أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓا إِلَى الطّٰغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوٓا أَن يَكْفُرُوا بِهِۦ وَيُرِيدُ الشَّيْطٰنُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلٰلًۢا بَعِيدًا
اَلَمۡ تَرَ اِلَى الَّذِيۡنَ يَزۡعُمُوۡنَ اَنَّهُمۡ اٰمَنُوۡا بِمَاۤ اُنۡزِلَ اِلَيۡكَ وَمَاۤ اُنۡزِلَ مِنۡ قَبۡلِكَ يُرِيۡدُوۡنَ اَنۡ يَّتَحَاكَمُوۡۤا اِلَى الطَّاغُوۡتِ وَقَدۡ اُمِرُوۡۤا اَنۡ يَّكۡفُرُوۡا بِهٖ ؕ وَيُرِيۡدُ الشَّيۡـطٰنُ اَنۡ يُّضِلَّهُمۡ ضَلٰلًاۢ بَعِيۡدًا
تفسير ميسر:
ألم تعلم -أيها الرسول- أمر أولئك المنافقين الذين يدَّعون الإيمان بما أُنزل إليك -وهو القرآن- وبما أُنزل إلى الرسل من قبلك، وهم يريدون أن يتحاكموا في فَصْل الخصومات بينهم إلى غير ما شرع الله من الباطل، وقد أُمروا أن يكفروا بالباطل؟ ويريد الشيطان أن يبعدهم عن طريق الحق، بعدًا شديدًا. وفي هذه الآية دليل على أن الإيمان الصادق، يقتضي الانقياد لشرع الله، والحكم به في كل أمر من الأمور، فمن زعم أنه مؤمن واختار حكم الطاغوت على حكم الله، فهو كاذب في زعمه.
هذا إنكار من الله عز وجل على من يدعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله وعلى الأنبياء الأقدمين وهو مع ذلك يريد أن يتحاكم في فصل الخصومات إلى غير كتاب الله وسنة رسوله كما ذكر في سبب نزول هذه الآية أنها في رجل من الأنصار ورجل من اليهود تخاصما فجعل اليهودي يقول بيني وبينك محمد وذاك يقول بيني وبينك كعب بن الأشرف. وقيل في جماعة من المنافقين ممن أظهروا الإسلام أرادوا أن يتحاكموا إلى حكام الجاهلية. وقيل غير ذلك والآية أعم من ذلك كله فإنها ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكموا إلى ما سواهما من الباطل وهو المراد بالطاغوت هنا ولهذا قال "يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت" إلى آخرها.
ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيداروى يزيد بن زريع عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال ; كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة ، فدعا اليهودي المنافق إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه علم أنه لا يقبل الرشوة . ودعا المنافق اليهودي إلى حكامهم ؛ لأنه علم أنهم يأخذون الرشوة في أحكامهم ؛ فلما اجتمعا على أن يحكما كاهنا في جهينة ؛ فأنزل الله تعالى في ذلك ; ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك يعني المنافق . وما أنزل من قبلك يعني اليهودي . يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت إلى قوله ; ويسلموا تسليما وقال الضحاك ; دعا اليهودي المنافق إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف وهو الطاغوت ورواه أبو صالح عن ابن عباس قال ; كان بين رجل من المنافقين يقال له بشر وبين يهودي خصومة ؛ فقال اليهودي ; انطلق بنا إلى محمد ، وقال المنافق ; بل إلى كعب بن الأشرف وهو الذي سماه الله الطاغوت أي ذو الطغيان فأبى اليهودي أن يخاصمه إلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلما رأى ذلك المنافق أتى معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى لليهودي . فلما خرجا قال المنافق ; لا أرضى ، انطلق بنا إلى أبي بكر ؛ فحكم لليهودي فلم يرض ذكره الزجاج وقال ; انطلق بنا إلى عمر فأقبلا على عمر فقال اليهودي ; إنا صرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إلى [ ص; 228 ] أبي بكر فلم يرض ؛ فقال عمر للمنافق ; أكذلك هو ؟ قال ; نعم . قال ; رويدكما حتى أخرج إليكما . فدخل وأخذ السيف ثم ضرب به المنافق حتى برد ، وقال ; هكذا أقضي على من لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله ؛ وهرب اليهودي ، ونزلت الآية ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; أنت الفاروق . ونزل جبريل وقال ; إن عمر فرق بين الحق والباطل ؛ فسمي الفاروق . وفي ذلك نزلت الآيات كلها إلى قوله ; ويسلموا تسليما وانتصب ; ضلالا على المعنى ، أي فيضلون ضلالا ؛ ومثله قوله تعالى ; والله أنبتكم من الأرض نباتا . وقد تقدم هذا المعنى مستوفى .
