يٰعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَآ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
يٰعِبَادِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡكُمُ الۡيَوۡمَ وَلَاۤ اَنۡتُمۡ تَحۡزَنُوۡنَۚ
تفسير ميسر:
يقال لهؤلاء المتقين; يا عبادي لا خوف عليكم اليوم من عقابي، ولا أنتم تحزنون على ما فاتكم مِن حظوظ الدنيا.
أي بشرهم.
قوله تعالى ; يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون .قال مقاتل ورواه المعتمر بن سليمان عن أبيه ; ينادي مناد في العرصات " يا عبادي لا خوف عليكم اليوم " ، فيرفع أهل العرصة رءوسهم ، فيقول المنادي ; الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين فينكس أهل الأديان رءوسهم غير المسلمين . وذكر المحاسبي في الرعاية ; وقد روي في هذا الحديث أن المنادي ينادي يوم القيامة ; ( يا عبادي لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ) فيرفع الخلائق رءوسهم ، يقولون ; نحن عباد الله . ثم ينادي الثانية ; [ ص; 102 ] الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين فينكس الكفار رءوسهم ويبقى الموحدون رافعي رءوسهم . ثم ينادي الثالثة ; الذين آمنوا وكانوا يتقون فينكس أهل الكبائر رءوسهم ، ويبقى أهل التقوى رافعي رءوسهم ، قد أزال عنهم الخوف والحزن كما وعدهم ; لأنه أكرم الأكرمين ، لا يخذل وليه ولا يسلمه عند الهلكة . وقرئ ( يا عباد ) .
وقوله; ( يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ) وفي هذا الكلام محذوف استغنى بدلالة ما ذكر عليه. ومعنى الكلام; الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين, فإنهم يقال لهم; يا عبادي لا خوف عليكم اليوم من عقابي, فإني قد أمنتكم منه برضاي عنكم, ولا أنتم تحزنون على فراق الدنيا فإن الذي قدمتم عليه خير لكم مما فارقتموه منها.وذُكر أن الناس ينادون هذا النداء يوم القيامة, فيطمع فيها من ليس من أهلها حتى يسمع قوله; الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ فييأس منها عند ذلك.حدثنا ابن عبد الأعلى, قال; ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, قال; ثنا المعتمر, عن أبيه, قال سمعت أن الناس حين يبعثون ليس منهم أحد إلا فزع, فينادي مناد; يا عباد الله لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون, فيرجوها الناس كلهم, قال; فيتبعها الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ قال; فييأس الناس منها غير المسلمين.
ثم ذكر ثواب المتقين، وأن اللّه تعالى يناديهم يوم القيامة بما يسر قلوبهم، ويذهب عنهم كل آفة وشر، فيقول: { يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ } أي: لا خوف يلحقكم فيما تستقبلونه من الأمور، ولا حزن يصيبكم فيما مضى منها، وإذا انتفى المكروه من كل وجه، ثبت المحبوب المطلوب.
(عباد) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف
(لا) نافية مهملة ،
(خوف) مبتدأ مرفوع ،
(عليكم) متعلّق بخبر المبتدأ
(اليوم) ظرف منصوب متعلّق بالخبر المحذوف
(الواو) عاطفة
(لا) زائدة لتأكيد النفي واجبة التكرار
(أنتم تحزنون) مثل خوف عليكم..
جملة: «يا عباد ... » لا محلّ لها استئنافيّة .
وجملة: «لا خوف عليكم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أنتم تحزنون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا خوف عليكم.
69-
(الذين) موصول في محلّ نصب نعت لعبادي
(بآياتنا) متعلّق بـ (آمنوا) ،
(الواو) عاطفة- أو حالية-.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «كانوا مسلمين ... » لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول .