الرسم العثمانيلَّوْ أَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفٰى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ ۚ سُبْحٰنَهُۥ ۖ هُوَ اللَّهُ الْوٰحِدُ الْقَهَّارُ
الـرسـم الإمـلائـيلَوۡ اَرَادَ اللّٰهُ اَنۡ يَّـتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصۡطَفٰى مِمَّا يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ۙ سُبۡحٰنَهٗ ؕ هُوَ اللّٰهُ الۡوَاحِدُ الۡقَهَّارُ
تفسير ميسر:
لو أراد الله أن يتخذ ولدًا لاختار من مخلوقاته ما يشاء، تنزَّه الله وتقدَّس عن أن يكون له ولد، فإنه الواحد الأحد، الفرد الصمد، القهَّار الذي قهر خلقه بقدرته، فكل شيء له متذلل خاضع.
فقال تبارك وتعالى "لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء" أي لكان الأمر على خلاف ما يزعمون وهذا شرط لا يلزم وقوعه ولا جوازه بل هو محال وإنما قصد تجهيلهم فيما ادعوه وزعموه كما قال عز وجل "لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين" "قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين" كل هذا من باب الشرط ويجوز تعليق الشرط على المستحيل لمقصد المتكلم وقوله تعالى "سبحانه هو الله الواحد القهار" أي تعالى وتنزه وتقدس عن أن يكون له ولد فإنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي كل شيء عبد لديه فقير إليه وهو الغنى عما سواه الذي قد قهر الأشياء فدانت له وذلت وخضعت تبارك وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا.
قوله تعالى ; لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء أي لو أراد أن يسمي أحدا من خلقه بهذا ما جعله - عز وجل - إليهم . سبحانه أي تنزيها له عن الولد هو الله الواحد القهار .
وقوله; ( لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ) يقول تعالى ذكره; لو شاء الله اتخاذ ولد, ولا ينبغي له ذلك, لاصطفى مما يخلق ما يشاء, يقول; لاختار من خلقه ما يشاء. وقوله; ( سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) يقول; تنـزيها لله عن أن يكون له ولد, وعما أضاف إليه المشركون به من شركهم ( هُوَ اللَّهُ ) يقول; هو الذي يَعْبده كلّ شيء, ولو كان له ولد لم يكن له عبدا, يقول; فالأشياء كلها له ملك, فأنى يكون له ولد, وهو الواحد الذي لا شريك له في ملكه وسلطانه, والقهار لخلقه بقدرته, فكل شيء له متذلل, ومن سطوته خاشع.
أي: { لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا } كما زعم ذلك من زعمه، من سفهاء الخلق. { لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ } أي: لاصطفى بعض مخلوقاته التي يشاء اصطفاءه، واختصه لنفسه، وجعله بمنزلة الولد، ولم يكن حاجة إلى اتخاذ الصاحبة.{ سُبْحَانَهُ } عما ظنه به الكافرون، أو نسبه إليه الملحدون.{ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } أي: الواحد في ذاته، وفي أسمائه، وفي صفاته، وفي أفعاله، فلا شبيه له في شيء من ذلك، ولا مماثل، فلو كان له ولد، لاقتضى أن يكون شبيها له في وحدته، لأنه بعضه، وجزء منه.القهار لجميع العالم العلوي والسفلي، فلو كان له ولد لم يكن مقهورا، ولكان له إدلال على أبيه ومناسبة منه.ووحدته تعالى وقهره متلازمان، فالواحد لا يكون إلا قهارا، والقهار لا يكون إلا واحدا، وذلك ينفي الشركة له من كل وجه.
(لو) حرف شرط غير جازم
(اللام) واقعة في جواب لو (ممّا) متعلّق بـ (اصطفى) ، والعائد محذوف
(ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف.
والمصدر المؤوّلـ (أن يتّخذ ... ) في محلّ نصب مفعول به.
(سبحانه) مفعول مطلق لفعل محذوف
(الواحد، القهّار) نعتان للفظ الجلالة مرفوعان.
جملة: «أراد الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «اصطفى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يخلق ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) الأول.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) الثاني.
وجملة: «
(نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة- أو استئناف بيانيّ.
وجملة: «هو الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(5)
(بالحقّ) متعلّق بحال من الفاعل- أو من المفعول- ،
(على النهار) متعلّق بـ (يكوّر) بمعنى يدخل، وكذلك
(على الليل) ،
(كلّ) مبتدأ مرفوع ،
(لأجل) متعلّق بـ (يجري) ،
(ألا) للتنبيه.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر .وجملة: «يكوّر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر .
وجملة: «يكوّر
(الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يكوّر
(الأولى) .
وجملة: «سخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: «كلّ يجري ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ .
وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(6)
(من نفس) متعلّق بـ (خلقكم) ،
(منها) متعلّق بـ (جعل) ،
(الواو) عاطفة
(لكم) متعلّق بـ (أنزل) ،
(من الأنعام) متعلّق بحال من ثمانية أزواج
(في بطون) متعلّق بـ (يخلقكم) ،
(خلقا) مفعول مطلق منصوبـ (من بعد) متعلّق بنعت لـ (خلقا) ،
(في ظلمات) بدل من(في بطون) بإعادة الجار فيتعلّق بـ (يخلقكم) ،
(الله) لفظ الجلالة خبر المبتدأ ذلكم
(ربّكم) خبر ثان مرفوع
(له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ
(الملك) ،
(لا) نافية للجنس
(إلّا) للاستثناء
(هو) ضمير منفصل بدل من الضمير في الخبر المحذوف في محلّ رفع
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق بحال من النائب الفاعل في(تصرفون) .وجملة: «خلقكم من نفس ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقكم.
وجملة: «أنزل لكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقكم.
وجملة: «يخلقكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ذلكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «له الملك ... » في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ ذلكم.
وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر رابع- أو استئنافيّة-.
وجملة: «تصرفون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان هذا شأن الله فأنّي تصرفون.
- القرآن الكريم - الزمر٣٩ :٤
Az-Zumar39:4