الرسم العثمانيوَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَّهُۥٓ أَوَّابٌ
الـرسـم الإمـلائـيوَالطَّيۡرَ مَحۡشُوۡرَةً ؕ كُلٌّ لَّـهٗۤ اَوَّابٌ
تفسير ميسر:
إنا سخَّرنا الجبال مع داود يسبِّحن بتسبيحه أول النهار وآخره، وسخرنا الطير معه مجموعة تسبِّح، وتطيع تبعًا له.
وقوله تعالى "إنا سخرك الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق" أي أنه تعالى سخر الجبال تسبح معه عند إشراق الشمس وآخر النهار كما قال عز وجل "يا جبال أوبي معه والطير" وكذلك كانت الطير تسبح بتسبيحه وترجع بترجيعه إذا مر به الطير وهو سابح في الهواء فسمعه وهو يترنم بقراءة الزبور لا يستطيع الذهاب بل يقف في الهواء ويسبح معه وتجيبه الجبال الشامخات ترجع معه وتسبح تبعا له قال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا محمد بن بشر عن مسعر عن عبد الكريم عن موسى بن أبي كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه بلغه أن أم هانئ رضي الله عنها ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة صلى الضحى ثمان ركعات فقال ابن عباس رضي الله عنهما قد ظننت أن لهذه الساعة صلاة يقول الله عز وجل "يسبحن بالعشي والإشراق" ثم رواه من حديث سعيد بن أبي عروبة عن أبي المتوكل عن أيوب بن صفوان عن مولاه عبد الله بن الحارث بن نوفل أن ابن عباس رضي الله عنهما كان لا يصلي الضحى قال فأدخلته على أم هانئ رضي الله عنها فقلت أخبري هذا ما أخرتني فقالت; دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح في بيتي ثم أمر بماء صب في قصعة ثم أمر بثوب فأخذ بيني وبينه فاغتسل ثم رش ناحية البيت فصلى ثمان ركعات وذلك من الضحى قيامهن وركوعهن وسجودهن وجلوسهن سواء قريب بعضهم من بعض فخرج ابن عباس رضي الله عنهما وهو يقول لقد قرأت ما بين اللوحين ما عرفت صلاة الضحى إلا الآن "يسبحن بالعشي والإشراق" وكنت أقول أين صلاة الإشراق وكان بعد يقول صلاة الإشراق ولهذا قال عز وجل "والطير محشورة" أي محبوسة في الهواء "كل له أواب" أي مطيع يسبح تبعا له قال سعيد بن جبير وقتادة ومالك عن زيد بن أسلم وابن زيد "كل له أواب" أي مطيع.
قوله تعالى ; والطير محشورة معطوف على الجبال . قال الفراء ; ولو قرئ " والطير محشورة " لجاز ; لأنه لم يظهر الفعل . قال ابن عباس ; كان داود - عليه السلام - إذا سبح جاوبته الجبال واجتمعت إليه الطير فسبحت معه . فاجتماعها إليه حشرها . فالمعنى ; وسخرنا الطير مجموعة إليه لتسبح الله معه . وقيل ; أي ; وسخرنا الريح لتحشر الطيور إليه لتسبح معه . أو أمرنا [ ص; 146 ] الملائكة تحشر الطيور ." كل له " أي لداود " أواب " أي مطيع ، أي ; تأتيه وتسبح معه . وقيل ; الهاء لله عز وجل .
وقوله ( وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ) يقول تعالى ذكره; وسخرنا الطير يسبحن معه محشورة بمعنى; مجموعة له; ذكر أنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كان إذا سبح أجابته الجبال, واجتمعت إليه الطير, فسبحت معه واجتماعها إليه كان حشرها. وقد ذكرنا أقوال أهل التأويل في معنى الحشر فيما مضى, فكرهنا إعادته.وكان قتادة يقول في ذلك في هذا الموضع ما حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد, قال; ثنا سعيد, عن قتادة ( وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ) ; مسخَّرة.وقوله ( كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ) يقول; كل ذلك له مطيع رجَّاع إلى طاعته وأمره. ويعني بالكلّ; كلّ الطير.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد, قال; ثنا سعيد, عن قتادة ( كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ) ; أي مطيع.حدثني يونس, قال; أخبرنا ابن وهب, قال; قال ابن زيد, في قوله ( وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ) قال; كل له مطيع.وقال آخرون; معنى ذلك; كل ذلك لله مسبِّح.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن الحسين, قال; ثنا أحمد بن المفضل, قال; ثنا أسباط, عن السديّ, قوله ( وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ) يقول; مسبِّح لله.
{ و } سخر { الطَّيْرَ مَحْشُورَةً } معه مجموعة { كُلٌّ } من الجبال والطير، لله تعالى { أَوَّابٌ } امتثالا لقوله تعالى: { يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ } فهذه مِنَّةُ اللّه عليه بالعبادة.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - ص٣٨ :١٩
Sad38:19