القول في تأويل قوله ; أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْـزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْـزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا (60)قال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; " ألم تر "، يا محمد، بقلبك، فتعلم = إلى الذين يزعمون أنهم صدقوا بما أنـزل إليك من الكتاب، وإلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل من قبلك من الكتب، يريدون أن يتحاكموا في خصومتهم إلى الطاغوت = يعني إلى; من يعظمونه، ويصدرون عن قوله، ويرضون بحكمه من دون حكم الله، (1) =" وقد أمروا أن يكفروا به "، يقول; وقد أمرهم الله أن يكذبوا بما جاءهم به الطاغوتُ الذي يتحاكون إليه، فتركوا أمرَ الله واتبعوا أمر الشيطان =" ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدًا "، يعني; أن الشيطان يريد أن يصدَّ هؤلاء المتحاكمين إلى الطاغوت عن سبيل الحق والهدى، فيضلهم عنها ضلالا بعيدًا = يعني; فيجور بهم عنها جورًا شديدًا (2) .* * *وقد ذكر أن هذه الآية نـزلت في رجل من المنافقين دعا رجلا من اليهود في خصومة كانت بينهما إلى بعض الكهَّان، ليحكم بينهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهُرهم.*ذكر من قال ذلك;9891 - حدثني محمد بن المثنى قال، حدثنا عبد الوهاب قال، حدثنا داود، عن عامر في هذه الآية; " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت "، قال; كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة، فكان المنافق يدعو إلى اليهود، لأنه يعلم أنهم يقبلون الرشوة، وكان اليهودي يدعو إلى المسلمين، لأنه يعلم أنهم لا يقبلون الرشوة. فاصطلحا أن يتحاكما إلى كاهن من جُهَيْنة، فأنـزل الله فيه هذه الآية; " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك " حتى بلغ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا .9892 - حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا عبد الأعلى قال، حدثنا داود، عن عامر في هذه الآية; " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك "، فذكر نحوه = وزاد فيه; فأنـزل الله; " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك "، يعني المنافقين =" وما أنـزل من قبلك "، يعني اليهود =" يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت "، يقول; إلى الكاهن =" وقد أمروا أن يكفروا به "، أمر هذا في كتابه، وأمر هذا في كتابه، أن يكفر بالكاهن.9893 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية، عن داود، عن الشعبي قال; كانت بين رجل ممن يزعم أنه مسلم، وبين رجل من اليهود، خصومة، فقال اليهودي; أحاكمك إلى أهل دينك = أو قال; إلى النبي = لأنه قد علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأخذ الرشوة في الحكم، فاختلفا، فاتفقا على أن يأتيا كاهنًا في جهينة، قال; فنـزلت; " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك "، يعنى; الذي من الأنصار =" وما أنـزل من قبلك "، يعني; اليهوديّ (3) " يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت "، إلى الكاهن =" وقد أمروا أن يكفروا به "، يعني; أمر هذا في كتابه، وأمر هذا في كتابه. وتلا " ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدًا "، وقرأ; فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ إلى وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا .9894 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه قال; زعم حضرميٌّ أن رجلا من اليهود كان قد أسلم، فكانت بينه وبين رجل من اليهود مدارأة في حق، (4) فقال اليهودي له; انطلق إلى نبي الله. فعرف أنه سيقضي