الرسم العثمانييُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍۢ
الـرسـم الإمـلائـييُطَافُ عَلَيۡهِمۡ بِكَاۡسٍ مِّنۡ مَّعِيۡنٍۢ
تفسير ميسر:
يدار عليهم في مجالسهم بكؤوس خمر من أنهار جارية، لا يخافون انقطاعها، بيضاء في لونها، لذيذة في شربها، ليس فيها أذى للجسم ولا للعقل.
قوله تعالى "يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون" كما قال عز وجل في الآية الأخرى "يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون" نزه الله سبحانه وتعالى خمر الجنة عن الآفات التي في خمر الدنيا من صداع الرأس ووجع البطن وهو الغول وذهابها بالعقل جملة فقال تعالى ههنا "يطاف عليهم بكأس من معين" أي بخمر من أنهار جارية لا يخافون انقطاعها ولا فراغها قال مالك عن زيد بن أسلم; خمر جارية بيضاء أي لونها مشرق حسن بهي لا كخمر الدنيا في منظرها البشع الرديء من حمرة أو سواد أو اصفرار أو كدورة إلى غير ذلك مما ينفر الطبع السليم وقوله عز وجل "لذة للشاربين" أي طعمها طيب كلونها وطيب الطعم دليل على طيب الريح بخلاف خمر الدنيا في جميع ذلك.
قوله تعالى ; يطاف عليهم بكأس من معين لما ذكر مطاعمهم ذكر شرابهم . والكأس عند أهل اللغة اسم شامل لكل إناء مع شرابه ، فإن كان فارغا فليس بكأس . قال الضحاك والسدي ; كل كأس في القرآن فهي الخمر ، والعرب تقول للإناء إذا كان فيه خمر ; كأس ، فإذا [ ص; 72 ] لم يكن فيه خمر قالوا ; إناء وقدح . النحاس ; وحكى من يوثق به من أهل اللغة أن العرب تقول للقدح إذا كان فيه خمر ; كأس ، فإذا لم يكن فيه خمر فهو قدح ، كما يقال للخوان إذا كان عليه طعام ; مائدة ، فإذا لم يكن عليه طعام لم تقل له مائدة . قال أبو الحسن بن كيسان ; ومنه ظعينة للهودج إذا كان فيه المرأة . وقال الزجاج ; بكأس من معين أي ; من خمر تجري كما تجري العيون على وجه الأرض . والمعين ; الماء الجاري الظاهر .
وقوله ( يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) يقول تعالى ذكره; يطوف الخدم عليهم بكأس من خمر جارية ظاهرة لأعينهم غير غائرة.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) قال; كأس من خمر جارية، والمعين; هي الجارية.حدثنا محمد بن بشار، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا سفيان، عن سلمة بن نبيط، عن الضحاك بن مزاحم، في قوله ( بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) قال; كل كأس في القرآن فهو خمر.حدثنا ابن بشار، قال; ثنا عبد الله بن داود، عن سلمة بن نبيط، عن الضحاك بن مزاحم، قال; كل كأس في القرآن فهو خمرحدثنا محمد بن الحسين، قال; ثنا أحمد، قال; ثنا أسباط، عن السدي، في قوله ( بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) قال; الخمر. والكأس عند العرب; كل إناء فيه شراب، فإن لم يكن فيه شراب لم يكن كأسا، ولكنه يكون إناء.
{ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ } أي: يتردد الولدان المستعدون لخدمتهم بالأشربة اللذيذة، بالكاسات الجميلة المنظر، المترعة من الرحيق المختوم بالمسك، وهي كاسات الخمر.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الصافات٣٧ :٤٥
As-Saffat37:45