الرسم العثمانيوَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُوا مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلٰى يَوْمِ الْقِيٰمَةِ وَهُمْ عَن دُعَآئِهِمْ غٰفِلُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَمَنۡ اَضَلُّ مِمَّنۡ يَّدۡعُوۡا مِنۡ دُوۡنِ اللّٰهِ مَنۡ لَّا يَسۡتَجِيۡبُ لَهٗۤ اِلٰى يَوۡمِ الۡقِيٰمَةِ وَهُمۡ عَنۡ دُعَآٮِٕهِمۡ غٰفِلُوۡنَ
تفسير ميسر:
لا أحد أضلُّ وأجهل ممن يدعو من دون الله آلهة لا تستجيب دعاءه أبدًا؛ لأنها من الأموات أو الأحجار والأشجار ونحوها، وهي غافلة عن دعاء مَن يعبدها، عاجزة عن نفعه أو ضره.
وقوله تبارك وتعالى "ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون" أي لا أضل ممن يدعو من دون الله أصناما ويطلب منها ما لا تستطيعه إلى يوم القيامة وهي غافلة عما يقول لا تسمع ولا تبصر ولا تبطش لأنها جماد حجارة صم.
قوله تعالى ; ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون .قوله تعالى ; ومن أضل أي لا أحد أضل وأجهل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهي الأوثان . وهم عن دعائهم غافلون يعني لا يسمعون ولا [ ص; 172 ] يفهمون ، فأخرجها وهي جماد مخرج ذكور بني آدم ، إذ قد مثلتها عبدتها بالملوك والأمراء التي تخدم .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5)يقول تعالى ذكره; وأيّ عبد أضلّ من عبد يدعو من دون الله آلهة لا تستجيب له إلى يوم القيامة; يقول; لا تُجيب دعاءه أبدا, لأنها حجر أو خشب أو نحو ذلك.وقوله; ( وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ) يقول تعالى ذكره; وآلهتهم التي يدعونهم عن دعائهم إياهم في غفلة, لأنها لا تسمع ولا تنطق, ولا تعقل. وإنما عنى بوصفها بالغفلة, تمثيلها بالإنسان الساهي عما يقال له, إذ كانت لا تفهم مما يقال لها شيئًا, كما لا يفهم الغافل عن الشيء ما غفل عنه. وإنما هذا توبيخ من الله لهؤلاء المشركين لسوء رأيهم, وقُبح اختيارهم في عبادتهم, من لا يعقل شيئًا ولا يفهم, وتركهم عبادة من جميع ما بهم من نعمته, ومن به استغاثتهم عندما ينـزل بهم من الحوائج والمصائب.وقيل; من لا يستجيب له, فأخرج ذكر الآلهة وهي جماد مخرج ذكر بني آدم, ومن له الاختيار والتمييز, إذ كانت قد مثلتها عبدتها بالملوك والأمراء التي تخدم في خدمتهم إياها, فأجرى الكلام في ذلك على نحو ما كان جاريًا فيه عندهم.
{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } أي: مدة مقامه في الدنيا لا ينتفع به بمثقال ذرة { وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ } لا يسمعون منهم دعاء ولا يجيبون لهم نداء هذا حالهم في الدنيا، ويوم القيامة يكفرون بشركهم.
(الواو) استئنافيّة
(من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره
(أضلّ)
(ممّن) متعلّق بـ (أضلّ)
(من دون) متعلّق بحال من الموصول: من لا يستجيبـ (لا) نافية
(له) متعلّق بـ (يستجيب) ،
(إلى يوم) متعلّق بـ (يستجيب)
(الواو) عاطفة- أو حالية-
(عن دعائهم) متعلّق بـ (غافلون) ..
جملة: «من أضلّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يدعو ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .وجملة: «لا يستجيب ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الثاني.
وجملة: «هم ... غافلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يستجيب .
6-
(الواو) عاطفة
(لهم) متعلّق بحال من(أعداء) خبر كانوا
(بعبادتهم) متعلّق بخبر كانوا الثاني
(كافرين) .
وجملة: «حشر الناس» في محلّ جرّ مضاف إليه..
وجملة: «كانوا ...
(الأولى) » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «كانوا ...
(الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا
(الأولى) .
- القرآن الكريم - الأحقاف٤٦ :٥
Al-Ahqaf46:5