الرسم العثمانيوَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِۦ بَعْضَكُمْ عَلٰى بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَسْـَٔلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِۦٓ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمًا
الـرسـم الإمـلائـيوَلَا تَتَمَنَّوۡا مَا فَضَّلَ اللّٰهُ بِهٖ بَعۡضَكُمۡ عَلٰى بَعۡضٍ ؕ لِلرِّجَالِ نَصِيۡبٌ مِّمَّا اكۡتَسَبُوۡا ؕ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيۡبٌ مِّمَّا اكۡتَسَبۡنَ ؕ وَسۡئَـلُوا اللّٰهَ مِنۡ فَضۡلِهٖ ؕ اِنَّ اللّٰهَ كَانَ بِكُلِّ شَىۡءٍ عَلِيۡمًا
تفسير ميسر:
ولا تتمنوا ما فضَّل الله به بعضكم على بعض، في المواهب والأرزاق وغير ذلك، فقد جعل الله للرجال نصيبًا مقدَّرًا من الجزاء بحسب عملهم، وجعل للنساء نصيبًا مما عملن، واسألوا الله الكريم الوهاب يُعْطِكم من فضله بدلا من التمني. إن الله كان بكل شيء عليمًا، وهو أعلم بما يصلح عباده فيما قسمه لهم من خير.
قال الإمام أحمد حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال قالت أم سلمة يا رسول الله تغزو الرجال ولا نغزو ولنا نصف الميراث فأنزل الله "ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض" ورواه الترمذي عن ابن أبى عمر عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم سلمة أنها قالت; قلت يا رسول الله فذكره وقال غريب ورواه بعضهم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أن أم سلمة قالت يا رسول الله فذكره ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه والحاكم في مستدركه من حديث الثوري عن أبن أبي نجيح عن مجاهد قال; قالت أم سلمة يا رسول الله; لا نقاتل فنستشهد ولا نقطع الميراث فنزلت الآية ثم أنزل الله "أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى" الآية. ثم قال ابن أبي حاتم وكذا روى سفيان بن عيينة يعني عن ابن أبي نجيح بهذا اللفظ وروى يحيى القطان ووكيع بن الجراح عن الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم سلمة قالت; قلت يا رسول الله. وروى عن مقاتل بن حيان وخصيف نحو ذلك وروى ابن جرير من حديث ابن جرير عن عكرمة ومجاهد أنهما قالا أنزلت في أم سلمة وقال عبدالرزاق أخبرنا معمر عن شيخ من أهل مكة قال نزلت هذه الآية في قول النساء ليتنا الرجال فنجاهد كما يجاهدون ونغزو في سبيل الله عز وجل وقال ابن أبي حاتم أيضا حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية حدثني أحمد بن عبدالرحمن حدثني أبي حدثنا أشعث بن إسحاق عن جعفر يعني ابن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في الآية قال; أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله للذكر مثل حظ الأنثيين وشهادة امرأتين برجل أفنحن في العمل هكذا إن فعلت امرأة حسنة كتبت لها نصف حسنة فأنزل الله هذه الآية "ولا تتمنوا" الآية. فإنه عدل مني وأنا صنعته وقال السدى في الآية أن رجالا قالوا إنا نريد أن يكون لنا من الأجر الضعف على أجر النساء كما لنا في السهام سهمان وقالت النساء إنا نريد أن يكون لنا أجر مثل أجر الشهداء فإنا لا نستطيع أن نقاتل ولو كتب علينا القتال لقاتلنا فأبى الله ذلك ولكن قال لهم سلوني من فضلي قال ليس بعرض الدنيا. وقد روى عن قتادة نحو ذلك. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في الآية قال; ولا يتمنى الرجل فيقول ليت لو أن لي مال فلان وأهله فنهى اللّه عن ذلك ولكن يسأل الله من فضله. وقال الحسن ومحمد بن سيرين وعطاء والضحاك نحو هذا وهو الظاهر من الآية ولا يرد على هذا ما ثبت في الصحيح "لاحسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق فيقول رجل لو أن لي مثل ما لفلان لعملت مثله فهما في الأجر سواء" فإن هذا شيء غير ما نهت عنه الآية. وذلك أن الحديث حض على تمني مثل نعمة هذا والآية نهت عن تمنى عين نعمة هذا يقول "ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض" أي في الأمور الدنيوية وكذا الدينية لحديث أم سلمة وابن عباس وهكذا قال عطاء بن أبي رباح نزلت في النهي عن تمني ما لفلان وفي تمني النساء أن يكن رجالا فيغزون رواه ابن جرير ثم قال "للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن" أي كل له جزاء على عمله بحسبه إن خير فخير وإن شرا فشر هذا قول ابن جرير وقيل المراد بذلك في الميراث أي كل يرث بحسبه. رواه الترمذي عن ابن عباس ثم أرشدهم إلى ما يصلحهم فقال اسألوا الله من فضله لا تتمنوا ما فضلنا به بعضكم على بعض فإن هذا أمر محتوم أي إن التمني لا يجدي شيئا ولكن سلوني من فضلي أعطكم فإني كريم وهاب. وقد روى الترمذي وابن مردويه من حديث حماد بن واقد سمعت إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبدالله بن مسعود قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; "سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يسأل وإن أفضل العبادة انتظار الفرج". ثم قال الترمذي كذا رواه حماد بن واقد وليس بالحافظ رواه ابن مردوية من حديث وكيع عن إسرائيل ثم رواه من حديث قيس بن الربيع عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يسأل وإن أحب عباد الله إلى الله الذي يحب الفرج" ثم قال "إن الله كان بكل شيء عليما" أي هو عليم بمن يستحق الدنيا فيعطيه منها وبمن يستحق الفقر فيفقره وعليم بمن يستحق الآخرة فيقيضه لأعمالها وبمن يستحق الخذلان فيخذله عن تعاطي الخير وأسبابه ولهذا قال "إن الله كان بكل شيء عليما".
قوله تعالى ; ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليمافيه أربع مسائل ;الأولى ; روى الترمذي عن أم سلمة أنها قالت ; يغزو الرجال ولا يغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث ؛ فأنزل الله تعالى ; ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض . قال مجاهد ; وأنزل فيها إن المسلمين والمسلمات ، وكانت أم سلمة أول ظعينة قدمت المدينة مهاجرة . قال أبو عيسى ; هذا حديث مرسل ، ورواه بعضهم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ، مرسل أن أم سلمة قالت كذا . وقال قتادة ; كان الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصبيان ؛ فلما ورثوا وجعل للذكر مثل حظ الأنثيين تمنى النساء أن لو جعل أنصباؤهن كأنصباء الرجال . وقال الرجال ; إنا لنرجو أن نفضل على النساء بحسناتنا في الآخرة كما فضلنا عليهن في الميراث ؛ فنزلت ، ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض .الثانية ; قوله تعالى ; " ولا تتمنوا " ; التمني نوع من الإرادة يتعلق بالمستقبل ، كالتلهف نوع منها يتعلق بالماضي ؛ فنهى الله سبحانه المؤمنين عن التمني ؛ لأن فيه تعلق البال ونسيان الأجل . وقد اختلف العلماء هل يدخل في هذا النهي الغبطة ، وهي أن يتمنى الرجل أن يكون له حال صاحبه وإن لم يتمن زوال حاله . والجمهور على إجازة ذلك ; مالك وغيره ؛ وهي المراد عند بعضهم في قوله عليه السلام لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار . فمعنى قوله [ ص; 143 ] ; لا حسد أي ; لا غبطة أعظم وأفضل من الغبطة في هذين الأمرين . وقد نبه البخاري على هذا المعنى حيث بوب على هذا الحديث ( باب الاغتباط في العلم والحكمة ) قال المهلب ; بين الله تعالى في هذه الآية ما لا يجوز تمنيه ، وذلك ما كان من عرض الدنيا وأشباهها . قال ابن عطية ; وأما التمني في الأعمال الصالحة فذلك هو الحسن ، وأما إذا تمنى المرء على الله من غير أن يقرن أمنيته بشيء مما قدمنا ذكره فذلك جائز ؛ وذلك موجود في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قول ; وددت أن أحيا ثم أقتل .قلت ; هذا الحديث هو الذي صدر به البخاري كتاب التمني في صحيحه ، وهو يدل على تمني الخير وأفعال البر والرغبة فيها ، وفيه فضل الشهادة على سائر أعمال البر ؛ لأنه عليه السلام تمناها دون غيرها ، وذلك لرفيع منزلتها وكرامة أهلها ، فرزقه الله إياها ؛ لقوله ; ما زالت أكلة خيبر تعاودني الآن أوان قطعت أبهري . وفي الصحيح ; إن الشهيد يقال له تمن فيقول أتمنى أن أرجع إلى الدنيا حتى أقتل في سبيلك مرة أخرى . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمنى إيمان أبي طالب وإيمان أبي لهب وصناديد قريش مع علمه بأنه لا يكون ؛ وكان يقول ; واشوقاه إلى إخواني الذين يجيئون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني . وهذا كله يدل على أن التمني لا ينهى عنه إذا لم يكن داعية إلى الحسد والتباغض ، والتمني المنهي عنه في الآية من هذا القبيل ؛ فيدخل فيه أن يتمنى الرجل حال الآخر من دين أو دنيا على أن يذهب ما عند الآخر ، وسواء تمنيت مع ذلك أن يعود إليك أو لا . وهذا هو الحسد بعينه ، وهو الذي ذمه الله تعالى بقوله ; أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ويدخل فيه أيضا خطبة الرجل على خطبة أخيه وبيعه على بيعه ؛ لأنه داعية الحسد والمقت . وقد كره بعض العلماء الغبطة وأنها داخلة في النهي ، والصحيح جوازها على ما بينا ، وبالله توفيقنا . وقال الضحاك ; لا يحل لأحد أن يتمنى مال أحد ، ألم تسمع الذين قالوا ; يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إلى أن قال ; وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس حين خسف به وبداره وبأمواله لولا أن من الله علينا لخسف بنا وقال الكلبي ; لا يتمن الرجل مال أخيه ولا امرأته ولا خادمه ولا دابته ؛ ولكن ليقل ; اللهم ارزقني مثله . وهو كذلك في التوراة ، وكذلك قوله في القرآن واسألوا الله من فضله . وقال ابن عباس ; نهى الله سبحانه أن يتمنى الرجل مال فلان [ ص; 144 ] وأهله ، وأمر عباده المؤمنين أن يسألوه من فضله . ومن الحجة للجمهور قوله صلى الله عليه وسلم ; إنما الدنيا لأربعة نفر ; رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل به رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل ، ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء الحديث . . . وقد تقدم . خرجه الترمذي وصححه .وقال الحسن ; لا يتمن أحدكم المال وما يدريه لعل هلاكه فيه ؛ وهذا إنما يصح إذا تمناه للدنيا ، وأما إذا تمناه للخير فقد جوزه الشرع ، فيتمناه العبد ليصل به إلى الرب ، ويفعل الله ما يشاء .الثالثة ; قوله تعالى ; للرجال نصيب مما اكتسبوا يريد من الثواب والعقاب وللنساء كذلك ؛ قال قتادة . فللمرأة الجزاء على الحسنة بعشر أمثالها كما للرجال . وقال ابن عباس ; المراد بذلك الميراث . والاكتساب على هذا القول بمعنى الإصابة ، للذكر مثل حظ الأنثيين ؛ فنهى الله عز وجل عن التمني على هذا الوجه لما فيه من دواعي الحسد ؛ ولأن الله تعالى أعلم بمصالحهم منهم ؛ فوضع القسمة بينهم على التفاوت على ما علم من مصالحهم .الرابعة ; قوله تعالى ; واسألوا الله من فضله روى الترمذي عن عبد الله قال ; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; سلوا الله من فضله فإنه يحب أن يسأل وأفضل العبادة انتظار الفرج وخرج أيضا ابن ماجه عن أبي هريرة قال ; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; من لم يسأل الله يغضب عليه . وهذا يدل على أن الأمر بالسؤال لله تعالى واجب ؛ وقد أخذ بعض العلماء هذا المعنى فنظمه فقال ;الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضبوقال أحمد بن المعذل أبو الفضل الفقيه المالكي فأحسن ;التمس الأرزاق عند الذي ما دونه إن سيل من حاجبمن يبغض التارك تسآله جودا ومن يرضى عن الطالبومن إذا قال جرى قوله بغير توقيع إلى كاتبوقد أشبعنا القول في هذا المعنى في كتاب " قمع الحرص بالزهد والقناعة " . وقال سعيد بن جبير ; واسألوا الله من فضله العبادة ، ليس من أمر الدنيا . وقيل ; سلوه التوفيق للعمل بما يرضيه . وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ; سلوا ربكم حتى الشبع ؛ فإنه إن لم ييسره الله عز وجل لم يتيسر . وقال سفيان بن عيينة ; لم يأمر بالسؤال إلا ليعطي .[ ص; 145 ] وقرأ الكسائي وابن كثير ; " وسلوا الله من فضله " بغير همز في جميع القرآن . الباقون بالهمز . " واسألوا الله " . وأصله بالهمز إلا أنه حذفت الهمزة للتخفيف . والله أعلم .
القول في تأويل قوله ; وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍقال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; ولا تشتهوا ما فضل الله به بعضكم على بعض. (102)* * *وذكر أن ذلك نـزل في نساءٍ تمنين منازلَ الرجال، وأن يكون لهم ما لهم، فنهى الله عباده عن الأماني الباطلة، وأمرهم أن يسألوه من فضله، إذ كانت الأمانيّ تورِث أهلها الحسد والبغي بغير الحق. (103)* * *ذكر الأخبار بما ذكرنا;9236 - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا مؤمل، قال حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال; قالت أم سلمة; يا رسول الله، لا نعطَي الميراث، ولا نغزو في سبيل الله فنُقتل؟ فنـزلت; " ولا تتمنوا ما فضَّل الله به بعضكم على بعض ". (104)9237 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال; قالت أم سلمة; يا رسول الله; تغزو الرجال ولا نغزو، وإنما لنا نصف الميراث! فنـزلت; وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ، ونـزلت; إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ [سورة الأحزاب; 35].9238 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله; " ولا تتمنَّوا ما فضل الله به بعضكم على بعض "، يقول; لا يتمنى الرجل يقول; " ليت أنّ لي مالَ فلان وأهلَه "! فنهى الله سبحانه عن ذلك، ولكن ليسأل الله من فضله.9239 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله; " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض "، قال; قول النساء; " ليتنا رجالا فنغزو ونبلُغ ما يبلغ الرجال "! (105)9240 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض "، قولُ النساء يتمنين; " ليتنا رجال فنغزو "! ثم ذكر مثل حديث محمد بن عمرو.9241 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال; قالت أم سلمة; أيْ رسول الله، أتغزو الرجال ولا نغزو، وإنما لنا نصفُ الميراث؟ فنـزلت; " ولا تتمنوا ما فضل الله ". (106)9242 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال; أخبرنا معمر، عن شيخ من أهل مكة قوله; " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض "، قال; كان النساء يقلن; " ليتنا رجال فنجاهد كما يجاهد الرجال، ونغزو في سبيل الله "! فقال الله; " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ".9243 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال; تتمنى مالَ فلان ومال فلان! وما يدريك؟ لعل هلاكَه في ذلك المال!9244 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن عكرمة ومجاهد; أنهما قالا نـزلت في أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة. (107)9245 - وبه قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء قال; هو الإنسان، يقول; " وددت أن لي مال فلان "! قال; وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ، وقول النساء; " ليت أنا رجالا فنغزو ونبلغ ما يبلغ الرجال "! (108)* * *وقال آخرون; بل معنى ذلك; لا يتمنَّ بعضكم ما خصّ الله بعضًا من منازل الفضل.*ذكر من قال ذلك;9246 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قوله; " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض "، فإن الرجال قالوا; " نريد أن يكون لنا من الأجر الضعفُ على أجر النساء، كما لنا في السهام سهمان، فنريد أن يكون لنا في الأجر أجران ". وقالت النساء; " نريد أن يكون لنا أجرٌ مثل أجر الرجال، فإنا لا نستطيع أن نقاتل، ولو كتب علينا القتال لقاتلنا "! فأنـزل الله تعالى الآية، وقال لهم; سلوا الله من فضله، يرزقكم الأعمال، وهو خير لكم.9247 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن محمد قال; نُهيتم عن الأمانيّ، ودُللتم على ما هو خير منه; وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ .9248 - حدثني المثنى قال، حدثنا عارم قال، حدثنا حماد بن زيد، &; 8-265 &; عن أيوب قال; كان محمد إذا سمع الرجل يتمنى في الدنيا قال; قد نهاكم الله عن هذا; " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض "، ودلكم على خير منه; وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ .قال أبو جعفر; فتأويل الكلام على هذا التأويل; ولا تتمنوا، أيها الرجال والنساء، الذي فضل الله به بعضكم على بعض من منازل الفضل ودرجات الخير، وليرض أحدكم بما قسم الله له من نصيب، ولكن سَلُوا الله من فضله.* * *القول في تأويل قوله ; لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَقال أبو جعفر; اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.فقال بعضهم; معنى ذلك; للرجال نصيب مما اكتسبوا، من الثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية =" وللنساء نصيب " من ذلك مثل ذلك.*ذكر من قال ذلك;9249 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله; وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ، كان أهل الجاهلية لا يورَّثون المرأة شيئًا ولا الصبيَّ شيئًا، وإنما يجعلون الميراث لمن يَحْترف وينفع ويدفع. (109) فلما نَجَزَ للمرأة نصيبها وللصبيّ نصيبه، (110) وجَعل للذكر مثل حظّ الأنثيين، قال النساء; " لو كان جعل أنصباءَنا في الميراث كأنصباء الرجال "! وقال الرجال; " إنا لنرجو أن نفضَّل على النساء بحسناتنا في الآخرة، كما فضلنا عليهن في الميراث "! فأنـزل الله; " للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن "، يقول; المرأة تُجزى بحسنتها عشر أمثالها، كما يُجْزى الرجل، قال الله تعالى; وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ .9250 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد قال، حدثني أبو ليلى قال، سمعت أبا حريز يقول; لما نـزل; لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ ، قالت النساء; كذلك عليهم نصيبان من الذنوب، كما لهم نصيبان من الميراث! فأنـزل الله; " للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن "، يعني الذنوب = وَاسْأَلُوا اللَّهَ ، يا معشر النساء = مِنْ فَضْلِهِ . (111)* * *وقال آخرون; بل معنى ذلك; للرجال نصيب مما اكتسبوا من ميراث موتاهم، وللنساء نصيب منهم.*ذكر من قال ذلك;9251 - حدثنا المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله; " للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن "، يعني; ما ترك الوالدان والأقربون; يقول; لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ .9252 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن أبي إسحاق، عن عكرمة أو غيره في قوله; " للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن "، قال; في الميراث، كانوا لا يورِّثون النساء.* * *قال أبو جعفر; وأولى القولين في ذلك بتأويل الآية، قول من قال; معناه; للرجال نصيب من ثواب الله وعقابه مما اكتسبوا فعملوه من خير أو شر، وللنساء نصيب مما اكتسبن من ذلك كما للرجال.وإنما قلنا إن ذلك أولى بتأويل الآية من قول من قال; " تأويله; للرجال نصيب من الميراث، وللنساء نصيب منه "، لأن الله جل ثناؤه أخبر أن لكل فريق من الرجال والنساء نصيبًا مما اكتسب. وليس الميراث مما اكتسبه الوارث، وإنما هو مال أورثه الله عن ميّته بغير اكتساب، وإنما " الكسب " العمل، و " المكتسب "; المحترف. (112) فغير جائز أن يكون معنى الآية = وقد قال الله; " للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن "; للرجال نصيبٌ مما ورِثوا، وللنساء نصيب مما ورثن. لأن ذلك لو كان كذلك لقيل; " للرجال نصيب مما لم يكتسبوا، وللنساء نصيب مما لم يكتسبن "!!* * *القول في تأويل قوله ; وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِقال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; واسألوا الله من عونه وتوفيقه للعمل بما يرضيه عنكم من طاعته. ففضله في هذا الموضع; توفيقه ومعونته كما;- (113)9253 - حدثنا محمد بن مسلم الرازي قال، حدثنا أبو جعفر النفيلي قال، حدثنا يحيى بن يمان، عن أشعث ، عن سعيد; " واسألوا الله من فضله "، قال; العبادة، ليست من أمر الدنيا.9254 - حدثنا محمد بن مسلم قال، حدثني أبو جعفر قال، حدثنا موسى، عن ليث قال; " فضله "، العبادة، ليسَ من أمر الدنيا. (114)9255 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا هشام، عن ليث، عن مجاهد في قوله; " واسألوا الله من فضله "، قال; ليس بعرض الدنيا.9256 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي; " واسألوا الله من فضله "، يرزقكم الأعمال، وهو خير لكم.9257 - حدثنا ابن وكيع قال; حدثنا أبي قال، حدثنا إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن رجل لم يسمه قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; سلوا الله من فضله، فإنه يحب أن يسأل، وإنّ من أفضل العبادة انتظار الفَرَج. (115)* * *القول في تأويل قوله ; إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)قال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; إنّ الله كان بما يصلح عباده - فيما قسم لهم من خير، ورفع بعضهم فوق بعض في الدين والدنيا، وبغير ذلك من قضائه وأحكامه فيهم =" عليما "، يقول; ذا علم. فلا تتمنوا (116) غير الذي قضى لكم، ولكن عليكم بطاعته، والتسليم لأمره، والرضى بقضائه، ومسألته من فضله.-------------------------الهوامش ;(102) انظر تفسير"التمني" فيما سلف 2; 366.(103) ولكن هذا باب من القول والتشهي ، قد لج فيه أهل هذا الزمان ، وخلطوا في فهمه خلطًا لا خلاص منه إلا بصدق النية ، وبالفهم الصحيح لطبيعة هذا البشر ، وبالفصل بين ما هو أمان باطلة لا أصل لها من ضرورة ، وبالخروج من ربقة التقليد للأمم الغالبة ، وبالتحرر من أسر الاجتماع الفاسد الذي يضطرب بالأمم اليوم اضطرابًا شديدًا. ولكن أهل ملتنا ، هداهم الله وأصلح شئونهم ، قد انساقوا في طريق الضلالة ، وخلطوا بين ما هو إصلاح لما فسد من أمورهم بالهمة والعقل والحكمة ، وبين ما هو إفساد في صورة إصلاح. وقد غلا القوم وكثرت داعيتهم من ذوي الأحقاد ، الذين قاموا على صحافة زمانهم ، حتى تبلبلت الألسنة ، ومرجت العقول ، وانزلق كثير من الناس مع هؤلاء الدعاة ، حتى صرنا نجد من أهل العلم ، ممن ينتسب إلى الدين ، من يقول في ذلك مقالة يبرأ منها كل ذي دين. وفرق بين أن تحيي أمة رجالا ونساء حياة صحيحة سليمة من الآفات والعاهات والجهالات ، وبين أن تسقط الأمة كل حاجز بين الرجال والنساء ، ويصبح الأمر كله أمر أمان باطلة ، تورث أهلها الحسد والبغي بغير الحق ، كما قال أبو جعفر لله دره ، ولله بلاؤه. فاللهم اهدنا سواء السبيل ، في زمان خانت الألسنة فيه عقولها! وليحذر الذين يخالفون عن أمر الله ، وعن قضائه فيهم ، أن تصيبهم قارعة تذهب بما بقي من آثارهم في هذه الأرض ، كما ذهبت بالذين من قبلهم.(104) الحديث; 9236 - سفيان في هذا الإسناد; يجوز أن يكون الثوري ، وأن يكون ابن عيينة. فمؤمل يروي عنهما ، وكلاهما روى هذا الحديث; الثوري في الرواية عقب هذه; 9237 ، وابن عيينة في الرواية; 9241.وسيأتي تخريج الحديث في; 9241.(105) في المطبوعة; "ليتنا رجال" بالرفع ، وهو الوجه السائر ، أما المخطوطة ، فقد كتب"رجالا" ، وضبطها بالقلم ضبطًا ، ولذلك أثبتها كما هي في المخطوطة ، و"ليت" تنصب الاسم وترفع الخبر ، وبعض النحويين ينصب الاسمين جميعًا ، وأنشدوا;يــا لَيْــتَ أَيَـامَ الصَّبَـا رَوَاجِعَـاوحكى بعض النحويين; أن بعض العرب يستعمل"ليت" ، بمنزلة"وجدت" ، فيعديها إلى مفعولين ، ويجريها مجرى الأفعال ، فيقول; "ليت زيدًا شاخصًا". فرواية الخبر بالنصب ، صواب كما ترى ، لا معنى لتغييره. ولا يحمل هذا على الخطأ من الناسخ ، فالظاهر أن أبا جعفر أتى بالخبر التالي وفيه; "ليتنا رجال" ، لينبه على هذه الرواية بالنصب. وانظر ص 264 ، تعليق; 1.(106) الحديث; 9241- هو في تفسير عبد الرزاق ، ص; 41 (مخطوط مصور) ، بهذا الإسناد. وقد سبق بإسنادين آخرين; 9236 ، 9237.ورواه أحمد في المسند 6; 322 (حلبي) ، عن سفيان ، وهو ابن عيينة ، بهذا الإسناد.ورواه الترمذي 4; 88 ، عن ابن أبي عمر ، عن سفيان. وفيه; "عن مجاهد ، عن أم سلمة; أنها قالت; يغزو الرجال..." ، إلخ.ورواه الحاكم 2; 305-306 ، من طريق قبيصة بن عقبة ، عن سفيان - وهو الثوري - عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد; "عن أم سلمة; أنها قالت...". ورواه الواحدي في أسباب النزول ، ص 110 ، من طريق قتيبة ، عن ابن عيينة - كرواية عبد الرازق هنا ، وأحمد في المسند.فاختلفت صيغة الرواية عن مجاهد. ففي بعضها; "عن مجاهد ، قال; قالت أم سلمة". وفي بعضها; "عن مجاهد عن أم سلمة; أنها قالت".فالصيغة الأولى ظاهرها الإرسال ، لأن معناها أن مجاهدًا يحكي من قبل نفسه ما قالته أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون مرسلا ، لأنه لم يدرك ذلك.والصيغة الثانية ظاهرها الاتصال ، لأن معناها أن مجاهدًا يذكر هذا رواية عن أم سلمة. ثم يختلفون أيضًا في وصله دون حجة.فقد قال الترمذي - بعد روايته"عن مجاهد عن أم سلمة"-; "هذا حديث مرسل. ورواه بعضهم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ، مرسلا; أن أم سلمة قالت كذا وكذا".وقال الحالكم - بعد روايته"عن مجاهد عن أم سلمة"-; "هذا حديث على شرط الشيخين ، إن كان سمع مجاهد من أم سلمة". ووافقه الذهبي على تصحيحه ، وأعرض عن تعليله فلم يشر إليه.وعندي - بما أرى من السياق والقرائن - أن الروايتين بمعنى واحد ، وإنما هو اختلا ، في اللفظ من تصرف الرواة. وكلها بمعنى"مجاهد عن أم سلمة". فقد ثبت اللفظان من رواية ابن عيينة. وكذا قد ثبتا في رواية الثوري ، هنا في; 9237 ، وفي رواية الحاكم. وقد نقل ابن كثير 2; 428 ، عن ابن أبي حاتم أنه قال; "وروى يحيى القطان ووكيع بن الجراح ، عن الثوري ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أم سلمة ، قالت; قلت; يا رسول الله".وأما حكم الترمذي في روايته من طريق ابن عيينة -بأنه حديث مرسل ، فإنه جزم بلا دليل.ومجاهد أدرك أم سلمة يقينًا وعاصرها ، فإنه ولد سنة 21 ، وأم سلمة ماتت بعد سنة 60 على اليقين.والمعاصرة - من الراوي الثقة - تحمل على الاتصال ، إلا أن يكون الراوي مدلسًا. ولم يزعم أحد أن مجاهدًا مدلس ، إلا كلمة قالها القطب الحلبي في شرح البخاري ، حكاها عنه الحافظ في التهذيب 10; 44 ، ثم عقب عليها بقوله; "ولم أر من نسبه إلى التدليس". وقال الحافظ أيضًا في الفتح 6; 194 ، ردًا على من زعم أن مجاهدًا لم يسمع من عبد الله بن عمرو - ; "لكن سماع مجاهد بن عبد الله من عمرو ثابت ، وليس بمدلس".فثبت عندنا اتصال الحديث وصحته. والحمد لله. والحديث ذكره ابن كثير 2; 428 ، من رواية المسند ، ثم أشار إلى روايات الترمذي ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن جرير ، والحاكم.وذكره السيوطي 2; 149 ، وزاد نسبته لعبد بن حميد ، وسعيد بن منصور ، وابن المنذر.(107) الأثر; 9244 - ابن كثير 2; 429 ، والدر المنثور 2; 149 ، ولم ينسبه لغير ابن جرير.(108) في المطبوعة; "ليتنا رجال فنغزو" ، على الوجه السائر ، ولكني أثبت ما في المخطوطة ، ولم أغيره ، وهو صواب عند النحاة ، فإنهم يقولون; إن من بعض لغات العرب أن تنصب"أن" الاسم والخبر جميعًا ، قال بذلك أبو عبيد القاسم بن سلام والفراء وابن السيد وابن الطراوة. واستشهدوا بقول الشاعر إذَا الْتَـفَّ جِـنْحُ اللَّيْـلِ، فَلْتَأْتِ، وَلْتَكُنْخُطَــاكَ خِفَافًـا إنَّ حُرَّاسَـنَا أُسْـدَاوانظر التعليق السالف ص; 261 ، تعليق; 2.(109) احترف لعياله ، وحرف لعياله; سعى لهم في الكسب وطلب الرزق.(110) في المطبوعة والمخطوطة والدر المنثور 2; 149"لحق" ، واللام في المخطوطة مائلة. فرأيت أن"لحق" هنا لا معنى لها ، ولم أجدها من قبل في كلام معناه كمعنى هذا الكلام ، واجتهدت قراءتها ، ورجحت أنها"نجز". يقال; "نجز حاجته"; إذا قضاها وعجلها ، كأنه قال; فلما عجل للمرأة نصيبها وقضاه.(111) الأثر; 9250 -"عبد الرحمن بن أبي حماد" انظر ما سلف عنه برقم; 3109 ، 4077 ، 6691 ، 8431 ، ورواية المثنى عنه.و"أبو ليلى" هو; "عبد الله بن ميسرة الكوفي" ، ويكنى"أبا إسحاق" ، وقد سلفت ترجمته برقم; 6920.و"أبو حريز" هو; "عبد الله بن الحسين الأزدي" قاضي سجستان. قال ابن حبان في الثقات; "صدوق" ، وقال ابن أبي عدي; "عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد". وقال سعيد بن أبي مريم; "كان صاحب قياس ، وليس في الحديث شيء". مترجم في التهذيب. وكان في المطبوعة; "أبو جرير" ، وهو خطأ ، والمخطوطة غير منقوطة.(112) انظر تفسير"الكسب" و"الاكتساب" فيما سلف 2; 273 ، 274 / 3; 100 ، 101 ، 128 ، 129 / 4; 449 / 6; 131 ، 295 / 7; 327 ، 364.(113) انظر تفسير; "الفضل" فيما سلف 2; 344 / 5; 164 ، 571 / 6; 516 / 7; 299 ، 414.(114) الأثران; 9253 ، 9254-"محمد بن مسلم الرازي" ، هو المعروف بابن واره ، واسمه"محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله" ، الحافظ ، كان أحد المتقنين الأمناء ، قالوا; كان ابن مسلم شيئًا عجبًا. وكان أبو زرعة الرازي لا يقوم لأحد ، ولا يجلس أحدًا في مكانه إلا ابن واره. وكان ابن واره فيه بأو شديد وعجب. مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 4 / 1 / 79 ، وتاريخ بغداد 3; 256.و"أبو جعفر النفيلي" ، هو; "عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل القضاعي" ، روى له الأئمة. كان حافظًا ، وكان الإمام أحمد إذا رآه يعظمه. مترجم في التهذيب.(115) الأثر; 9257 -"حكيم بن جبير الأسدي" ، تكلموا فيه ، قال أحمد; "ضعيف الحديث مضطرب" ، وقال أبو حاتم; "ضعيف الحديث ، منكر الحديث ، له رأي غير محمود ، نسأل الله السلامة ، غال في التشيع".وهذا الأثر رواه الترمذي في كتاب الدعوات; 514 من طريق; بشر بن معاذ العقدي ، عن حماد بن واقد ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود ، ثم قال الترمذي; "هكذا روى حماد بن واقد هذا الحديث ، وحماد بن واقد ليس بالحافظ. وروى أبو نعيم هذا الحديث عن إسرائيل ، عن حكيم بن جبير ، عن رجل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح". وقال ابن كثير في تفسيره 2; 430 ، ونقل ما قاله الترمذي; "وكذا رواه ابن مردويه من حديث وكيع عن إسرائيل. ثم رواه من حديث قيس بن الربيع ، عن حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; سلوا الله من فضله ، فإن الله يحب أن يسأل ، وإن أحب عباد الله إلى الله الذي يحب الفرج".(116) في المخطوطة والمطبوعة; "ولا تتمنوا" ، والجيد ما أثبت.
ينهى تعالى المؤمنين عن أن يتمنى بعضهم ما فضل الله به غيره من الأمور الممكنة وغير الممكنة. فلا تتمنى النساء خصائص الرجال التي بها فضلهم على النساء، ولا صاحب الفقر والنقص حالة الغنى والكمال تمنيا مجردا لأن هذا هو الحسد بعينه، تمني نعمة الله على غيرك أن تكون لك ويسلب إياها. ولأنه يقتضي السخط على قدر الله والإخلاد إلى الكسل والأماني الباطلة التي لا يقترن بها عمل ولا كسب. وإنما المحمود أمران: أن يسعى العبد على حسب قدرته بما ينفعه من مصالحه الدينية والدنيوية، ويسأل الله تعالى من فضله، فلا يتكل على نفسه ولا على غير ربه. ولهذا قال تعالى: { لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا } أي: من أعمالهم المنتجة للمطلوب. { وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ } فكل منهم لا يناله غير ما كسبه وتعب فيه. { وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ } أي: من جميع مصالحكم في الدين والدنيا. فهذا كمال العبد وعنوان سعادته لا من يترك العمل، أو يتكل على نفسه غير مفتقر لربه، أو يجمع بين الأمرين فإن هذا مخذول خاسر. وقوله: { إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } فيعطي من يعلمه أهلا لذلك، ويمنع من يعلمه غير مستحق.
(الواو) استئنافية
(لا) ناهية جازمة
(تتمنّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعلـ (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به ،
(فضل) فعل ماض
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق بـ (فضل) ،
(بعض) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه
(على بعض) جار ومجرور متعلق بـ (فضل) .
(للرجال) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم
(نصيب) مبتدأ مؤخر مرفوع
(من) حرف جر
(ما) موصول مبني في محل جر متعلق بنعت لنصيبـ (اكتسبوا) فعل ماض مبني على الضم.. والواو فاعلـ (الواو) عاطفة
(للنساء نصيب مما) مثل للرجال ... مما
(اكتسبن) فعل ماض مبني على السكون.. و (لنون) ضمير فاعل.
(الواو) عاطفة
(اسألوا) فعل أمر مبني على حذفالنون ... والواو فاعلـ (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوبـ (من فضل) جار ومجرور متعلق بـ (اسألوا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(إن الله كان بكل شيء عليما) مر إعراب نظيرها .
جملة «لا تتمنوا ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة «فضّل الله ... » لا محل لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة «للرجال نصيب ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة «اكتسبوا» لا محل لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفي ما.
وجملة «للنساء نصيب ... » لا محل لها معطوفة على جملة للرجال نصيب.
وجملة «اكتسبن» لا محل لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفي ما.
وجملة «اسألوا الله ... » لا محل لها معطوفة على جملة لا تتمنّوا.
وجملة «إنّ الله كان ... » لا محل لها استئنافية تعليلية.
وجملة «كان ... عليما» في محل رفع خبر إنّ.
- القرآن الكريم - النساء٤ :٣٢
An-Nisa'4:32