وَلَقَد تَّرَكْنٰهَآ ءَايَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
وَلَقَدْ تَّرَكۡنٰهَاۤ اٰيَةً فَهَلۡ مِنۡ مُّدَّكِرٍ
تفسير ميسر:
ولقد أبقينا قصة نوح مع قومه عبرة ودليلا على قدرتنا لمن بعد نوح؛ ليعتبروا ويتعظوا بما حلَّ بهذه الأمة التي كفرت بربها، فهل من متعظ يتعظ؟ فكيف كان عذابي ونذري لمن كفر بي وكذب رسلي، ولم يتعظ بما جاءت به؟ إنه كان عظيمًا مؤلمًا.
قال قتادة أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أول هذه الأمة والظاهر أن المراد من ذلك جنس السفن كقوله تعالى "وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون" وقال تعالى "إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية" ولهذا قال ههنا "فهل من مدكر" أي فهل من يتذكر ويتعظ. قال الإمام أحمد حدثنا حجاج حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود عن ابن مسعود قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم "فهل من مدكر" وهكذا رواه البخاري حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبدالله قال قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم "فهل من مدكر" وقال النبي صلى الله عليه وسلم "فهل من مدكر" وروى البخاري أيضا من حديث شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبدالله قال; كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ "فهل من مدكر" وقال حدثنا أبو نعيم حدثنا زهير عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود فهل من مذكر أو مدكر قال سمعت عبدالله يقرأ "فهل من مدكر" وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها "فهل من مدكر"- دالا - وقد أخرج مسلم هذا الحديث وأهل السنن إلا ابن ماجة من حديث أبي إسحاق.