فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلٰوةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيٰمًا وَقُعُودًا وَعَلٰى جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلٰوةَ ۚ إِنَّ الصَّلٰوةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتٰبًا مَّوْقُوتًا
فَاِذَا قَضَيۡتُمُ الصَّلٰوةَ فَاذۡكُرُوا اللّٰهَ قِيَامًا وَّقُعُوۡدًا وَّعَلٰى جُنُوۡبِكُمۡ ۚؕ فَاِذَا اطۡمَاۡنَنۡتُمۡ فَاَقِيۡمُوا الصَّلٰوةَ ۚ اِنَّ الصَّلٰوةَ كَانَتۡ عَلَى الۡمُؤۡمِنِيۡنَ كِتٰبًا مَّوۡقُوۡتًا
تفسير ميسر:
فإذا أدَّيتم الصلاة، فأديموا ذكر الله في جميع أحوالكم، فإذا زال الخوف فأدُّوا الصلاة كاملة، ولا تفرِّطوا فيها فإنها واجبة في أوقات معلومة في الشرع.
يأمر الله تعالى بكثرة الذكر عقيب صلاة الخوف وإن كان مشروعا مرغبا فيه أيضا بعد غيرها ولكن هاهنا آكد لما وقع فيها من التخفيف في أركانها ومن الرخصة في الذهاب فيها والإياب وغير ذلك مما ليس يوجد في غيرها كما قال تعالى في الأشهر الحرم "فلا تظلموا فيهن أنفسكم" وإن كان هذا منهيا عنه في غيرها ولكن فيها آكد لشدة حرمتها وعظمها ولهذا قال تعالى "فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم" أي في سائر أحوالكم ثم قال تعالى "فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة" أي فإذا أمنتم وذهب الخوف وحصلت الطمأنينة "فأقيموا الصلاة" أي فأتموها وأقيموها كما أمرتم بحدودها وخشوعها وركوعها وسجودها وجميع شؤونها وقوله تعالى"إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" قال ابن عباس أي مفروضا وقال أيضا; أن للصلاة وقتا كوقت الحج وكذا روى عن مجاهد وسالم بن عبدالله وعلي بن الحسين ومحمد بن علي والحسن ومقاتل والسدي وعطية العوفي وقال عبدالرزاق عن معمر عن قتادة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا قال ابن مسعود; إن للصلاة وقتا كوقت الحج وقال زيد بن أسلم إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا قال منجما كلما مضى نجم جاء نجم يعني كلما مضى وقت وجاء وقت.
قوله ; فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتافيه مسائل ;الأولى ; قضيتم معناه فرغتم من صلاة الخوف وهذا يدل على أن القضاء يستعمل فيما قد فعل في وقته ؛ ومنه قوله تعالى ; فإذا قضيتم مناسككم وقد تقدم .الثانية ; قوله تعالى ; فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ذهب الجمهور إلى أن هذا الذكر المأمور به . إنما هو إثر صلاة الخوف ؛ أي إذا فرغتم من الصلاة فاذكروا الله بالقلب [ ص; 319 ] واللسان ، على أي حال كنتم قياما وقعودا وعلى جنوبكم وأديموا ذكره بالتكبير والتهليل والدعاء بالنصر لا سيما في حال القتال . ونظيره إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون . ويقال ; فإذا قضيتم الصلاة بمعنى إذا صليتم في دار الحرب فصلوا على الدواب ، أو قياما أو قعودا أو على جنوبكم إن لم تستطيعوا القيام ، إذا كان خوفا أو مرضا ؛ كما قال تعالى في آية أخرى ; فإن خفتم فرجالا أو ركبانا وقال قوم ; هذه الآية نظيرة التي في " آل عمران " ؛ فروي أن عبد الله بن مسعود رأى الناس يضجون في المسجد فقال ; ما هذه الضجة ؟ قالوا ; أليس الله تعالى يقول فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ؟ قال ; إنما يعني بهذا الصلاة المكتوبة إن لم تستطع قائما فقاعدا ، وإن لم تستطع فصل على جنبك . فالمراد نفس الصلاة ؛ لأن الصلاة ذكر الله تعالى ، وقد اشتملت على الأذكار المفروضة والمسنونة ؛ والقول الأول أظهر . والله أعلم .الثالثة ; قوله تعالى ; فإذا اطمأننتم أي أمنتم . والطمأنينة سكون النفس من الخوف . فأقيموا الصلاة أي فأتوها بأركانها وبكمال هيئتها في السفر ، وبكمال عددها في الحضر . إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا أي مؤقتة مفروضة . وقال زيد بن أسلم ; موقوتا منجما ، أي تؤدونها في أنجمها ؛ والمعنى عند أهل اللغة ; مفروض لوقت بعينه ؛ يقال ; وقته فهو موقوت . ووقته فهو مؤقت . وهذا قول زيد بن أسلم بعينه . وقال ; كتابا والمصدر مذكر ؛ فلهذا قال ; موقوتا .
