مَّآ أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ وَأَرْسَلْنٰكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ وَكَفٰى بِاللَّهِ شَهِيدًا
مَاۤ اَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّٰهِ وَمَاۤ اَصَابَكَ مِنۡ سَيِّئَةٍ فَمِنۡ نَّـفۡسِكَ ؕ وَاَرۡسَلۡنٰكَ لِلنَّاسِ رَسُوۡلًا ؕ وَكَفٰى بِاللّٰهِ شَهِيۡدًا
تفسير ميسر:
ما أصابك -أيها الإنسان- مِن خير ونعمة فهو من الله تعالى وحده، فضلا وإحسانًا، وما أصابك من جهد وشدة فبسبب عملك السيئ، وما اقترفته يداك من الخطايا والسيئات. وبعثناك -أيها الرسول- لعموم الناس رسولا تبلغهم رسالة ربك، وكفى بالله شهيدًا على صدق رسالتك.
ثم قال تعالى مخاطبا لرسوله صلى الله عليه وسلم والمراد جنس الإنسان ليحصل الجواب "ما أصابك من حسنة فمن الله" أي من فضل الله ومنته ولطفه ورحمته "وما أصابك من سيئة فمن نفسك" أي فمن قبلك ومن عملك أنت كما قال تعالى"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" قال السدي والحسن البصري ي وابن جريج وابن زيد "فمن نفسك" أي بذنبك وقال قتادة في الآية "فمن نفسك" عقوبة لك يا ابن آدم بذنبك. قال; وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا يصيب رجلا خدش عود ولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق إلا بذنب وما يعفو الله أكثر" وهذا الذي أرسله قتادة قد روي متصلا في الصحيح "والذي نفسي بيده لا يصيب المؤمن هم ولا حزن ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله عنه بها من خطاياه" وقال أبو صالح "وما أصابك من سيئة فمن نفسك"أي بذنبك وأنا الذي قدرتها عليك رواه ابن جرير وقال ابن أبي حاتم; حدثنا أحمد بن عمار حدثنا سهل بن بكار حدثنا الأسود بن شيبان حدثني عقبة بن واصل ابن أخي مطرف عن مطرف بن عبدالله قال; ما تريدون من القدر أما تكفيكم الآية التي في سورة النساء "وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولون هذه من عندك" أي من نفسك والله ما وكلوا إلى القدر وقد أمروا وإليه يصيرون وهذا كلام متين قوي في الرد على القدرية والجبرية أيضا ولبسطه موضع آخر وقوله تعالى "وأرسلناك للناس رسولا" أي تبلغهم شرائع الله وما يحبه الله ويرضاه وما يكرهه ويأباه"وكفى بالله شهيدا" أي على أنه أرسلك وهو شهيد أيضا بينك وبينهم وعالم بما تبلغهم إياه وبما يردون عليك من الحق كفرا وعنادا.
قوله تعالى ; ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيداقوله تعالى ; ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك أي ما أصابك يا محمد من خصب ورخاء وصحة وسلامة فبفضل الله عليك وإحسانه إليك ، وما أصابك من جدب وشدة فبذنب أتيته عوقبت عليه . والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته . أي ما أصابكم يا معشر الناس من خصب واتساع رزق فمن تفضل الله عليكم ، وما أصابكم من جدب وضيق رزق فمن أنفسكم ؛ أي من أجل ذنوبكم وقع ذلك بكم . قاله الحسن والسدي وغيرهما ؛ كما قال تعالى ; يا أيها النبي إذا طلقتم النساء . وقد قيل ; الخطاب للإنسان والمراد به الجنس ؛ كما قال تعالى ; والعصر إن الإنسان لفي خسر أي إن الناس لفي [ ص; 246 ] خسر ، ألا تراه استثنى منهم فقال إلا الذين آمنوا ولا يستثنى إلا من جملة أو جماعة . وعلى هذا التأويل يكون قوله ما أصابك استئنافا . وقيل ; في الكلام حذف تقديره يقولون ؛ وعليه يكون الكلام متصلا ؛ والمعنى فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا حتى يقولوا ما أصابك من حسنة فمن الله . وقيل ; إن ألف الاستفهام مضمرة ؛ والمعنى أفمن نفسك ؟ ومثله قوله تعالى ; وتلك نعمة تمنها علي والمعنى أوتلك نعمة ؟ وكذا قوله تعالى ; فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي أي أهذا ربي ؟ قال أبو خراش الهذلي ;رموني وقالوا يا خويلد لم ترع فقلت وأنكرت الوجوه هم همأراد " أهم " فأضمر ألف الاستفهام وهو كثير وسيأتي . قال الأخفش " ما " بمعنى الذي . وقيل ; هو شرط . قال النحاس ; والصواب قول الأخفش ؛ لأنه نزل في شيء بعينه من الجدب ، وليس هذا من المعاصي في شيء ولو كان منها لكان وما أصبت من سيئة . وروى عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس وأبي وابن مسعود " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأنا كتبتها عليك " فهذه قراءة على التفسير ، وقد أثبتها بعض أهل الزيغ من القرآن ، والحديث بذلك عن ابن مسعود وأبي منقطع ؛ لأن مجاهدا لم ير عبد الله ولا أبيا . وعلى قول من قال ; الحسنة الفتح والغنيمة يوم بدر ، والسيئة ما أصابهم يوم أحد ؛ أنهم عوقبوا عند خلاف الرماة الذين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحموا ظهره ولا يبرحوا من مكانهم ، فرأوا الهزيمة على قريش والمسلمون يغنمون أموالهم فتركوا مصافهم ، فنظر خالد بن الوليد - وكان مع الكفار يومئذ - ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انكشف من الرماة فأخذ سرية من الخيل ودار حتى صار خلف المسلمين وحمل عليهم ، ولم يكن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرماة إلا صاحب الراية ، حفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف حتى استشهد مكانه ؛ على ما تقدم في " آل عمران " بيانه . فأنزل الله تعالى نظير هذه الآية وهو قوله تعالى ; أولما أصابتكم مصيبة يعني يوم أحد قد أصبتم مثليها يعني يوم بدر قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم . ولا يجوز أن تكون الحسنة هاهنا الطاعة والسيئة المعصية كما قالت القدرية ؛ إذ لو كان كذلك لكان ما أصبت كما قدمنا ، إذ هو بمعنى الفعل عندهم والكسب عندنا ، وإنما تكون الحسنة الطاعة والسيئة المعصية في نحو قوله ; من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها [ ص; 247 ] وأما في هذه الآية فهي كما تقدم شرحنا له من الخصب والجدب والرخاء والشدة على نحو ما جاء في آية " الأعراف " وهي قوله تعالى ; ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون . وبالسنين بالجدب سنة بعد سنة ؛ حبس المطر عنهم فنقصت ثمارهم وغلت أسعارهم . فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه أي يتشاءمون بهم ويقولون هذا من أجل اتباعنا لك وطاعتنا إياك ؛ فرد الله عليهم بقوله ; ألا إنما طائرهم عند الله يعني أن طائر البركة وطائر الشؤم من الخير والشر والنفع والضر من الله تعالى لا صنع فيه لمخلوق ؛ فكذلك قوله تعالى فيما أخبر عنهم أنهم يضيفونه للنبي صلى الله عليه وسلم حيث قال ; وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله كما قال ; ألا إنما طائرهم عند الله وكما قال تعالى ; وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله أي بقضاء الله وقدره وعلمه ، وآيات الكتاب يشهد بعضها لبعض . قال علماؤنا ; ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يشك في أن كل شيء بقضاء الله وقدره وإرادته ومشيئته ؛ كما قال تعالى ; ونبلوكم بالشر والخير فتنة وقال تعالى ; وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال .مسألة ; وقد تجاذب بعض جهال أهل السنة هذه الآية واحتج بها ؛ كما تجاذبها القدرية واحتجوا بها ، ووجه احتجاجهم بها أن القدرية يقولون ; إن الحسنة ها هنا الطاعة ، والسيئة المعصية ؛ قالوا ; وقد نسب المعصية في قوله تعالى ; وما أصابك من سيئة فمن نفسك إلى الإنسان دون الله تعالى ؛ فهذا وجه تعلقهم بها . ووجه تعلق الآخرين منها قوله تعالى ; قل كل من عند الله قالوا ; فقد أضاف الحسنة والسيئة إلى نفسه دون خلقه . وهذه الآية إنما يتعلق بها الجهال من الفريقين جميعا ؛ لأنهم بنوا ذلك على أن السيئة هي المعصية ، وليست كذلك لما بيناه . والله أعلم . والقدرية إن قالوا ما أصابك من حسنة أي من طاعة فمن الله فليس هذا اعتقادهم ؛ لأن اعتقادهم الذي بنوا عليه مذهبهم أن الحسنة فعل المحسن والسيئة فعل المسيء . وأيضا فلو كان لهم فيها حجة لكان يقول ; ما أصبت من حسنة وما أصبت من سيئة ؛ لأنه الفاعل للحسنة والسيئة جميعا ، فلا يضاف إليه إلا بفعله لهما لا بفعل [ ص; 248 ] غيره . نص على هذه المقالة الإمام أبو الحسن شبيب بن إبراهيم بن محمد بن حيدرة في كتابه المسمى بحز الغلاصم في إفحام المخاصم .قوله تعالى ; وأرسلناك للناس رسولا مصدر مؤكد ، ويجوز أن يكون المعنى ذا رسالة وكفى بالله شهيدا نصب على البيان والباء زائدة ، أي كفى الله شهيدا على صدق رسالة نبيه وأنه صادق .
