إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلٰلًۢا بَعِيدًا
اِنَّ اللّٰهَ لَا يَغۡفِرُ اَنۡ يُّشۡرَكَ بِهٖ وَيَغۡفِرُ مَا دُوۡنَ ذٰ لِكَ لِمَنۡ يَّشَآءُ ؕ وَمَنۡ يُّشۡرِكۡ بِاللّٰهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلٰلًاۢ بَعِيۡدًا
تفسير ميسر:
إن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون الشرك من الذنوب لمن يشاء من عباده. ومن يجعل لله تعالى الواحد الأحد شريكًا من خلقه، فقد بَعُدَ عن الحق بعدًا كبيرًا.
قد تقدم الكلام على هذه الآية الكريمة وهي قوله "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك" الآية وذكرنا ما يتعلق بها من الأحاديث في صدر هذه السورة وقد روى الترمذي; حدثنا ثوير بن أبي فاختة سعيد بن علافة عن أبيه عن على أنه قال; ما في القرآن آية أحب إلي من هذه الآية "إن الله لا يغفر أن يشرك به" الآية ثم قال هذا حسن غريب وقوله ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا أي فقد سلك غير الطريق الحق وضل عن الهدى وبعد عن الصواب وأهلك نفسه وخسرها في الدنيا والآخرة وفاتته سعادة الدنيا والآخرة وقوله "إن يدعون من دونه إلا إناثا" قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمود بن غيلان أنبأنا الفضل بن موسى اخبرنا الحسن بن واقد عن الربيع ابن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال; مع كل صنم جنية. وحدثنا أبي حدثنا محمد بن سلمة الباهلي عن عبدالعزيز بن محمد عن هشام يعني ابن عروة عن أبيه عن عائشة.
وفي قوله تعالى ; إن الله لا يغفر أن يشرك به رد على الخوارج ؛ حيث زعموا أن مرتكب الكبيرة كافر . وقد تقدم القول في هذا المعنى . وروى الترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ; ما في القرآن آية أحب إلي من هذه الآية ; إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال ; هذا حديث غريب . قال ابن فورك ; وأجمع أصحابنا على أنه لا تخليد إلا للكافر ، وأن الفاسق من أهل القبلة إذا مات غير تائب فإنه إن عذب بالنار فلا محالة أنه يخرج منها بشفاعة الرسول ، أو بابتداء رحمة من الله تعالى . وقال الضحاك ; إن شيخا من الأعراب جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ; يا رسول الله ، إني شيخ منهمك في الذنوب والخطايا ، إلا أني لم أشرك بالله شيئا منذ عرفته وآمنت به ، فما حالي عند الله ؟ فأنزل الله تعالى ; إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الآية .
القول في تأويل قوله ; إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثًاقال أبو جعفر; اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.فقال بعضهم; معنى ذلك; إن يدعون من دونه إلا اللات والعزى وَمناة، فسماهن الله " إناثًا "، بتسمية المشركين إياهنّ بتسمية الإناث.*ذكر من قال ذلك;10430- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين، عن أبي مالك في قوله; " إن يدعون من دونه إلا إناثًا "، قال; اللات والعزى ومناة، كلها مؤنث.10431- حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، حدثنا هشيم، عن حصين، عن أبي مالك بنحوه= إلا أنه قال; كلهنَّ مؤنث.10432- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي; " إن يدعون من دونه إلا إناثًا "، يقول; يسمونهم " إناثًا "; لاتٌ ومَنَاة وعُزَّى.10433- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال; قال ابن زيد في قوله; " إن يدعون من دونه إلا إناثًا "، قال; آلهتهم، اللات والعزى ويَسَاف ونائلة، (20) إناث، يدعونهم من دون الله. وقرأ; وَإِنْ يَدْعُونَ إِلا شَيْطَانًا مَرِيدًا .* * *وقال آخرون; معنى ذلك; إن يدعون من دونه إلا مَواتًا لا رُوح فيه.*ذكر من قال ذلك;10434- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله; " إن يدعون من دونه إلا إناثًا "، يقول; مَيْتًا.10435- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة; " إن يدعون من دونه إلا إناثًا "، أي; إلا ميتًا لا رُوح فيه. (21)10436- حدثني المثنى قال، حدثنا الحجاج قال، حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن; " إن يدعون من دونه إلا إناثًا "، قال; و " الإناث " كل شيء ميت ليس فيه روح; خشبة يابسة أو حجر يابس، قال الله تعالى; وَإِنْ يَدْعُونَ إِلا شَيْطَانًا مَرِيدًا إلى قوله; فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ .* * *وقال آخرون; عنى بذلك أن المشركين كانوا يقولون; " الملائكة بنات الله ". (22)*ذكر من قال ذلك;10437- حدثني يحيى بن أبي طالب قال، أخبرنا يزيد قال، أخبرنا &; 9-209 &; جويبر، عن الضحاك في قوله; " إن يدعون من دونه إلا إناثًا "، قال; الملائكة، يزعمون أنهم بنات الله.* * *وقال آخرون; معنى ذلك; إن أهل الأوثان كانوا يسمون أوثانهم " إناثًا "، فأنـزل الله ذلك كذلك.ذكر من قال ذلك; (23)10438- حدثنا سفيان بن وكيع قال، حدثنا يزيد بن هارون، عن نوح بن قيس، عن أبي رجاء، عن الحسن قال; كان لكل حي من أحياء العرب صنم، يسمونها; " أنثى بني فلان "، (24) فأنـزل الله " إن يدعون من دونه إلا إناثًا ".10439- حدثني المثنى قال، حدثنا مسلم بن إبراهيم قال، حدثنا نوح بن قيس قال، حدثنا محمد بن سيف أبو رجاء الحُدَّاني قال، سمعت الحسن يقول; كان لكل حي من العرب، فذكر نحوه. (25)* * *وقال آخرون; " الإناث " في هذا الموضع، الأوثان.*ذكر من قال ذلك;10440- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله; " إناثًا " قال; أوثانًا.10441- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.10442- حدثنا سفيان قال، حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال; كان في مصحف عائشة; ( إنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إلا أَوْثَانًا ).* * *قال أبو جعفر; روي عن ابن عباس أنه كان يقرؤها; ( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إلا أُثُنًا ) بمعنى جمع " وثن " فكأنه جمع " وثنًا "" وُثُنًا "، (26) ثم قلب الواو همزة مضمومة، كما قيل; " ما أحسن هذه الأجُوه "، بمعنى الوجوه= وكما قيل; وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ [سورة المرسلات; 11]، بمعنى; وُقِّتت. (27)* * *وذكر عن بعضهم أنه كان يقرأ ذلك; ( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إلا أُنُثًا ) كأنه أراد جمع " الإناث " فجمعها " أنثا "، كما تجمع " الثمار "" ثُمُرًا ". (28)* * *قال أبو جعفر; والقراءة التي لا نستجيز القراءة بغيرها، (29) قراءة من قرأ; ( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثًا ) ، بمعنى جمع " أنثى "، لأنها كذلك في مصاحف المسلمين، ولإجماع الحجة على قراءة ذلك كذلك.* * *قال أبو جعفر; وأولى التأويلات التي ذكرت بتأويل ذلك، إذ كان الصواب عندنا من القراءة ما وصفت، تأويل من قال; عنى بذلك الآلهة التي كان مشركو العرب يعبدونها من دون الله ويسمونها الإناث من الأسماء، (30) كاللات والعُزَّى ونائلة ومناة، وما أشبه ذلك.وإنما قلنا ذلك أولى بتأويل الآية، لأن الأظهر من معاني" الإناث " في كلام العرب، ما عُرِّف بالتأنيث دون غيره. فإذ كان ذلك كذلك، فالواجب توجيه تأويله إلى الأشهر من معانيه.* * *وإذ كان ذلك كذلك، فتأويل الآية; وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثًا ، يقول; ما يدعو الذين يشاقّون الرسول ويتبعون غير سبيل المؤمنين شيئًا=" من دون الله "، بعد الله وسواه، (31) =" إلا إناثًا "، يعني; إلا ما سموه بأسماء الإناث كاللات والعزى وما أشبه ذلك. يقول جل ثناؤه; فحسب هؤلاء الذين أشركوا بالله، وعبدوا ما عبدوا من دونه من الأوثان والأنداد، حجّة عليهم في ضلالتهم وكفرهم وذهابهم عن قصد السبيل، أنهم يعبدون إناثًا ويدعونها آلهة وأربابًا، والإناث من كل شيء أخسُّه، فهم يقرون للخسيس من الأشياء بالعبودة، على علم منهم بخساسته، ويمتنعون من إخلاص العبودة للذي له ملك كل شيء، وبيده الخلق والأمر . (32)* * *القول في تأويل قوله ; وَإِنْ يَدْعُونَ إِلا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117)قال أبو جعفر; يعني جل ثناؤه بقوله; " وإن يدعون إلا شيطانًا مريدًا "، وما يدعو هؤلاء الذين يدعون هذه الأوثان الإناث من دون الله بدعائهم إياها = " إلا شيطانًا مريدًا "، يعني; متمردًا على الله في خلافه فيما أمره به، وفيما نهاه عنه، كما;-10443- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة; " وإن يدعون إلا شيطانًا مريدًا "، تمرَّد على معاصي الله.----------------------الهوامش ;(18) هذه العبارة التي وضعتها بين الخطين ، معترضة في سياق الجملة ، وسياقها; أن طعمة لولا أنه مات على شركه. لكان في مشيئة الله على ما سلف من خيانته ومعصيته ، وكان إلى الله أمره في عذابه والعفو عنه ... فإما إذا مات على شركه ..." ولما أخطأ ناشر المطبوعة الأولى قراءة هذه العبارة ، فقد كتب هكذا; "فإنه حتم عليه أنه من أهل النار إذا مات على شركه ، فإذا مات على شركه ..." فصار الكلام كله لغوًا وخلطًا.(19) في المطبوعة والمخطوطة; "فقد أطاع الشيطان" بزيادة الفاء ، ولا معنى لها هنا.(20) "إساف" (بكسر الهمزة وفتحها) و"يساف" (بكسر الياء وفتحها) واحد. زعموا أن إساف بن عمرو ، ونائلة بنت سهل ، من جرهم ، وجدا خلوة في الكعبة ، ففجرا فيها ، فمسخهما الله حجرين ، عبدتهما قريش بعد. ويقال; صنمان وضعهما عمرو بن لحي على الصفا والمروة ، وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة.(21) في المخطوطة; "لا أرواح فيه" بالجمع.(22) في المطبوعة; "إن الملائكة ..." وأثبت ما في المخطوطة.(23) من أول الأثر رقم; 10437 ، إلى هذا الموضع ، ساقط من المخطوطة.(24) في كتاب المحتسب لابن جني ، في المسألة رقم; 143 (وهو مخطوط عندي) عن الحسن; "وهو اسم صنم لحي من العرب ، كانوا يعبدونها ويسمونها; أنثى بني فلان". فأخشى أن يكون سقط من الناسخ هنا [كانوا يعبدونها].(25) الأثران; 10438 ، 10439 -"أبو رجاء" ، "محمد بن سيف الحداني" ، أدرك أنسًا ، وروى عن الحسن ، وابن سيرين ، ومطر الوراق ، وعكرمة ، وغيرهم. ثقة. مترجم في التهذيب.وكان في المطبوعة"الحراني" بالراء ، والصواب من المخطوطة ، بضم الحاء والدال المشددة.(26) "أثن" (بضم الهمزة والثاء) و"وثن" بجمع"وثنا" (بضم فسكون) و"ووثنا" (بضمتين) ، و"أوثان".(27) انظر معاني القرآن للفراء 1 ; 288.(28) انظر معاني القرآن للفراء 1 ; 289. و"الثمر" بضم الثاء والميم.(29) في المطبوعة; "لا أستجيز" ، وأثبت ما في المخطوطة.(30) في المطبوعة; "ويسمونها بالإناث" ، وما في المخطوطة أجود عربية.(31) انظر تفسير"دون" فيما سلف 2 ; 489 / 6 ; 313.(32) في المطبوعة; "بالعبودية" و"العبودية" ، في الموضعين وأثبت ما في المخطوطة. و"العبودة" هي العبادة ، وقد سلف استعمال الطبري لهذه اللفظة على هذا البناء ، وتغيير الناشر لها في كل مرة. انظر 3 ; 347 ، تعليق; 1 / 6 ; 271 ، تعليق; 1 ، 404 تعليق; 2 ، 549 ; 2 ، 564 ، تعليق; 3 / 8 ; 592 ، تعليق; 2.
أن الشرك لا يغفره الله تعالى لتضمنه القدح في رب العالمين وفي وحدانيته وتسوية المخلوق الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا بمن هو مالك النفع والضر، الذي ما من نعمة إلا منه، ولا يدفع النقم إلا هو، الذي له الكمال المطلق من جميع الوجوه، والغنى التام بجميع وجوه الاعتبارات. فمن أعظم الظلم وأبعد الضلال عدم إخلاص العبادة لمن هذا شأنه وعظمته، وصرف شيء منها للمخلوق الذي ليس له من صفات الكمال شيء، ولا له من صفات الغنى شيء بل ليس له إلا العدم. عدم الوجود وعدم الكمال وعدم الغنى، والفقر من جميع الوجوه. وأما ما دون الشرك من الذنوب والمعاصي فهو تحت المشيئة، إن شاء الله غفره برحمته وحكمته، وإن شاء عذب عليه وعاقب بعدله وحكمته، وقد استدل بهذه الآية الكريمة على أن إجماع هذه الأمة حجة وأنها معصومة من الخطأ. ووجه ذلك: أن الله توعد من خالف سبيل المؤمنين بالخذلان والنار، و { سبيل المؤمنين ْ} مفرد مضاف يشمل سائر ما المؤمنون عليه من العقائد والأعمال. فإذا اتفقوا على إيجاب شيء أو استحبابه، أو تحريمه أو كراهته، أو إباحته - فهذا سبيلهم، فمن خالفهم في شيء من ذلك بعد انعقاد إجماعهم عليه، فقد اتبع غير سبيلهم. ويدل على ذلك قوله تعالى: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ْ} ووجه الدلالة منها: أن الله تعالى أخبر أن المؤمنين من هذه الأمة لا يأمرون إلا بالمعروف، فإذا اتفقوا على إيجاب شيء أو استحبابه فهو مما أمروا به، فيتعين بنص الآية أن يكون معروفا ولا شيء بعد المعروف غير المنكر، وكذلك إذا اتفقوا على النهي عن شيء فهو مما نهوا عنه فلا يكون إلا منكرا، ومثل ذلك قوله تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاس ْ} فأخبر تعالى أن هذه الأمة جعلها الله وسطا أي: عدلا خيارا ليكونوا شهداء على الناس أي: في كل شيء، فإذا شهدوا على حكم بأن الله أمر به أو نهى عنه أو أباحه، فإن شهادتهم معصومة لكونهم عالمين بما شهدوا به عادلين في شهادتهم، فلو كان الأمر بخلاف ذلك لم يكونوا عادلين في شهادتهم ولا عالمين بها. ومثل ذلك قوله تعالى: { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ْ} يفهم منها أن ما لم يتنازعوا فيه بل اتفقوا عليه أنهم غير مأمورين برده إلى الكتاب والسنة، وذلك لا يكون إلا موافقا للكتاب والسنة فلا يكون مخالفا. فهذه الأدلة ونحوها تفيد القطع أن إجماع هذه الأمة حجة قاطعة، ولهذا بيَّن الله قبح ضلال المشركين بقوله:
(إنّ) حرف مشبه بالفعلـ (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوبـ (لا) نافية
(يغفر) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصبـ (يشرك) مضارع مبني للمجهول منصوب، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى الإشراك أو الإله المعبود ،
(الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق بـ (يشرك) .
والمصدر المؤولـ (أن يشرك ... ) في محل نصب مفعول به عامله يغفر أي لا يغفر الإشراك به.
(الواو) عاطفة
(يغفر) مضارع مثل الأولـ (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به
(دون) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف صلةما
(ذلك) اسم إشارة مبني في محل جر مضاف إليه ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطابـ (اللام) حرف جر و (من) اسم موصول مبني في محل جر متعلق بـ (يغفر) ،
(يشاء) مثل يغفر.
(الواو) استئنافية
(من يشرك) مثل من يفعل ،
(بالله) جار ومجرور متعلق بـ (يشرك) ،
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(قد) حرف تحقيق
(ضلّ) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ضلالا) مفعول مطلق منصوبـ (بعيدا) نعت منصوب.
جملة «إنّ الله لا يغفر ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة «لا يغفر ... » في محل رفع خبر إنّ.
وجملة «يشرك به» لا محل لها صلة الموصول الحرفي(أن) .
وجملة «يغفر ما دون ذلك» في محل رفع معطوفة على جملة لا يغفر ...
وجملة «يشاء» لا محل لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة «من يشرك ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة «يشرك بالله» في محل رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة «ضلّ ضلالا ... » في محل جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.