القول في تأويل قوله ; فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَقال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; فإذا فرغتم، أيها المؤمنون، من صلاتكم وأنتم مواقفو عدوِّكم= التي بيّناها لكم، (61) فاذكروا الله على كل أحوالكم= قيامًا وقعودًا ومضطجعين على جنوبكم، بالتعظيم له، والدعاء لأنفسكم بالظفر على عدوكم، لعل الله أن يظفركم وينصركم عليهم. وذلك نظير قوله; يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [سورة الأنفال; 45]، وكما;-10380- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله; وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ، (62) يقول; لا يفرض الله على عباده فريضة إلا جعل لها حدًّا معلومًا، (63) ثم عذر أهلها في حال عذرٍ، غيرَ الذكر، فإن الله لم يجعل له حدًا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدًا في تركه إلا مغلوبًا على عقله، فقال; " فاذكروا الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبكم "، بالليل والنهار، في البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسرِّ والعلانية، وعلى كل حالٍ.* * *وأما قوله; " فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة "، فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله.فقال بعضهم; معنى قوله; " فإذا اطمأننتم "، فإذا استقررتم في أوطانكم وأقمتم في أمصاركم (64) =" فأقيموا "، يعني; فأتموا الصلاة التي أذن لكم بقصرها في حال خوفكم في سفركم وضربكم في الأرض. (65)*ذكر من قال ذلك;10381- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن رجل، عن مجاهد في قوله; " فإذا اطمأننتم "، قال; الخروج من دارِ السفر إلى دار الإقامة.10382- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر عن قتادة في قوله; " فإذا اطمأننتم "، يقول; إذا اطمأننتم في أمصاركم، فأتموا الصلاة.* * *وقال آخرون; معنى ذلك; " فإذا استقررتم "=" فأقيموا الصلاة "، أي; فأتموا حدودَها بركوعها وسجودها.*ذكر من قال ذلك;10383- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي; " فإذا اطمأننتم "، قال; فإذا اطمأننتم بعد الخوف.10384- وحدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; " فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة "، قال; فإذا اطمأننتم فصلُّوا الصلاة، لا تصلِّها راكبًا ولا ماشيًا ولا قاعدًا. (66)10385- حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله; " فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة "، قال; أتموها.10386- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.* * *قال أبو جعفر; وأولى التأويلين بتأويل الآية، تأويل من تأوّله; فإذا زال خوفكم من عدوكم وأمنتم، أيها المؤمنون، واطمأنت أنفسكم بالأمن=" فأقيموا الصلاة "، فأتموا حدودَها المفروضة عليكم، (67) غير قاصريها عن شيء من حدودها.وإنما قلنا ذلك أولى التأويلين بالآية، لأن الله تعالى ذكره عرَّف عباده المؤمنين الواجبَ عليهم من فرض صَلاتهم بهاتين الآيتين في حالين;إحداهما; حالُ شدة خوف، أذن لهم فيها بقصر الصلاة، على ما بيَّنت من قصر حدودها عن التمام.والأخرى; حالُ غير شدة الخوف، أمرهم فيها بإقامة حدودها وإتمامها، على ما وصفه لهم جل ثناؤه، من معاقبة بعضهم بعضًا في الصلاة خلف أئمتهم، وحراسة بعضهم بعضًا من عدوهم. وهي حالة لا قصر فيها، لأنه يقول جل ثناؤه; لنبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الحال; وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ . فمعلوم بذلك أن قوله; " فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة "، إنما هو; فإذا اطمأننتم من الحال التي لم تكونوا مقيمين فيها صلاتكم، فأقيموها. وتلك حالة شدة الخوف، لأنه قد أمرهم بإقامتها في حالٍ غير شدة الخوف بقوله; وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ الآية.