القول في تأويل قوله ; مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَقال أبو جعفر; يعني جل ثناؤه بقوله; " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك "، ما يصيبك، يا محمد، من رخاء ونعمة وعافية وسلامة، فمن فضل الله عليك، يتفضل به عليك إحسانًا منه إليك = وأما قوله; " وما أصابك من سيئة فمن نفسك "، يعني; وما أصابك من شدة ومشقة وأذى ومكروه =" فمن نفسك "، يعني; بذنب استوجبتها به، اكتسبته نفسك، (39) كما;-9968 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي; " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك "، أما " من نفسك "، فيقول; من ذنبك.9969 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة; " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك "، عقوبة، يا ابن آدم بذنبك. قال; وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول; لا يصيب رجلا خَدْش عود، ولا عَثرة قدم، ولا اختلاج عِرْق إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر.9970 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله قال، حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله; " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك "، يقول; " الحسنة "، ما فتح الله عليه يوم بدر، وما أصابه من الغنيمة والفتح = و " السيئة "، ما أصابه يوم أُحُد، أنْ شُجَّ في وجهه وكسرت رَبَاعيته.9971 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة; " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك "، يقول; بذنبك = ثم قال; كل من عند الله، النعم والمصيبات.9972 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن سعد، وابن أبي جعفر قالا حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية قوله; " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك "، قال; هذه في الحسنات والسيئات. (40)9973 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية مثله.9974 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج; " وما أصابك من سيئة فمن نفسك "، قال; عقوبةً بذنبك.9975 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك "، بذنبك، كما قال لأهل أُحد; أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [سورة آل عمران; 165]، بذنوبكم.9976 - حدثني يونس قال، حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قوله; " وما أصابك من سيئة فمن نفسك "، قال; بذنبك، وأنا قدّرتها عليك.9977 - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا يحيى، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قوله; " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك "، وأنا الذي قدّرتها عليك.9978 - حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال، حدثنا محمد بن بشر قال، حدثنيه إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح بمثله.* * *قال أبو جعفر; فإن قال قائل; وما وجه دخول " مِن " في قوله; " ما أصابك من حسنة " و " من سيئة "؟* * *قيل; اختلف في ذلك أهل العربية.فقال بعض نحويي البصرة; أدخلت " من " لأن " من " تحسن مع النفي، مثل; " ما جاءني من أحد ". (41) قال; ودخول الخبر بالفاء، لأن " ما " بمنـزلة " مَن ". (42)* * *وقال بعض نحويي الكوفة; أدخلت " مِن " مع " ما "، كما تدخل على " إن " في الجزاء، لأنهما حرفا جزاء. وكذلك، تدخل مع " مَن "، إذا كانت جزاء، فتقول العرب; " مَن يزرك مِن أحد فتكرمه "، كما تقول; " إن يَزُرك من أحد فتكرمه ". قال; وأدخلوها مع " ما " و " مَنْ"، ليعلم بدخولها معهما أنهما جزاء. قالوا; وإذا دخلت معهما لم تحذف، لأنها إذا حذفت صار الفعل رافعًا شيئين، وذلك أن " ما " في قوله; " ما أصابك من سيئة " رفع بقوله; " أصابك "، (43) فلو حذفت " مِن "، رفع قوله; " أصابك "" السيئةَ"، لأن معناه; إن تصبك سيئة = فلم يجز حذف " مِن " لذلك، لأن الفعل الذي هو على " فعل " أو " يفعل "، لا يرفع شيئين. (44) وجاز ذلك مع " مَن "، لأنها تشتبه بالصفات، (45) وهي في موضع اسم. فأما " إن " فإن " مِن " تدخل معها وتخرج، ولا تخرج مع " أيٍّ"، لأنها تعرب فيبين فيها الإعراب، ودخلت مع " ما "، لأن الإعراب لا يظهر فيها.