وَهُوَ اللَّهُ فِى السَّمٰوٰتِ وَفِى الْأَرْضِ ۖ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ
وَهُوَ اللّٰهُ فِى السَّمٰوٰتِ وَفِى الۡاَرۡضِؕ يَعۡلَمُ سِرَّكُمۡ وَ جَهۡرَكُمۡ وَيَعۡلَمُ مَا تَكۡسِبُوۡنَ
تفسير ميسر:
والله سبحانه هو الإله المعبود في السموات والأرض. ومن دلائل ألوهيته أنه يعلم جميع ما تخفونه -أيها الناس- وما تعلنونه، ويعلم جميع أعمالكم من خير أو شر؛ ولهذا فإنه -جلَّ وعلا- وحده هو الإله المستحق للعبادة.
وقوله تعالى "وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم" اختلف مفسرو هذه الآية على أقوال بعد اتفاقهم على إنكار قول الجهمية الأول القائلين تعالى عن قولهم علوا كبيرا بأنه في كل مكان حيث حملوا الآية على ذلك فالأصح من الأقوال أنه المدعو الله في السموات وفى الأرض أي يعبده ويوحده ويقر له بالإلهية من في السموات ومن في الأرض ويسمونه الله ويدعونه رغبا ورهبا إلا من كفر من الجن والإنس وهذه الآية على هذا القول كقوله تعالى "وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله" أي هو إله من في السماء وإله من في الأرض وعلى هذا فيكون قوله "يعلم سركم وجهركم" خبرا أو حالا. "والقول الثاني" أن المراد أنه الله الذي يعلم ما في السموات وما في الأرض من سر وجهر فيكون قوله يعلم متعلقا بقوله "في السموات وفي الأرض" تقديره وهو الله يعلم سركم وجهركم في السموات وفي الأرض ويعلم ما تكسبون والقول الثالث أن قوله "وهو الله في السموات" وقف تام ثم استأنف الخبر فقال "وفي الأرض يعلم سركم وجهركم" وهذا اختيار ابن جرير وقوله "ويعلم ما تكسبون" أي جميع أعمالكم خيرها وشرها.