الرسم العثمانيأَوَلَيْسَ الَّذِى خَلَقَ السَّمٰوٰتِ وَالْأَرْضَ بِقٰدِرٍ عَلٰىٓ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم ۚ بَلٰى وَهُوَ الْخَلّٰقُ الْعَلِيمُ
الـرسـم الإمـلائـياَوَلَيۡسَ الَّذِىۡ خَلَقَ السَّمٰوٰتِ وَالۡاَرۡضَ بِقٰدِرٍ عَلٰٓى اَنۡ يَّخۡلُقَ مِثۡلَهُمۡؔؕ بَلٰی وَهُوَ الۡخَـلّٰقُ الۡعَلِيۡمُ
تفسير ميسر:
أوليس الذي خلق السموات والأرض وما فيهما بقادر على أن يخلق مثلهم، فيعيدهم كما بدأهم؟ بلى، إنه قادر على ذلك، وهو الخلاق لجميع المخلوقات، العليم بكل ما خلق ويَخْلُقُ، لا يخفى عليه شيء.
يقول تعالى مخبرا منبها على قدرته العظيمة في خلق السموات السبع بما فيها من الكواكب السيارة والثوابت والأرضين السبع وما فيها من جبال ورمال وبحار وقفار وما بين ذلك ومرشدا إلى الاستدلال على إعادة الأجساد بخلق هذه الأشياء العظيمة كقوله تعالى; "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس" وقال عز وجل ههنا "أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم" أي مثل البشر فيعيدهم كما بدأهم قاله ابن جرير وهذه الآية الكريمة كقوله عز وجل "أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير".
ثم قال تعالى محتجا ; أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم أي ; أمثال المنكرين للبعث . وقرأ سلام أبو المنذر ويعقوب الحضرمي ; " يقدر على أن يخلق مثلهم " على أنه فعل . بلى وهو الخلاق العليم أي إن خلق السماوات والأرض أعظم من خلقهم ، فالذي خلق السماوات والأرض يقدر على أن يبعثهم . وهو الخلاق العليم وقرأ الحسن باختلاف عنه " الخالق " .
( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ) يقول تعالى ذكره منبها هذا الكافر الذي قال مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ على خطأ قوله، وعظيم جهله ( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ ) السبع ( وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ ) مثلكم، فإن خلق مثلكم من العظام الرميم ليس بأعظم من خلق السَّمَواتِ والأرض. يقول; فمن لم يتعذر عليه خلق ما هو أعظم من خلقكم، فكيف يتعذر عليه إحياء العظام بعد ما قد رمَّت وبلِيَت؟ وقوله ( بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ ) يقول; بلى هو قادر على أن يخلق مثلهم وهو الخلاق لما يشاء، الفعَّال لما يريد، العليم بكل ما خلق ويخلق ، لا يخفي عليه خافية.
ثم ذكر دليلا رابعا فقال: { أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ } على سعتهما وعظمهما { بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ } أي: [أن] يعيدهم [بأعيانهم]. { بَلَى } قادر على ذلك، فإن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس. { وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ } وهذا دليل خامس، فإنه تعالى الخلاق، الذي جميع المخلوقات، متقدمها ومتأخرها، صغيرها وكبيرها، كلها أثر من آثار خلقه وقدرته، وأنه لا يستعصي عليه مخلوق أراد خلقه.
(الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ الإنكاريّ
(الواو) عاطفة
(قادر) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس
(أن) حرف مصدريّ..
والمصدر المؤوّلـ (أن يخلق ... ) في محلّ جرّ متعلّق بقادر.
(بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفيّ أي بلى هو قادر
(الواو) عاطفة
(العليم) خبر ثان للمبتدأ هو.
جملة: «ليس الذي خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أيّ: أليس الذي أنشأ المخلوقات أوّل مرّة، وليس الذي خلق السموات ...وجملة: «خلق....» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة: «يخلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «هو الخلاق ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي بلى هو قادر على ذلك وهو الخلاق ...(82)
(إنّما) كافّة ومكفوفة
(أن) حرف مصدريّ
(له) متعلّق بـ (يقول) ،
(كن) فعل أمر تام وفاعله أنت وكذلك المضارع
(يكون) والفاعل هو (الفاء) قبل يكون عاطفة- أو استئنافيّة- والمصدر المؤوّلـ (أن يقول..) في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أمره) .
وجملة: «أمره.. أن يقول..» لا محلّ لها استئنافيّة في حكمالتعليل.
وجملة: «أراد شيئا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فأمره قوله له كن.. والشرط وفعله وجوابه اعتراض.
وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «كن..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يكون..» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة الاسميّة لا محلّ لها معطوفة على جملة أمره.. أن يقول .
(83)
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف
(بيده) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر ملكوت
(الواو) عاطفة
(إليه) متعلّق بـ (ترجعون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل.
وجملة: «
(سبّح) سبحان..» في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان أمره كذلك فسبّحه.
وجملة: «بيده ملكوت ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة: «ترجعون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
انتهت سورة «يس» ويليها سورة «الصافات»سورة الصّافات
آياتها 182 آية
[سورة الصافات
(37) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالصَّافَّاتِ صَفًّا
(1) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً
(2) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً
(3) إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ
(4)
الإعراب:
- القرآن الكريم - يس٣٦ :٨١
Yasin36:81