قُلْ إِنِّى نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۚ قُل لَّآ أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ ۙ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَآ أَنَا۠ مِنَ الْمُهْتَدِينَ
قُلۡ اِنِّىۡ نُهِيۡتُ اَنۡ اَعۡبُدَ الَّذِيۡنَ تَدۡعُوۡنَ مِنۡ دُوۡنِ اللّٰهِؕ قُلْ لَّاۤ اَ تَّبِعُ اَهۡوَآءَكُمۡۙ قَدۡ ضَلَلۡتُ اِذًا وَّمَاۤ اَنَا مِنَ الۡمُهۡتَدِيۡنَ
تفسير ميسر:
قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين; إن الله عز وجل نهاني أن أعبد الأوثان التي تعبدونها من دونه، وقل لهم; لا أتبع أهواءكم قد ضللت عن الصراط المستقيم إن اتبعت أهواءَكم، وما أنا من المهتدين.
لا يوجد تفسير لهذه الأية
قوله تعالى ; قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين قوله تعالى ; قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قيل ; تدعون بمعنى تعبدون . وقيل ; تدعونهم في مهمات أموركم على جهة العبادة ; أراد بذلك الأصنام . قل لا أتبع أهواءكم فيما طلبتموه من عبادة هذه الأشياء ، ومن طرد من أردتم طرده . قد ضللت إذا أي ; قد ضللت إن اتبعت أهواءكم . وما أنا من المهتدين أي ; على طريق رشد وهدى .وقرئ " ضللت " بفتح اللام وكسرها وهما لغتان . قال أبو عمرو بن العلاء ; ضللت بكسر اللام لغة تميم ، وهي قراءة يحيى بن وثاب ، وطلحة بن مصرف ، والأولى هي الأصح والأفصح ; لأنها لغة أهل الحجاز ، وهي قراءة الجمهور . وقال الجوهري ; والضلال والضلالة ضد الرشاد ، وقد ضللت أضل ، قال الله تعالى ; قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي فهذه لغة نجد ، وهي الفصيحة ، وأهل العالية يقولون ; ضللت بالكسر أضل .
القول في تأويل قوله ; قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; قل، يا محمد، لهؤلاء المشركين بربّهم من قومِك, العادلين به الأوثان والأنداد, الذين يدعونك إلى موافقتهم على دينهم وعبادة الأوثان; إنّ الله نهاني أن أعبد الذين تدعون من دونه, فلن أتبعكم على ما تدعونني إليه من ذلك، ولا أوافقكم عليه, ولا أعطيكم محبّتكم وهواكم فيه. وإن فعلت ذلك، فقد تركت محجَّة الحق، وسلكت على غير الهدى, فصرت ضالا مثلكم على غير استقامة. (17)* * *وللعرب في" ضللت " لغتان; فتح " اللام " وكسرها, واللغة الفصيحة المشهورة هي فتحها, وبها قرأ عامة قرأة الأمصار, وبها نقرأ لشهرتها في العرب. وأما الكسر فليس بالغالب في كلامها، والقراأة بها قليلون. فمن قال " ضَلَلتُ" قال; " أَضِلُّ", ومن قال " ضَلِلتُ" قال في المستقبل " أَضَلُّ". وكذلك القراءة عندنا في سائر القرآن; وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا بفتح اللام [سورة السجدة; 10].----------------الهوامش ;(17) انظر تفسير"الضلال" فيما سلف من فهارس اللغة (ضلل).
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { قُلْ } لهؤلاء المشركين الذين يدعون مع الله آلهة أخرى: { إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ } من الأنداد والأوثان، التي لا تملك نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، فإن هذا باطل، وليس لكم فيه حجة بل ولا شبهة، ولا اتباع الهوى الذي اتباعه أعظم الضلال، ولهذا قال { قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا } أي: إن اتبعت أهواءكم { وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ } بوجه من الوجوه. وأما ما أنا عليه، من توحيد الله وإخلاص العمل له، فإنه هو الحق الذي تقوم عليه البراهين والأدلة القاطعة.
(قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(إنّ) حرف مشبه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ
(نهيت) فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون ... و (التاء) ضمير نائب فاعلـ (أن) حرف مصدري ونصبـ (أعبد) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا
(الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به
(تدعون) مضارع مرفوع ... والواو فاعلـ (من دون) جار ومجرور متعلق بمحذوفمفعول به ثان بتضمين فعل تدعون معنى تجعلون ،
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(قل) مثل الأولـ (لا) نافية
(أتّبع) مضارع مرفوع، والفاعل أنا
(أهواء) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه
(قد) حرف تحقيق
(ضللت) فعل ماض وفاعله
(إذاً) حرف جواب لا محلّ له
(الواو) عاطفة
(ما) نافية عاملة عمل ليس
(أنا) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع اسم ما
(من المهتدين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ما، وعلامة الجر الياء.
جملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «إني نهيت» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «نهيت» في محلّ رفع خبر إن.
وجملة «أعبد....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن) .
وجملة «تدعون....» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة «قل ...
(الثانية) » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «لا أتبع....» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «قد ضللت ... » لا محلّ لها استئناف بياني أو تعليلية.
وجملة «ما أنا من المهتدين» لا محلّ لها معطوفة على جملة قد ضللت.
والمصدر المؤولـ (أن أعبد....» في محلّ جر بحرف جر محذوف متعلق بـ (نهيت) ، والتقدير نهيت عن أن أعبد ...(قل إني) مثل الأولى
(على بينة) جار ومجرور متعلق بخبر إن
(من رب) جار ومجرور متعلق بنعت لبينة على حذف مضاف أي من عند ربي، و (الياء) ضمير مضاف إليه
(الواو) حالية
(كذّبتم) مثل ضللت
(الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (كذبتم) ،
(ما) نافية مهملة
(عند) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم، وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه
(ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ مؤخر
(تستعجلون) مثل تدعون
(به) مثل الأول متعلق بـ (تستعجلون) ،
(إن) نافية
(الحكم) مبتدأ مرفوع
(إلا) أداة حصر
(لله) جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ
(يقصّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الحق) مفعول به منصوب،
(الواو) عاطفة
(هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ
(حير) مرفوع
(الفاصلين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء.
وجملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «إني على بينة» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «كذّبتم ... » في محلّ نصب حال بتقدير قد.
وجملة «ما عندي ما تستعجلون» لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «تستعجلون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة «إن الحكم إلا لله» لا محلّ لها في حكم التعليل.
وجملة «يقص ... » في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة.
وجملة «هو خير ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يقص.
(قل) مثل الأولـ (لو) حرف شرط غير جازم
(أن) حرف مشبه بالفعلـ (عندي ما تستعجلون به) مثل الأولى والظرف خبر أن وما اسمه(اللام) واقعة في جواب لو (قضي) فعل ماض مبني للمجهولـ (الأمر) نائب فاعل مرفوع
(بين) ظرف مكان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء، متعلق بـ (قضي) ، و (الياء) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(بينكم) مثل بيني ومتعلق بما تعلق به
(الواو) استئنافية
(الله أعلم بالظالمين) مرّ إعراب نظيرها.
وجملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «لو (ثبت) وجود....» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «تستعجلون....» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة «قضي الأمر» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة «الله أعلم....» لا محلّ لها استئنافية.
والمصدر المؤوّلـ (أن عندي ما تستعجلون به) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: لو ثبت وجود ما تستعجلون به لقضي الأمر.