الرسم العثمانيقُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتٰىكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظّٰلِمُونَ
الـرسـم الإمـلائـيقُلۡ اَرَءَيۡتَكُمۡ اِنۡ اَتٰٮكُمۡ عَذَابُ اللّٰهِ بَغۡتَةً اَوۡ جَهۡرَةً هَلۡ يُهۡلَكُ اِلَّا الۡقَوۡمُ الظّٰلِمُوۡنَ
تفسير ميسر:
قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين; أخبروني إن نزل بكم عقاب الله فجأة وأنتم لا تشعرون به، أو ظاهرًا عِيانًا وأنتم تنظرون إليه; هل يُهلك إلا القوم الظالمون الذين تجاوزوا الحد، بصرفهم العبادة لغير الله تعالى وبتكذيبهم رسله؟
وقوله تعالى "قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة" أي وأنتم لا تشعرون به حتى بغتكم وفجأكم "أو جهرة" أي ظاهرا عيانا "هل يهلك إلا القوم الظالمون" أي إنما كان يحيط بالظالمين أنفسهم بالشرك بالله وينجو الذين كانوا يعبدون الله وحده لا شريك له فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون كقوله "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" الآية.
قوله تعالى ; قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة قال الحسن ; بغتة ليلا أو جهرة نهارا . وقيل ; بغتة فجأة . وقال الكسائي ; يقال بغتهم الأمر يبغتهم بغتا وبغتة إذا أتاهم فجأة . وقد تقدم ( هل يهلك إلا القوم الظالمون ) نظيره فهل يهلك إلا القوم الفاسقون أي ; هل يهلك إلا أنتم لشرككم ، والظلم هنا بمعنى الشرك ، كما قال لقمان لابنه ; يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم
القول في تأويل قوله ; قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; قل، يا محمد، لهؤلاء العادلين بربهم الأوثانَ، المكذبين بأنك لي رسول إليهم; أخبروني (11) =" إن أتاكم عذاب الله "، وعقابه على ما تشركون به من الأوثان والأنداد, وتكذيبكم إيايَ بعد الذي قد عاينتم من البرهان على حقيقة قولي =" بغتة "، يقول; فجأة على غرة لا تشعرون (12) =" أو جهرة " ، يقول; أو أتاكم عذاب الله وأنتم تعاينونه وتنظرون إليه =" هل يهلك إلا القوم الظالمون " ، يقول; هل يهلك الله منا ومنكم إلا من كان يعبد غير من يستحق علينا العبادة، وترك عبادة من يستحق علينا العبادة ؟وقد بينا معنى " الجهرة " في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته، وأنها من " الإجهار ", وهو إظهار الشيء للعين، (13) كما;-13249 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد; " جهرة "، قال; وهم ينظرون .13250- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد; " قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة "، فجأة آمنين =" أو جهرة "، وهم ينظرون .-------------------------الهوامش ;(11) انظر تفسير"أرأيتكم" فيما سلف قريبًا ص; 351 353.(12) انظر تفسير"بغتة" فيما سلف; 325 ، 360.(13) انظر تفسير"الجهرة" فيما سلف 2; 80/9 ; 358.
{ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ } أي: أخبروني { إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً } أي: مفاجأة أو قد تقدم أمامه مقدمات، تعلمون بها وقوعه. { هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ } الذين صاروا سببا لوقوع العذاب بهم، بظلمهم وعنادهم. فاحذروا أن تقيموا على الظلم، فإنه الهلاك الأبدي، والشقاء السرمدي.
(قل أرأيتكم ... الله) مرّ إعرابها ،
(بغتة) مثل السابق ،
(أو) حرف عطف
(جهرة) معطوف على بغتة منصوب مثله
(هل) حرف استفهام
(يهلك) مضارع مبني للمجهول مرفوع
(إلا) أداة حصر
(القوم) نائب فاعل مرفوع
(الظالمون) نعت للقوم مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «أرأيتكم....» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «أتاكم عذاب الله....» لا محلّ لها اعتراضية، وجواب الشرط محذوف تقديره فأخبروني.
وجملة «يهلك....» في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أرأيتكم.
- القرآن الكريم - الأنعام٦ :٤٧
Al-An'am6:47