* * *القول في تأويل قوله ; وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79)قال أبو جعفر; يعني بقوله جل ثناؤه; " وأرسلناك للناس رسولا "، إنما جعلناك، يا محمد، رسولا بيننا وبين الخلق، تبلّغهم ما أرسلناك به من رسالة، وليس عليك غير البلاغ وأداء الرسالة إلى من أرسلت، فإن قبلوا ما أرسلت به فلأنفسهم، وإن ردُّوا فعليها =" وكفى بالله " عليك وعليهم =" شهيدًا "، يقول; حسبك الله تعالى ذكره، شاهدًا عليك في بلاغك ما أمرتك ببلاغه من رسالته ووحيه، (46) وعلى من أرسلت إليه في قبولهم منك ما أرسلت به إليهم، فإنه لا يخفى عليه أمرك وأمرهم، وهو مجازيك ببلاغك ما وعدَك، ومجازيهم ما عملوا من خير وشر، جزاء المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.* * *---------------الهوامش ;(39) انظر تفسير"الحسنة" فيما سلف; 555 ، تعليق; 2 ، والمراجع هناك.وانظر تفسير"السيئة" فيما سلف; 555 ، تعليق; 4 ، والمراجع هناك.(40) انظر التعليق على الأثرين السالفين; 9961 ، 9962.(41) انظر ما سلف 2; 126 ، 127 ، 442 ، 470 / 5; 586 / 6; 551.(42) في المطبوعة والمخطوطة; "ودخول الخبر بالفاء لازما بمنزلة من" ، وهو كلام لا معنى له البتة ، صواب قراءته ما أثبت ، ويعني بدخول الفاء في الخبر قوله; "فمن الله" و"فمن نفسك".(43) في المطبوعة والمخطوطة; "ما أصابك من حسنة" ، والسياق يقتضي ذكر الأخرى كما أثبتها.(44) "فعل" أو "يفعل" ، يعني الماضي والمضارع.(45) "الصفات" ، حروف الجر ، كما سلف مرارًا ، فراجعه في فهارس المصطلحات.(46) انظر تفسير"الشهيد" فيما سلف من فهارس اللغة.
{ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ } أي: في الدين والدنيا { فَمِنَ اللَّهِ } هو الذي مَنَّ بها ويسرها بتيسير أسبابها. { وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ } في الدين والدنيا { فَمِنْ نَفْسِكَ } أي: بذنوبك وكسبك، وما يعفو الله عنه أكثر. فالله تعالى قد فتح لعباده أبواب إحسانه وأمرهم بالدخول لبره وفضله، وأخبرهم أن المعاصي مانعة من فضله، فإذا فعلها العبد فلا يلومن إلا نفسه فإنه المانع لنفسه عن وصول فضل الله وبره. ثم أخبر عن عموم رسالة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فقال: { وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا } على أنك رسول الله حقا بما أيدك بنصره والمعجزات الباهرة والبراهين الساطعة، فهي أكبر شهادة على الإطلاق، كما قال تعالى: { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } فإذا علم أن الله تعالى كامل العلم، تام القدرة عظيم الحكمة، وقد أيد الله رسوله بما أيده، ونصره نصرا عظيما، تيقن بذلك أنه رسول الله، وإلا فلو تقول عليه بعض الأقاويل لأخذ منه باليمين، ثم لقطع منه الوتين.
(ما) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ
(أصاب) فعل ماض مبني في محل جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (الكاف) ضمير مفعول به
(من حسنة) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل أصابـ (الفاء) رابطة لجواب الشرط
(من الله) جار ومجرور خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (الواو) عاطفة
(ما أصابك ... من نفسك) مثل نظيرتها المتقدمة.
(الواو) استئنافية
(أرسلنا) فعل ماض مبني على السكون ... و (نا) ضمير فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به
(للناس) جار ومجرور متعلق بـ (أرسلنا) ،
(رسولا) حال منصوبة مؤكدة لضمير النصبـ (الواو) استئنافية
(كفى بالله شهيدا) مرّ إعرابها .
جملة «ما أصابك ... » لا محل لها استئنافيّة.
وجملة «أصابك من حسنة» في محل رفع خبر المبتدأ
(ما) .
وجملة «
(هو) من الله» في محل جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء.
وجملة «ما أصابك»
(الثانية) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة «أصابك من سيئة» في محل رفع خبر المبتدأ
(ما) الثاني .وجملة «
(هو) من نفسك» في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة «أرسلناك ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة «كفى بالله ... » لا محل لها استئنافية.