وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغٰلِبُونَ
وَمَنۡ يَّتَوَلَّ اللّٰهَ وَ رَسُوۡلَهٗ وَالَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا فَاِنَّ حِزۡبَ اللّٰهِ هُمُ الۡغٰلِبُوۡنَ
تفسير ميسر:
ومن وثق بالله وتولَّى الله ورسوله والمؤمنين، فهو من حزب الله، وحزب الله هم الغالبون المنتصرون.
يقول تعالى " ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون " فكل من رضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين فهو مفلح في الدنيا والآخرة ومنصور في الدنيا والآخرة.
قوله تعالى ; ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبونقوله تعالى ; ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا أي ; من فوض أمره إلى الله ، وامتثل أمر رسوله ، ووالى المسلمين ، فهو من حزب الله ، وقيل ; أي ; ومن يتول القيام بطاعة الله ونصرة رسوله والمؤمنين . فإن حزب الله هم الغالبون قال الحسن ; حزب الله جند الله ، وقال غيره ; أنصار الله قال الشاعر ;وكيف أضوى وبلال حزبيأي ; ناصري ، والمؤمنون حزب الله ; فلا جرم غلبوا اليهود بالسبي والقتل والإجلاء وضرب الجزية ، والحزب الصنف من الناس ، وأصله من النائبة من قولهم ; حزبه كذا أي ; نابه ; فكأن المحتزبين مجتمعون كاجتماع أهل النائبة عليها . وحزب الرجل أصحابه ، والحزب [ ص; 163 ] الورد ; ومنه الحديث فمن فاته حزبه من الليل ، وقد حزبت القرآن ، والحزب الطائفة ، وتحزبوا اجتمعوا ، والأحزاب ; الطوائف التي تجتمع على محاربة الأنبياء ، وحزبه أمر أي ; أصابه .
القول في تأويل قوله ; وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)قال أبو جعفر; وهذا إعلامٌ من الله تعالى ذكره عبادَه جميعًا= الذين تبرأوا من حلف اليهود وخلعوهم رضًى بولاية الله ورسوله والمؤمنين، (78) والذين تمسكوا بحلفهم وخافوا دوائر السوء تدور عليهم، فسارعوا إلى موالاتهم= أنّ مَن وثق بالله وتولى الله ورسوله والمؤمنين، (79) ومن كان على مثل حاله من أولياء الله من المؤمنين، لهم الغلبة والدوائر والدولة على من عاداهم وحادّهم، لأنهم حزب الله، وحزبُ الله هم الغالبون، دون حزب الشيطان، كما;-12215 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال; أخبرهم= يعني الرب تعالى ذكره= مَنِ الغالب، فقال; لا تخافوا الدولة ولا الدائرة، فقال; " ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون "، و " الحزب "، هم الأنصار.* * *ويعني بقوله; " فإن حزب الله "، فإن أنصار الله، (80) ومنه قول الراجز; (81)وَكَيْفَ أَضْوَى وَبِلالٌ حِزْبِي! (82)يعني بقوله; " أضوى "، أستضْعَفُ وأضام= من الشيء " الضاوي". (83) ويعني بقوله; " وبلال حزبي"، يعني; ناصري.-------------------الهوامش ;(78) في المطبوعة; "الذين تبرأوا من اليهود وحلفهم رضى بولاية الله..." ، غير ما في المخطوطة إذ لم يحسن قراءته ، والذي أثبت هو صواب القراءة.(79) في المطبوعة; "بأن من وثق بالله..." ، وفي المخطوطة مكان ذلك كله; "ووثقوا بالله". والذي أثبت هو صواب المعنى.(80) انظر تفسير"الحزب" فيما سلف 1; 244. وهذا التفسير الذي هنا لا تجده في كتب اللغة.(81) هو رؤبة بن العجاج.(82) ديوانه; 16 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1; 169 ، من أرجوزة يمدح بها بلال ابن أبي بردة ، ذكر في أولها نفسه ، ثم قال يذكر من يعترضه ويعبي له الهجاء والذم;ذَاكِ، وإن عَبَّـــى لِــيَ المُعَبِّــيوَطِحْــطَحَ الجِــدُّ لِحَــاءَ القَشْـبِأَلَقَيــتُ أَقْــوَالَ الرِّجَــالِ الكُـذْبِفَكَــيْفَ أَضْــوَى وَبِـلالٌ حِــزْبِي!ورواية الديوان; "ولست أضوي". وفي المخطوطة; "وكيف أضرى" ، وهو تصحيف"طحطح الشيء" ; فرقه وبدده وعصف به فأهلكه. و"اللحاء"; المخاصمة. و"القشب" ، (بفتح فسكون); الكلام المفترى; ولو قرئت"القشب" (بكسر فسكون) ، فهو الرجل الذي لا خير فيه.(83) "الضاوي"; الضعيف من الهزال وغيره."ضوى يضوي ضوى"; ضعف ورق. وكان في المخطوطة; "أضرى" و"الضاري" ، وهو خطأ وتصحيف.
{ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ْ} أي: فإنه من الحزب المضافين إلى الله إضافة عبودية وولاية، وحزبه هم الغالبون الذين لهم العاقبة في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: { وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ْ} وهذه بشارة عظيمة، لمن قام بأمر الله وصار من حزبه وجنده، أن له الغلبة، وإن أديل عليه في بعض الأحيان لحكمة يريدها الله تعالى، فآخر أمره الغلبة والانتصار، ومن أصدق من الله قيلا.
(الواو) عاطفة
(من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ
(يتولّ) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوبـ (الواو) عاطفة في الموضعين
(رسول، الذين) اسمان معطوفان على لفظ الجلالة بحرفي العطف تبعاه في حالة النصب و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(آمنوا) مثل المتقدّم في الآية السابقة
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(إنّ) حرف مشبّه بالفعلـ (حزب) اسم إنّ منصوبـ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(هم) ضمير فصل ،
(الغالبون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة «من يتولّ ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في السابقة.
وجملة «يتولّ الله ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة «آمنوا» : لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .وجملة «إنّ حزب الله ... » : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء .