الرسم العثمانيفَمَا اسْتَطٰعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ
الـرسـم الإمـلائـيفَمَا اسۡتَطَاعُوۡا مِنۡ قِيَامٍ وَّمَا كَانُوۡا مُنۡتَصِرِيۡنَۙ
تفسير ميسر:
فما أمكنهم الهرب ولا النهوض مما هم فيه من العذاب، وما كانوا منتصرين لأنفسهم.
أي من هرب ولا نهوض "وما كانوا منتصرين" أي ولا يقدرون على أن ينتصروا مما هم فيه.
فما استطاعوا من قيام قيل ; معناه من نهوض . وقيل ; ما أطاقوا أن يستقلوا بعذاب الله وأن يتحملوه ويقوموا به ويدفعوه عن أنفسهم ; تقول ; لا أقوم لهذا الأمر أي لا أطيقه . وقال ابن عباس ; أي ذهبت أجسامهم وبقيت أرواحهم في العذاب .وما كانوا منتصرين أي ممتنعين من العذاب حين أهلكوا ، أي ما كان لهم ناصر .
القول في تأويل قوله تعالى ; فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ (45)يقول تعالى ذكره; فما استطاعوا من دفاع لما نـزل بهم من عذاب الله, ولا قدروا على نهوض به.كما حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد, قال; ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ ) يقول; ما استطاع القوم نهوضا لعقوبة الله تبارك وتعالى.حدثنا ابن عبد الأعلى, قال; ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ ) قال; من نهوض.وكان بعض أهل العربية يقول; معنى قوله ( فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ ) ; فما قاموا بها, قال; لو كانت فما استطاعوا من إقامة, لكان صوابا, وطرح الألف منها كقوله أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا .وقوله ( وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ ) يقول; وما كانوا قادرين على أن يستقيدوا ممن أحل بهم العقوبة التي حلت بهم.وكان قتادة يقول في تأويل ذلك; ما حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد, قال; ثنا سعيد, عن قتادة ( وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ ) قال; ما كانت عندهم من قوة يمتنعون بها من الله عزّ وجلّ.
{ فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ } ينجون به من العذاب، { وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ } لأنفسهم.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الذاريات٥١ :٤٥
Az-Zariyat51:45