وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
وَاِنَّ يُوۡنُسَ لَمِنَ الۡمُرۡسَلِيۡنَؕ
تفسير ميسر:
وإن عبدنا يونس اصطفيناه وجعلناه من المرسلين، إذ هرب من بلده غاضبًا على قومه، وركب سفينة مملوءة ركابًا وأمتعة.
قد تقدمت قصة يونس عليه الصلاة والسلام في سورة الأنبياء وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى" ونسبه إلى أمه وفي رواية إلى أبيه.
قوله تعالى ; وإن يونس لمن المرسلين يونس هو ذو النون ، وهو ابن متى ، وهو ابن العجوز التي نزل عليها إلياس ، فاستخفى عندها من قومه ستة أشهر ويونس صبي يرضع ، وكانت أم يونس تخدمه بنفسها وتؤانسه ، ولا تدخر عنه كرامة تقدر عليها . ثم إن إلياس سئم ضيق البيوت فلحق بالجبال ، ومات ابن المرأة يونس ، فخرجت في أثر إلياس تطوف وراءه في الجبال حتى وجدته ، فسألته أن يدعو الله لها لعله يحيي لها ولدها ، فجاء إلياس إلى الصبي بعد أربعة عشر يوما من موته ، فتوضأ وصلى ودعا الله فأحيا الله يونس بن متى بدعوة إلياس عليه السلام . وأرسل الله يونس إلى أهل نينوى من أرض الموصل وكانوا يعبدون الأصنام ثم تابوا ، حسبما تقدم بيانه في سورة [ يونس ] ومضى في [ الأنبياء ] قصة يونس في خروجه مغاضبا . واختلف في رسالته هل كانت قبل التقام الحوت إياه أو بعده . قال الطبري عن شهر بن حوشب ; إن جبريل - عليه السلام - أتى يونس فقال ; انطلق إلى أهل نينوى فأنذرهم أن العذاب قد حضرهم . قال ; ألتمس دابة . قال ; الأمر أعجل من ذلك . قال ; ألتمس حذاء . قال ; الأمر أعجل من ذلك . قال ; فغضب فانطلق إلى السفينة فركب ، فلما ركب السفينة احتبست السفينة لا تتقدم ولا تتأخر . قال ; فتساهموا ، قال ; فسهم ، فجاء الحوت يبصبص بذنبه ، فنودي الحوت ; أيا حوت! إنا لم نجعل لك يونس رزقا ، إنما جعلناك له حرزا ومسجدا . قال ; فالتقمه الحوت من ذلك المكان حتى مر به إلى الأبلة ، ثم انطلق به حتى مر به على دجلة ، ثم انطلق [ ص; 110 ] حتى ألقاه في نينوى . حدثنا الحارث قال حدثنا الحسن قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا شهر بن حوشب عن ابن عباس قال ; إنما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت ، واستدل هؤلاء بأن الرسول لا يخرج مغاضبا لربه ، فكان ما جرى منه قبل النبوة . وقال آخرون ; كان ذلك منه بعد دعائه من أرسل إليهم إلى ما أمره الله بدعائهم إليه ، وتبليغه إياهم رسالة ربه ، ولكنه وعدهم نزول ما كان حذرهم من بأس الله في وقت وقته لهم ، ففارقهم إذ لم يتوبوا ولم يراجعوا طاعة الله ، فلما أظل القوم العذاب وغشيهم - كما قال الله تعالى في تنزيله - تابوا إلى الله ، فرفع الله العذاب عنهم ، وبلغ يونس سلامتهم وارتفاع العذاب الذي كان وعدهموه فغضب من ذلك وقال ; وعدتهم وعدا فكذب وعدي . فذهب مغاضبا ربه وكره الرجوع إليهم ، وقد جربوا عليه الكذب ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس . وقد مضى هذا في [ الأنبياء ] وهو الصحيح على ما يأتي عند قوله تعالى ; وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ولم ينصرف يونس ; لأنه اسم أعجمي ، ولو كان عربيا لانصرف وإن كانت في أوله الياء ; لأنه ليس في الأفعال " يفعل " كما أنك إذا سميت بيعفر صرفته ، وإن سميت بيعفر لم تصرفه .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)يقول تعالى ذكره; وإن يونس لمرسل من المرسلين إلى أقوامهم .
وهذا ثناء منه تعالى، على عبده ورسوله، يونس بن متى، كما أثنى على إخوانه المرسلين، بالنبوة والرسالة، والدعوة إلى اللّه، وذكر تعالى عنه، أنه عاقبه عقوبة دنيوية، أنجاه منها بسبب إيمانه وأعماله الصالحة،
(الواو) استئنافيّة
(لمن المرسلين) مثل السابقة .
جملة: «إنّ يونس لمن المرسلين» لا محلّ لها استئنافيّة.
(140)
(إذ أبق) مثل إذ نجّيناه ،
(إلى الفلك) متعلّق بـ (أبق) .
وجملة: «أبق ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
(141)
(الفاء) عاطفة في الموضعين
(من المدحضين) متعلّق بخبر كان.
وجملة: «ساهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أبق.
وجملة: «كان من المدحضين..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ساهم.
(142)
(الفاء) عاطفة و (الواو) حالية.وجملة: «التقمه الحوت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة كان ...وجملة: «هو مليم» في محلّ نصب حال.
(143)
(الفاء) استئنافيّة- أو عاطفة-
(لولا) حرف شرط غير جازم
(من المسبّحين) متعلّق بخبر كان.
والمصدر المؤوّلـ (أنّه كان من المسبّحين) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره موجود.
وجملة: «لولا
(تسبيحه) موجود» لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كان من المسبّحين» في محلّ رفع خبر أنّ.
(144)
(اللام) واقعة في جواب لولا
(في بطنه) متعلّق بـ (لبث) ،
(إلى يوم) متعلّق بـ (لبث) ، و (الواو) في(يبعثون) نائب الفاعل.
وجملة: «لبث ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يبعثون» في محلّ جرّ مضاف إليه.
(145)
(الفاء) استئنافيّة
(بالعراء) متعلّق بـ (نبذناه) و (الباء) للظرفيّة
(الواو) حالية..
وجملة: «نبذناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة في معرض قصّة يونس.
وجملة: «هو سقيم» في محلّ نصب حال.
(146)
(الواو) عاطفة
(عليه) متعلّق بـ (أنبتنا) بتضمينه معنى ظلّلنا
(من يقطين) متعلّق بنعت لشجرة.
وجملة: «أنبتنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نبذناه.(147)
(الواو) عاطفة
(إلى مائة) متعلّق بـ (أرسلناه) ،
(أو) للإضراب ..
وجملة: «أرسلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نبذناه..
وجملة: «يزيدون..» لا محلّ لها استئنافيّة.
(148)
(الفاء) عاطفة في الموضعين
(إلى حين) متعلّق بـ (متّعناهم) .
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلناه.
وجملة: «متّعناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.