عليه. قال; فأبى، فانطلقا إلى رجل من الكهان فتحاكما إليه. قال الله; " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل &; 8-510 &; من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ".9895 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله; " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك "، الآية، حتى بلغ " ضلالا بعيدًا "، ذُكر لنا أن هذه الآية نـزلت في رجلين; رجل من الأنصار يقال له " بشر "، وفي رجل من اليهود، في مدارأة كانت بينهما في حق، فتدارءا بينهما، فتنافرا إلى كاهن بالمدينة يحكم بينهما، وتركا نبي الله صلى الله عليه وسلم. فعاب الله عز وجل ذلك = وذُكر لنا أن اليهودي كان يدعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهما، وقد علم أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم لن يجور عليه. فجعل الأنصاري يأبى عليه وهو يزعم أنه مسلم، ويدعوه إلى الكاهن، فأنـزل الله تبارك وتعالى ما تسمعون، فعابَ ذلك على الذي يزعم أنه مسلم، وعلى اليهودي الذي هو من أهل الكتاب، فقال; " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك " إلى قوله; صُدُودًا .9896 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي; " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت "، قال; كان ناس من اليهود قد أسلموا ونافق بعضهم. وكانت قُرَيظة والنَّضير في الجاهلية، إذا قُتِل الرجل من بني النضير قتلته بنو قريظة، قتلوا به منهم. فإذا قُتِل الرجل من بني قريظة قتلته النضير، أعطوْا ديتَه ستين وَسْقًا من تمر. (5) فلما أسلم ناس من بني قريظة والنضير، قتل رجلٌ من بني النضير رجلا من بني قريظة، فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النضيري; يا رسول الله، إنا كنا نعطيهم في الجاهلية الدية، فنحن نعطيهم اليوم ذلك. فقالت قريظة; لا ولكنا إخوانكم في النسب والدين، ودماؤنا مثل دمائكم، ولكنكم كنتم تغلبوننا في الجاهلية، فقد جاء الله بالإسلام! فأنـزل الله يُعَيِّرهم بما فعلوا فقال; وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ [سورة المائدة; 45]، فعيَّرهم، ثم ذكر قول النضيري; " كنا نعطيهم في الجاهلية ستين وسقًا، ونقتل منهم ولا يقتلونا "، فقال أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ [سورة المائدة; 50]. وأخذ النضيري فقتله بصاحبه، فتفاخرت النضير وقريظة، فقالت النضير; نحن أكرم منكم! وقالت قريظة; نحن أكرم منكم! ودخلوا المدينة إلى أبي بُرْدة، (6) الكاهن الأسلمي، فقال المنافق من قريظة والنضير; انطلقوا إلى أبي بردَة ينفِّر بيننا! (7) وقال المسلمون من قريظة والنضير; لا بل النبي صلى الله عليه وسلم يُنفِّر بيننا، فتعالوا إليه! فأبى المنافقون، وانطلقوا إلى أبي بردة فسألوه، (8) فقال; أعظِموا اللُّقمة = يقول; أعظِموا الخَطَر (9) = فقالوا; لك عشرة أوساق. قال; لا بل مئة وسْق، ديتي، (10) فإني أخاف أن أنفِّر النضير فتقتلني قريظة، أو أنفِّر قريظة فتقتلني النضير! فأبوا أن يعطوه فوق عشرة أوساق، وأبى أن يحكم بينهم، فأنـزل الله عز وجل; " يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت " = وهو أبو بردة (11) =" وقد أمروا أن يكفروا به " إلى قوله; وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا .* * *وقال آخرون; " الطاغوت "، في هذا الموضع، هو كعب بن الأشرف.*ذكر من قال ذلك;9897 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله; " يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به "، و " الطاغوت " رجل من اليهود كان يقال له; كعب بن الأشرف، وكانوا إذا ما دعوا إلى ما أنـزل الله وإلى الرسول ليحكم بينهم قالوا، بل نحاكمكم إلى كعب! فذلك قوله; " يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت "، الآية.9798 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله; " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك "، قال; تنازع رجلٌ من المنافقين ورجلٌ من اليهود، فقال المنافق; اذهب بنا إلى كعب بن الأشرف. وقال اليهودي; اذهب بنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال الله تبارك وتعالى; " ألم تر إلى الذين يزعمون " الآية، والتي تليها فيهم أيضًا. (12)9899 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك "، فذكر مثله = إلا أنه قال; وقال اليهودي; اذهب بنا إلى محمد.9900 - حدثنا المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس في قوله; " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك " إلى قوله; " ضلالا بعيدًا "، قال; كان رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بينهما خصومة، أحدهم مؤمن والآخر منافق، فدعاه المؤمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف، فأنـزل الله; وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا .9901 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله; " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت "، قال; تنازع رجل من المؤمنين ورجل من اليهود، فقال اليهودي; اذهب بنا إلى كعب بن الأشرف. وقال المؤمن; اذهب بنا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم. فقال الله; " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك " إلى قوله; " صُدُودًا " = قال ابن جريج; " يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك "، قال; القرآن =" وما أنـزل من قبلك "، قال; التوراة. قال; &; 8-513 &; يكون بين المسلم والمنافق الحق، فيدعوه المسلم إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ليحاكمه إليه، فيأبى المنافق ويدعوه إلى الطاغوت = قال ابن جريج; قال مجاهد; " الطاغوت "، كعب بن الأشرف.9902 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول; أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله; " يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت "، هو كعب بن الأشرف.* * *وقد بينا معنى; " الطاغوت " في غير هذا الموضع، فكرهنا إعادته. (13)------------------الهوامش ;(1) انظر تفسير"الطاغوت" فيما سلف 5; 416 - 419 / 8; 461 - 465.(2) انظر تفسير"الضلال" فيما سلف; 8 ; 428 ، تعليق; 4 ، والمراجع هناك.(3) في المخطوطة; "اليهود".(4) المدرأة; المدافعة والخصومة.(5) "الوسق" مكيلة معلومة في زمانهم ، كانت تبلغ حمل بعير.(6) في المطبوعة; "أبو برزة الأسلمي" وهو خطأ محض ، والصواب ما كان في المخطوطة ، فإن أبا برزة الأسلمي - نضلة بن عبيد - فهو صحابي جليل ، و"برزة" بفتح الباء بعدها راء ساكنة بعدها زاي. وأما "أبو بردة" فهو بالباء المضمومة بعدها راء ساكنة بعدها دال.وذكر الثعلبي في تفسيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا أبا بردة الأسلمي إلى الإسلام ، فأبى ، ثم كلمه ابناه في ذلك ، فأجاب إليه وأسلم. وقال الحافظ ابن حجر; "وعند الطبراني بسند جيد عن ابن عباس قال; كان أبو بردة الأسلمي كاهنًا يقضي بين اليهود ، فذكر القصة في نزول قوله تعالى; ألم تر إلى الذين يزعمون..." الإصابة في ترجمته. وذكر الهيثمي خبر ابن عباس في مجمع الزوائد 7; 6 ، وفيه أيضًا"أبو برزة الأسلمي" ، وهو خطأ ، وقال; "رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح". وكذلك رواه ابن كثير في تفسيره 2; 500 وفيه أيضًا"أبو برزة" وهو خطأ.