الرسم العثمانيخَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ
الـرسـم الإمـلائـيخَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ
تفسير ميسر:
إذا قامت القيامة، ليس لقيامها أحد يكذِّب به، هي خافضة لأعداء الله في النار، رافعة لأوليائه في الجنة.
أي تخفض أقواما إلى أسفل سافلين إلى الجحيم وإن كانوا في الدنيا أعزاء وترفع آخرين إلى أعلى عليين إلى النعيم المقيم وإن كانوا في الدنيا وضعاء هكذا قال الحسن وقتادة وغيرهما. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو زيد بن عبد الرحمن بن مصعب المعني حدثنا حميد بن عبدالرحمن الرواسي عن أبيه عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس "خافضة رافعة" تخفض أقواما وترفع آخرين. وقال عبيد الله العتكي عن عثمان بن سراقة ابن خالة عمر بن الخطاب "خافضة رافعة" قال الساعة خفضت أعداء الله إلى النار ورفعت أولياء الله إلى الجنة وقال محمد بن كعب تخفض رجالا كانوا في الدنيا مرتفعين وترفع رجالا كانوا في الدنيا مخفوضين وقال السدي خفضت المتكبرين ورفعت المتواضعين وقال العوفي عن ابن عباس "خافضة رافعة" أسمعت القريب والبعيد وقال عكرمة خفضت فأسمعت الأدنى ورفعت فأسمعت الأقصى. وكذا قال الضحاك وقتادة.
قوله تعالى ; خافضة رافعة قال عكرمة ومقاتل والسدي ; خفضت الصوت فأسمعت من دنا ورفعت من نأى ، يعني أسمعت القريب والبعيد . وقال السدي ; خفضت المتكبرين ورفعت المستضعفين . وقال قتادة ; خفضت أقواما في عذاب الله ، ورفعت أقواما إلى طاعة الله . وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ; خفضت أعداء الله في النار ، ورفعت أولياء الله في الجنة . وقال محمد بن كعب ; خفضت أقواما كانوا في الدنيا مرفوعين ، ورفعت أقواما كانوا في [ ص; 178 ] الدنيا مخفوضين . وقال ابن عطاء ; خفضت أقواما بالعدل ، ورفعت آخرين بالفضل . والخفض والرفع يستعملان عند العرب في المكان والمكانة ، والعز والمهانة . ونسب سبحانه الخفض والرفع للقيامة توسعا ومجازا على عادة العرب في إضافتها الفعل إلى المحل والزمان وغيرهما مما لم يكن منه الفعل ، يقولون ; ليل نائم ونهار صائم . وفي التنزيل ; بل مكر الليل والنهار والخافض والرافع على الحقيقة إنما هو الله وحده ، فرفع أولياءه في أعلى الدرجات ، وخفض أعداءه في أسفل الدركات . وقرأ الحسن وعيسى الثقفي " خافضة رافعة " بالنصب . الباقون بالرفع على إضمار مبتدإ ، ومن نصب فعلى الحال . وهو عند الفراء على إضمار فعل ، والمعنى ; إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة وقعت خافضة رافعة . والقيامة لا شك في وقوعها ، وأنها ترفع أقواما وتضع آخرين على ما بيناه .
وقوله; ( خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ) يقول تعالى ذكره; الواقعة حينئذ خافضة، أقواما كانوا في الدنيا، أعزّاء إلى نار الله.وقوله; ( رَافِعَةٌ ) يقول; رفعت أقواما كانوا في الدنيا وُضعَاء إلى رحمة الله وجنته. وقيل; خفضت فأسمعت الأدنى، ورفعت فأسمعت الأقصى.* ذكر من قال في ذلك ما قلنا;حدثنا ابن حُميد، قال; ثنا يحيى بن واضح، قال; ثنا عبيد الله، يعني العَتَكِيّ، عن عثمان بن عبد الله بن سُراقة ( خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ) قال; الساعة خفضت أعداء الله إلى النار، ورفعت أولياء الله إلى الجنة.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله; ( خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ) يقول; تخللت كلّ سهل وجبل، حتى أسمعت القريب والبعيد، ثم رفعت أقواما في كرامة الله، وخفضت أقواما في عذاب الله.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ) وقال; أسمعت القريب والبعيد، خافضة أقواما إلى عذاب الله، ورافعة أقواما إلى كرامة الله.حدثنا ابن حُميد، قال; ثنا يحيى بن واضح، قال; ثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، قوله; ( خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ) قال; خفضت وأسمعت الأدنى، ورفعت فأسمعت الأقصى؛ قال; فكان القريب والبعيد من الله سواء.حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس; ( خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ) قال; سمَّعت القريب والبعيد.حُدثت عن الحسين، قال; سمعت أبا معاذ يقول; ثنا عبيد، قال; سمعت الضحاك يقول في قوله; ( خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ) خفضت فأسمعت الأدنى ورفعت فأسمعت الأقصى، فكان فيها القريب والبعيد سواء.
{ خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ } أي: خافضة لأناس في أسفل سافلين، رافعة لأناس في أعلى عليين، أو خفضت بصوتها فأسمعت القريب، ورفعت فأسمعت البعيد.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الواقعة٥٦ :٣
Al-Waqi'ah56:3