* * *القول في تأويل قوله ; إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (103)قال أبو جعفر; اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.فقال بعضهم; معناه; إن الصلاة كانت على المؤمنين فريضة مفروضة. (68)*ذكر من قال ذلك;10387- حدثني أبو السائب قال، حدثنا ابن فضيل، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي في قوله; " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا "، قال; مفروضًا. (69)10388- حدثنا يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا "، قال; مفروضًا،" الموقوت "، المفروض. (70)10389- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال; أما " كتابًا موقوتًا "، فمفروضًا.10390- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو نعيم قال، حدثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد; " كتابًا موقوتًا "، قال; مفروضًا. (71)* * *وقال آخرون; معنى ذلك; إن الصلاة كانت على المؤمنين فرضًا واجبًا.*ذكر من قال ذلك;10391- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن في قوله; " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا "، قال; كتابًا واجبًا.10392- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله; " كتابًا موقوتًا "، قال; واجبًا.10393- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.10394- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن معمر بن سام، عن أبي جعفر في قوله; " كتابًا موقوتًا "، قال; مُوجَبًا. (72)10395- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله; " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا "، و " الموقوت "، الواجب.10396- حدثني أحمد بن حازم قال، حدثنا أبو نعيم قال، حدثنا معمر بن يحيى قال، سمعت أبا جعفر يقول; " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا "، قال; وجوبها. (73)* * *وقال آخرون; معنى ذلك; إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا، منجَّمًا يؤدُّونها في أنجمها. (74)*ذكر من قال ذلك;10397- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله; " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا "، قال; قال ابن مسعود; إن للصلاة وقتًا كوقت الحجِّ.10398- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن زيد بن أسلم في قوله; " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا "، قال; منجَّمًا، كلما مضى نجم جاء نَجْم آخر. يقول; كلما مضى وقت جاء وقت آخر.10399- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن &; 9-170 &; أبي جعفر الرازي، عن زيد بن أسلم، بمثله.* * *قال أبو جعفر; وهذه الأقوال قريب معنى بعضها من بعض. لأن ما كان مفروضًا فواجب، وما كان واجبًا أداؤه في وقت بعد وقت فمنجَّم.غير أن أولى المعاني بتأويل الكلمة، قول من قال; " إن الصلاة كانت على المؤمنين فرضًا منجَّمًا "، لأن " الموقوت " إنما هو " مفعول " من قول القائل; " وَقَتَ الله عليك فرضه فهو يَقِته "، ففرضه عليك " موقوت "، إذا أخرته، جعل له وقتًا يجب عليك أداؤه. (75) فكذلك معنى قوله; " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا "، إنما هو; كانت على المؤمنين فرضًا وقَّت لهم وقتَ وجوب أدائه، فبيَّن ذلك لهم.----------------الهوامش ;(61) انظر تفسير"قضى" فيما سلف 2 ; 542 ، 543 / 4 ; 195.وقوله; "التي بينها لكم" ، صفة قوله; "من صلاتكم".وكان في المطبوعة هنا أيضًا; "موافقو عدوكم" ، خطأ. انظر التعليق السالف ص163 ، تعليق; 2.(62) في المطبوعة; "فاذكروا الله قيامًا" ، مكان قوله تعالى; "واذكروا الله كثيرًا" ، وهو في ظني تصرف من الناشر ، والصواب من المخطوطة.(63) في المطبوعة والمخطوطة; "إلا جعل لها جزاء معلومًا" ، وهو خطأ ، والصواب"حدًا" كما يدل عليه سياق الكلام ، وسياق المعنى.(64) وانظر تفسير"الاطمئنان" فيما سلف 5 ; 492.(65) في المخطوطة; "فأقيمو الصلاة التي أذن ..." ليس فيها"يعني; فأتموا".(66) انظر تفسير"إقامة الصلاة" فيما سلف 1 ; 241 ، وفهارس اللغة في الأجزاء السالفة.(67) في المطبوعة; "فأتموها بحدودها" ، غير ما في المخطوطة مسيئًا في تغييره.(68) انظر تفسير"كتاب" فيما سلف 3 ; 364 ، 365 ، 409 / 4 ; 295 ، 297 / 5 ; 300 ، وغيرها من المواضع في فهارس اللغة.(69) في المطبوعة; "كتابًا موقوتًا ، قال; فريضة مفروضة" ، وأثبت ما في المخطوطة.(70) الأثر; 10388 - كان إسناد هذا الأثر في المطبوعة; "حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني علي ، عن ابن عباس; إن الصلاة ...". وأثبت الإسناد الذي في المخطوطة.ومع ذلك فالإسناد الذي في المطبوعة فيه خطأ ، فإنه أسقط بين"حدثنا عبد الله بن صالح" وبين"قال حدثني علي" ما لا ينبغي إسقاطه وهو; "قال حدثني معاوية" ، فهذا إسناد دائر في التفسير ، أقربه رقم; 10380.(71) الأثر; 10390 - هذا الأثر مقدم على الذي قبله في المخطوطة.(72) الأثر; 10394 -"معمر بن سام" ، يقال هو منسوب إلى جده وهو"معمر بن سام بن موسى" أو; "معمر بن يحيى بن سام" ، روى عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، وعن أخيه أبان بن يحيى بن سام ، وفاطمة بنت علي. روى عنه وكيع ، وأبو أسامة ، وأبو نعيم. سئل أبو زرعة عن"معمر بن يحيى بن سام" فقال; كوفي ثقة. مترجم في التهذيب ، وفي الكبير 4 / 1 / 377"معمر بن يحيى بن سام" ، وفي 4 / 1 / 378"معمر بن موسى بن سام" ، وهما ترجمة واحدة. وفي الجرح والتعديل 4 / 1 / 258 وسيأتي في رقم; 10396 ، "معمر بن يحيى".وكان في المطبوعة; "معمر بن هشام" وهو خطأ محض ، وفي المخطوطة"معمر بن شام" ، والصواب ما أثبت.و"أبو جعفر" هو; أبو جعفر الباقر" محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب" ، كان ثقة كثير الحديث ، وذكره النسائي في فقهاء أهل المدينة من التابعين. وقال الزبير بن بكار; "كان يقال لمحمد; باقر العلم".وكان في المخطوطة; "موقوتا قال; موجوبا" وهي غريبة لا يجيزها الاشتقاق ، وكأن الناسخ سها ، وغلب عليه وزن"موقوتا" ، فكتب"موجوبا" ، والذي في المطبوعة هو الصواب إن شاء الله. أو تكون كما يجيء في الأثر رقم; 10396"موقوتًا; وجوبها" فكتبها الناسخ"موجوبا" ، وقرأها كذلك خطأ أو سهوًا.(73) الأثر; 10396 -"معمر بن يحيى" هو"معمر بن سام" الذي سلف في الأثر; 10394 ، وانظر التعليق السالف.(74) "النجم" هو الوقت المضروب ، يقال; "جعلت مالي على فلان نجومًا منجمة ، يؤدي كل نجم في شهر كذا" ، وهو القسط أو الوظيفة يؤديها عند حلول وقتها مشاهرة أو مساناة. وجمع"نجم""نجوم" و"أنجم" ، و"نجم المال والدين ينجمه تنجيمًا". وانظر تفسير ذلك في الأثر التالي رقم; 10398.(75) في المطبوعة; "إذا أخبر أنه جعل له وقتًا..." وهو كلام غسيل من كل معنى. وفي المخطوطة; "إذا احرانه" غير منقوطة ، وبزيادة ألف بعد الراء ، وصواب قراءتها ما أثبت ، وهو صواب المعنى أيضًا.