(7) في المطبوعة هنا أيضًا"أبو برزة" ، وانظر التعليق السالف. ويقال; "نفر الحاكم أحد المتخاصمين على صاحبه تنفيرًا"; أي قضى عليه بالغلبة. وهو من"المنافرة" وذلك أن يتفاخر الرجلان كل واحد منهما على صاحبه ، ثم يحكما بينهما رجلا ، يغلب أحدهما على الآخر.(8) في المطبوعة هنا مرة ثالثة; "أبو برزة".(9) "الخطر" هو المال الذي يجعل رهنًا بين المتراهنين ، وأراد به الجعل الذي يدفعه كل واحد من المتنافرين إلى الحكم. وسماه"اللقمة" مجازًا ، وهذا كله لم تقيده كتب اللغة ، ولم أجده في أخبار المنافرات. فيستفاد من هذا الخبر. أن الحكم في المنافرة كانوا يجعلون له جعلا يأخذه بعد استماعه للمنافرة ، وبعد الحكم.(10) "أوساق" جمع"وسق" ومضى تفسيره"الوسق" فيما سلف ص; 510 ، تعليق; 1.(11) في المطبوعة هنا مرة رابعة"أبو برزة".(12) في المخطوطة; "الآية التي تليها منهم فيهما أيضًا" ، ولا أدري ما هو ، وما في المطبوعة أقرب إلى الصواب.(13) انظر ما سلف; 507 والتعليق; 1 ، والمراجع هناك.
يعجب تعالى عباده من حالة المنافقين. { الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ } مؤمنون بما جاء به الرسول وبما قبله، ومع هذا { يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ } وهو كل من حكم بغير شرع الله فهو طاغوت. والحال أنهم { قد أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ } فكيف يجتمع هذا والإيمان؟ فإن الإيمان يقتضي الانقياد لشرع الله وتحكيمه في كل أمر من الأمور، فمَنْ زعم أنه مؤمن واختار حكم الطاغوت على حكم الله، فهو كاذب في ذلك. وهذا من إضلال الشيطان إياهم، ولهذا قال: { وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا } عن الحق.
(ألم تر إلى الذين) ،
(يزعمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعلـ (أنّ) حرف مشبه بالفعل للتوكيد و (هم) ضمير متصل في محل نصب اسم أن
(أمنوا) فعل ماض وفاعله
(الباء) حرف جر(ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق بـ (آمنوا) ،
(أنزل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد
(إلى) حرف جر و (الكاف) ضمير في محل جر متعلق بـ (أنزل) ،
(الواو) عاطفة
(ما أنزل) مثل الأول ومعطوف عليه
(من قبل) جار ومجرور متعلق بـ (أنزل) الثاني و (الكاف) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّلـ (أنهم آمنوا) سدّ مسدّ مفعولي يزعمون.
(يريدون) مثل يزعمون
(أن) حرف مصدري ونصبـ (يتحاكموا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون والواو فاعلـ (إلى الطاغوت) جار ومجرور متعلق بـ (يتحاكموا) .
والمصدر المؤوّلـ (أن يتحاكموا) في محل نصب مفعول به عامله يريدون.
(الواو) حاليّة
(قد) حرف تحقيق
(أمروا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم ... والواو نائب فاعلـ (أن يكفروا) مثل أن يتحاكموا
(الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق بـ (يكفروا) .
والمصدر المؤوّلـ (أن يكفروا) في محل نصب مفعول به عامله
(أمروا) .
(الواو) عاطفة
(يريد) مضارع مرفوع
(الشيطان) فاعل مرفوع
(أن) مثل الأولـ (يضلّ) مضارع منصوب و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ضلالا) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوبـ (بعيدا) نعت منصوب.والمصدر المؤوّلـ (أن يضلّهم) في محل نصب مفعول به عامله يريد.
جملة «تر إلى الذين ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة «يزعمون ... » لا محل لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة «آمنوا» في محل رفع خبر أنّ.
وجملة «أنزل إليك» لا محل لها صلة الموصولـ (ما) الأول.
وجملة «أنزل من قبلك» لا محل لها صلة الموصولـ (ما) الثاني.
وجملة «يريدون» في محل نصب حال من فاعل يزعمون.
