وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ
وَلَقَدۡ فَتَنَّا قَبۡلَهُمۡ قَوۡمَ فِرۡعَوۡنَ وَ جَآءَهُمۡ رَسُوۡلٌ كَرِيۡمٌۙ
تفسير ميسر:
ولقد اختبرنا وابتلينا قبل هؤلاء المشركين قوم فرعون، وجاءهم رسول كريم، وهو موسى عليه السلام، فكذبوه فهلكوا، فهكذا نفعل بأعدائك أيها الرسول، إن لم يؤمنوا.
يقول تعالى ولقد اختبرنا قبل هؤلاء المشركين قوم فرعون وهم قبط مصر "وجاءهم رسول كريم" يعني موسى كليمه عليه الصلاة والسلام.
قوله تعالى ; ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم .أي ابتليناهم . ومعنى هذه الفتنة ، والابتلاء الأمر بالطاعة . والمعنى عاملناهم معاملة [ ص; 125 ] المختبر ببعثة موسى إليهم فكذبوا فأهلكوا ، فهكذا أفعل بأعدائك يا محمد إن لم يؤمنوا . وقيل ; فتناهم عذبناهم بالغرق . وفي الكلام تقديم وتأخير ، والتقدير ; ولقد جاء آل فرعون رسول كريم وفتناهم ، أي ; أغرقناهم ; لأن الفتنة كانت بعد مجيء الرسول . والواو لا ترتب . ومعنى كريم أي ; كريم في قومه . وقيل ; كريم الأخلاق بالتجاوز والصفح . وقال الفراء ; كريم على ربه إذ اختصه بالنبوة وإسماع الكلام .
وقوله ( وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ ) يعني تعالى ذكره; ولقد اختبرنا وابتلينا يا محمد قبل مشركي قومك مثال هؤلاء قوم فرعون من القبط ( وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ) يقول; وجاءهم رسول من عندنا أرسلناه إليهم, وهو موسى بن عمران صلوات الله عليه.كما حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد, قال; ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ) يعني موسى.حدثنا ابن عبد الأعلى, قال; ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( رَسُولٌ كَرِيمٌ ) قال; موسى عليه السلام, ووصفه جل ثناؤه بالكرم, لأنه كان كريما عليه, رفيعا عنده مكانه, وقد يجوز أن يكون وصفه بذلك, لأنه كان في قومه شريفا وسيطا.
لما ذكر تعالى تكذيب من كذب الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم ذكر أن لهم سلفا من المكذبين، فذكر قصتهم مع موسى وما أحل الله بهم ليرتدع هؤلاء المكذبون عن ما هم عليه فقال: { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ } أي: ابتليناهم واختبرناهم بإرسال رسولنا موسى بن عمران إليهم الرسول الكريم الذي فيه من الكرم ومكارم الأخلاق ما ليس في غيره.
(الواو) استئنافيّة
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(قد) حرف تحقيق
(قبلهم) ظرف منصوب متعلّق بـ (فتنا) ، الواو (عاطفة) - أو حالية-.
جملة: «قد فتنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة لا محلّ لها.
وجملة: «جاءهم رسول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم 18-
(أن) تفسيريّة لتقدّم ما فيه معنى القول عليها ،
(إليّ) متعلّقبـ (أدّوا) ،
(عباد) منادى منصوب حذف منه أداة النداء ومفعولـ (أدّوا) محذوف
(لكم) متعلّق بحال من رسول.
وجملة: «أدّوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «النداء وجوابه المقدّر» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «إنّي لكم رسول ... » لا محلّ لها تعليل للأمر المتقدّم- أو استئناف بيانيّ.
19-
(الواو) عاطفة
(أن) مثل الأولى بكلّ حالاتها
(لا) ناهية
(على الله) متعلّق بـ (تعلوا) ،
(آتيكم) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء ،
(بسلطان) متعلّق بـ (آتيكم) .
وجملة: «لا تعلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة: «إنّي آتيكم ... » لا محلّ لها تعليل للنهي المتقدّم- أو استئناف بيانيّ.
20-
(الواو) استئنافيّة
(بربّي) متعلّق بـ (عذت) ،
(أن) حرف مصدريّ ونصب، والنون في(ترجمون) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية..
والمصدر المؤوّلـ (أن ترجمون) في محلّ حرف جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بـ (عذت) أي من أن ترجموني.
وجملة: «إنّي عذت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عذت ... » خبر إنّ.
وجملة: «ترجمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن)21-
(الواو) عاطفة
(لم) للنفي فقط
(تؤمنوا) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون، و (الواو) فاعلـ (لي) متعلّق بـ (تؤمنوا) بتضمينه معنى تقرّوا
(الفاء) رابطة لجواب الشرط، و (النون) في(اعتزلون) للوقاية وجملة: «إن لم تؤمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي عذت وجملة: «اعتزلون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
22-
(الفاء عاطفة) وجملة: «دعا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فلم يتركوه فدعا ربه والمصدر المؤوّلـ (أنّ هؤلاء قوم..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بـ (دعا) أي: دعا ربّه بأنّ هؤلاء قوم.. و (الباء) للتعدية.