ثمر مجرور و (الهاء) مضاف إليه
(إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ-
(في) حرف جر
(ذلكم) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر مقدم و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) حرف لجمع الذكور
(اللام) لام الابتداء تفيد التوكيد
(آيات) اسم إن مؤخر منصوب وعلامة النصب الكسرة
(لقوم) جار ومجرور متعلق بنعت لآيات
(يؤمنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.
وجملة «هو الذي أنزل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي جعل ...وجملة «أنزل....» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة «أخرجنا به» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة «أخرجنا منه» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.وجملة «نخرج منه» في محلّ نصب نعت لـ (خضرا) .
وجملة «من النخل ... قنوان» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة والعائد محذوف تقديره بإرادتنا، أو بإرادته.
وجملة «انظروا....» لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «أثمر» في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة «إنّ في ذلكم لآيات» لا محلّ لها تعليلية- استئناف بياني-.
وجملة «يؤمنون» في محلّ جر نعت لقوم.
2