أي: فإذا فرغتم من صلاتكم، صلاة الخوف وغيرها، فاذكروا الله في جميع أحوالكم وهيئاتكم، ولكن خصت صلاة الخوف بذلك لفوائد. منها: أن القلب صلاحه وفلاحه وسعادته بالإنابة إلى الله تعالى في المحبة وامتلاء القلب من ذكره والثناء عليه. وأعظم ما يحصل به هذا المقصود الصلاة، التي حقيقتها أنها صلة بين العبد وبين ربه. ومنها: أن فيها من حقائق الإيمان ومعارف الإيقان ما أوجب أن يفرضها الله على عباده كل يوم وليلة. ومن المعلوم أن صلاة الخوف لا تحصل فيها هذه المقاصد الحميدة بسبب اشتغال القلب والبدن والخوف فأمر بجبرها بالذكر بعدها. ومنها: أن الخوف يوجب من قلق القلب وخوفه ما هو مظنة لضعفه، وإذا ضعف القلب ضعف البدن عن مقاومة العدو، والذكر لله والإكثار منه من أعظم مقويات القلب. ومنها: أن الذكر لله تعالى مع الصبر والثبات سبب للفلاح والظفر بالأعداء، كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } فأمر بالإكثار منه في هذه الحال إلى غير ذلك من الحِكَم. وقوله: { فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاة } أي: إذا أمنتم من الخوف واطمأنت قلوبكم وأبدانكم فأتموا صلاتكم على الوجه الأكمل ظاهرا وباطنا، بأركانها وشروطها وخشوعها وسائر مكملاتها. { إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا } أي: مفروضا في وقته، فدل ذلك على فرضيتها، وأن لها وقتا لا تصح إلا به، وهو هذه الأوقات التي قد تقررت عند المسلمين صغيرهم وكبيرهم، عالمهم وجاهلهم، وأخذوا ذلك عن نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: \"صلوا كما رأيتموني أصلي\" ودل قوله: { عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } على أن الصلاة ميزان الإيمان وعلى حسب إيمان العبد تكون صلاته وتتم وتكمل، ويدل ذلك على أن الكفار وإن كانوا ملتزمين لأحكام المسلمين كأهل الذمة - أنهم لا يخاطبون بفروع الدين كالصلاة، ولا يؤمرون بها، بل ولا تصح منهم ما داموا على كفرهم، وإن كانوا يعاقبون عليها وعلى سائر الأحكام في الآخرة.
(الفاء) عاطفة
(إذا) مر إعرابه ،
(قضيتم) فعل ماض مبني على السكون ...
(وتم) ضمير فاعلـ (الصلاة) مفعول به منصوبـ (الفاء) رابطة لجواب الشرط
(اذكروا) مثل خذوا ،
(الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوبـ (قياما) حال منصوبة ،
(الواو) عاطفة
(قعودا) معطوف على
(قياما) منصوب مثله
(الواو) عاطفة
(على جنوب) جار ومجرور في محل نصب حال و (كم) ضمير مضاف إليه
(الفاء) عاطفة
(إذا اطمأننتم) مثل إذا قضيتم
(فأقيموا الصلاة) مثل اذكروا الله
(إنّ الصلاة) مثل إنّ الله ،
(كانت) فعل ماض ناقص.. و (التاء) تاء التأنيث، واسمه ضمير مستتر تقديره هي
(على المؤمنين) جار ومجرور متعلق بـ (كتابا) فهو مصدر، وهو خبر كانت منصوبـ (موقوتا) نعت منصوب.
جملة «قضيتم ... » في محل جر مضاف إليه.
وجملة «اذكروا ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة «اطمأننتم» في محل جر مضاف إليه.
وجملة «أقيموا الصلاة» لا محل لها جواب الشرط غير الجازم الثاني.
وجملة «إنّ الصلاة كانت ... » لا محل لها تعليلية.
وجملة «كانت ... كتابا» في محل رفع خبر ان.