وجملة «يتحاكموا» لا محل لها صلة الموصول الحرفي(أن) .
وجملة «قد أمروا ... » في محل نصب حال من فاعل يريدون.
وجملة «يكفروا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي(أن) الثاني.
وجملة «يريد الشيطان ... » في محل نصب معطوفة على جملة يريدون.
وجملة «يضلّهم» لا محل لها صلة الموصول الحرفي(أن) الثالث.
(61)
(الواو) عاطفة
(إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلّق بـ (رأيت) ، قيل) فعل ماض مبني للمجهولـ (اللام) حرف جر و (هم ضمير في محل جر متعلق بـ (قيل) ،
(تعالوا) فعل أمر جامد مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة ... والواو فاعلـ (إلى ما) مثل بما متعلّق بـ (تعالوا) ،
(أنزل) فعل ماض
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(الواو) عاطفة
(الرسول) مجرور بإلى متعلق بـ (تعالوا) فهو معطوف على المجرور الأولـ (رأيت) فعل ماض مبني على السكون ... و (التاء) فاعلـ (المنافقين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء
(يصدّون) مضارع
مرفوع ... والواو فاعلـ (عنك) مثل إليك متعلق بـ (يصدّون) ،
(صدودا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة «قيل لهم» في محل جر مضاف إليه.
وجملة «تعالوا» في محل رفع نائب فاعل .
وجملة «أنزل الله» لا محل لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة «رأيت المنافقين» لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة «يصدون» في محل نصب حال من المنافقين.
(62)
(الفاء) عاطفة
(كيف إذا) ،
(أصابت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به
(مصيبة) فاعل مرفوع
(بما) مثل الأول متعلق بـ (أصابتهم) ،
(قدمت) مثل أصابت
(أيدي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة و (هم) ضمير مضاف إليه
(ثم) حرف عطف
(جاؤوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعل، و (الكاف) ضمير مفعول به
(يحلفون) مضارع مرفوع.. والواو فاعلـ (بالله) جارّ ومجرور متعلق بفعلـ (يحلفون)
(إن) حرف نفي(أردنا) فعل ماض وفاعله
(إلّا) أداة حصر
(إحسانا) مفعول به منصوبـ (الواو) عاطفة
(توفيقا) معطوف على
(إحسانا) منصوب مثله، وجملة «كيف
(الأمر) ..» لا محل لها معطوفة على استئناف متقدّم.
وجملة «أصابتهم مصيبة» في محل جرّ مضاف إليه.وجملة «قدّمت أيديهم» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة «جاؤوك» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أصابتهم.
وجملة «يحلفون ... » في محل نصب حال من فاعل جاؤوك.
وجملة «أردنا» لا محلّ لها جواب القسم.
(63)
(أولئك) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ.. و (الكاف) للخطابـ (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع خبر
(يعلم) مضارع مرفوع
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به
(في قلوب) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما و (هم) ضمير مضاف إليه
(الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب .
(أعرض) فعل، أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(عنهم) مثل عنك متعلق بـ (أعرض) ،
(الواو) عاطفة
(عظ) مثل أعرض و (هم) ضمير مفعول به
(الواو) عاطفة
(قل لهم) مثل أعرض عنهم والجارّ متعلّق بـ (قل) ،
(في أنفس) جار ومجرور متعلّق بـ (قل) على حذف مضاف أي: في حقّ أنفسهم ، و (هم) ضمير مضاف إليه،
(قولا) مفعول به منصوبـ (بليغا) نعت منصوب.
وجملة «أولئك الذين» لا محل لها استئنافية.
وجملة «يعلم الله ... » لا محل لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة «أعرض عنهم» لا محل لها معطوفة على جملة أولئك الذين .وجملة «عظهم» لا محل لها معطوفة على جملة أعرض عنهم.
وجملة «قل لهم» لا محل لها معطوفة على جملة أعرض عنهم.